مع اندلاع انتفاضة يهود الفلاشا فى اسرائيل السيد / ياسر أبو سيدو القيادي بحركة فتح فى حوار خاص

مع اندلاع انتفاضة يهود الفلاشا فى اسرائيل السيد / ياسر أبو سيدو القيادي بحركة فتح فى حوار خاص

 

 

 

 

 

** انتفاضة يهود الفلاشا تندرج فى إطار مخطط اسرائيلي لتبرير التوسع فى أراضي الغير وضم أراضي جديدة .
** الانقسام الفلسطيني لن ينتهي إلا بانتفاضة الشعب الفلسطيني فى غزة وإنهاء حكم حركة حماس .

شهدت الأيام الماضية تظاهرات ليهود الفلاشا فى اسرائيل احتجاجا على عنصرية سلطات الاحتلال فى معاملتهم وعن خلفيات تلك المظاهرات وتأثيرها والأوضاع على الساحة الفلسطينية كان لنا هذا الحوار مع ياسر أبو سيدو القيادي بحركة فتح .

– ماهى رؤيتك لتوقيت اندلاع ثورة يهود الفلاشا ؟ وهل هي أسباب حقيقية أم مفتعلة ؟
اسرائيل مجتمع هش وغير متامسك وإذا توقف العداء بين العرب واسرائيل فإن الصراع بين وحدات المجتمع الاسرائيلي سيكون أكثر ضراوة بصورة لا يتوقعها أى انسان نظرا لأن هذا المجتمع قائم على العنصرية فعلى سبيل المثال فإن اليهود القادمين من إفريقيا أو المغرب لا يتزوجون يهوديات قادمات من أوروبا وأمريكا لذلك نجد أن بعض المستوطنات داخل اسرائيل مستوطنات ديموجرافية بمعنى أنها مستوطنات تابعة لفصائل وأحزاب داخل اسرائيل والجيش الاسرائيلي الذي تكون عام 1948 من عصابات إرهابية مكونة من البالماشيرن والهجانه كان ذلك على أساس النسب الحزبية وليس على أساس التساوي لذلك نجد أن وزير الدفاع الاسرائيلي عادة ما يكون من الأسبردين وكذلك بالنسبة للقرار السياسي هو قرار اسبردين وليس قرار شرقيين وفى ظل تلك التركيبة فإن نتنياهو يحاول استغلال تلك الأوضاع للحرب الى حدود الأخرين وتوسيع حدودها ومن هذا المنطلق فإنني لا استبعد أن يكون هذا المشهد متفق عليه حتى يبدو أمام أوروبا وأمريكا أنه يمر بضائقة وفى حاجة لحل المشاكل الداخلية ليعيش المجتمع الاسرائيلي بسلام ولأن اسرائيل فى حاجة دائما الى شريان الحياة الذي يأتيها من الخارج .
– وهل تتوقع أن ينعكس ذلك على اسرائيل من خلال القيام بحرب أخرى أو ضم مناطق جديدة ؟
رغم أنه لا جدال فى سوريا وهضبة الجولان إلا أننا نجد أن الولايات المتحدة قدمتها لاسرائيل على طبق من ذهب وكذلك رغم أن غور الأردن جزء من أراضينا إلا أن اسرائيل تصر على وجود القوات الاسرائيلية فى الغور وكذلك فى منطقة مزارع شبعا بلبنان ورغم أن اسرائيل وقعت مع الأردن اتفاقية وادي عربه لاستئجارها لمدة 99 عام إلا أن اسرائيل تضع عينها على سيناء لأنها بالنسبة لها أكثر قدسية من الأراضي الفلسطينية لأنه فى تلك المنطقة كلم الله سيدنا موسى وهناك اعتقاد خاطئ بأن اسرائيل تريد توطين الفلسطينيين فى سيناء لأنها تريد ان تتخذ تلك القضية كمبرر لإعادة احتلال سيناء وللأسف فإن الساسة العرب يساعدون اسرائيل فى تنفيذ هذا المخطط فلقد خرج علينا بعض الساسة السعوديين والبحرانيين عقب ورشة البحرين ليقولون أن لايوجد شعب فلسطيني وأن المسجد الأقصى هو هيكل يهودي لإعطاء مبرر لمد النفوذ الصهيوني على مناطق أخرى .
– وهل تعتقد أن اسرائيل نجحت من خلال مؤتمر البحرين فى فرض التطبيع على العرب ؟
رغم المواقف العربية المعلنة بأنه لا تفريط فى الحقوق الفلسطينية فإن الواقع يؤكد عكس ذلك فلقد كسرت ورشة البحرين حاجز الجليد بين العرب واسرائيل وكشفت أن هناك من هم على استعداد لطرح قضية التطبيع فوق الطاولة وليس تحت الطاولة لأن التطبيع موجود بين اسرائيل ودول الخليج منذ عام 1990 وكانت البداية مع قطر ثم توالى التطبيع مع الأخرين وقاموا باتصالات فوق الطاولة وتحت الطاولة .
– وهل تعني مشاركة مصر فى المؤتمر أن هناك دور معين لمصر فى تنفيذ صفقة القرن خاصة أن هناك إجراءات اتخذتها مصر مؤخرا كقانون الجنسية وتنفيذ مشروعات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ؟
لو كان الشعب المصري يريد التطبيع لفعله منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل لكن الشعب المصري لم ولن يطبع مع اسرائيل واسرائيل تعلم علم اليقين أن مصر هى السد الذي يقف عائقا أمامها للنفاذ الى العالم العربي وأن أي صراع فى المنطقة على المدى القريب أو البعيد سيكون مع مصر لذا فإن القضية ليست فيمن حضر المؤتمر ولكنها قضية تاريخ فمصر هى الدولة الوحيدة التى حاربت من أجل فلسطين وهناك شهيد فى كل بيت مصري روت دماؤه أرض فلسطين على عكس الجيش الأردني والذي دخل فقط لاستلام الضفة الغربية وعندما دخل الجيش المصري غزه حافظ على فلسطينية القطاع .
– مع قرب إجراء الانتخابات الاسرائيلية ماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به الأحزاب العربية فى التأثير على نتائج تلك الانتخابات ؟
الأحزاب العربية داخل اسرائيل ليس لها أي تأثير على القرار الاسرائيلي من قريب أو من بعيد ومن يدعي ذلك لا يفهم طبيعة الأمور لأن هؤلاء الناس سجناء فى بيوتهم وسجناء في قرارهم .
– هناك شكوك تحوم حول النوايا الحقيقية لحماس وسعيها نحو إقامة كيان مستقل لها فى قطاع غزة من خلال اتفاق التهدئة فماهى رؤيتك لذلك ؟
حماس قبل 2007 كانت جزء من إقليم الأردن التابع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وكانت ميزانيتها تأتي من التنظيم الذي يتواجد فى الأردن وبعد عام 2007 أصبحت اقليما خاصا وكيانا له حقوق وعليه واجبات ولو كانت حماس تريد المصلحة الفلسطينية لما أقدمت على الانقسام لأنها كانت تمتلك رئاسة الوزاره وتشارك فى القرار السياسي فهي تعمل بأوامر من التنظيم الدولي للإخوان فضلا على أنها لها دور غير عربي بالنسبة لحوادث الإرهاب التي تحدث فى شمال سيناء وحتى نفهم حقيقة دور حماس لابد أن نعرف نشأتها فلقد أنشأت عام 1970 عندما انكفأت الثورة الفلسطينية فى الضفة وغزة بعد أن تلقت ضربة قاسمة من النظام الأردني فكان على اسرائيل أن تنشئ كيانا بديلا ليس شيوعيا ولا اشتراكيا ولكن كيان يدعى الإسلام فتم إنشاء حماس على يد أحمد ياسين والذي قام بأعمال غير اخلاقية ضد المجتمع الفلسطيني فكانوا يقاتلون شباب فتح والجبهة الشعبية لمصلحة الموساد وبالتالي فإن حماس تسعى لتحقيق مصالح الأخوان وليس مصالح الشعب الفلسطيني .
– وما تقييمك لطبيعة الدور الإيراني فى الساحة الفلسطينية ودعمها لبعض الفصائل كالجهاد لتحقيق الأجندة الإيرانية ؟
لا نستطيع أن نتدخل فى مصالح إيران أو تركيا فمن مصلحة إيران أن تبحث عن مصلحتها بالشكل الذي تراه وعلينا أيضا أن نبحث عن مصالحنا فيما يناسبنا معها وإذا كانت إيران تقدم أموال لجهة معينة فهذه الجهة لابد أن تكون أكثر عقلانية ولا تكون حذاء فى قدم إيران وعلى سبيل المثال فلقد كان عبدالناصر حليفا لروسيا وحصل منها على مساعدات اقتصادية وعسكرية ورغم ذلك قام بسحب الشيوعيين عندما حاولوا نشر الشيوعية فى مصر ولذا فإننا حينما نتعامل مع إيران لابد أن نفصل القضايا العقائدية عن السياسة وللأسف فإن العرب يعملون على أجندات الأعداء وليس الأصدقاء .
– وماهى حقيقة الترتيبات التى تجري فى سوريا بين روسيا وإيران واسرائيل ؟
المطلوب فى الملف السوري أن تكون سوريا على وفاق وسلام مع اسرائيل نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يهدد أمن اسرائيل ولو أن صدام حسين اعترف باسرائيل لما حدث للعراق للعراق ما حدث ويجب أن يعلم الجميع أن لروسيا مصالح فى سوريا تريد أن تؤمنها حتى لو كان هذا على حساب سوريا كما لم تدافع عن مصر عام 1973 لذا علينا ان ندرك أنه لن يدافع مصالحنا إلا أنفسنا .
– فى النهاية كيف ترى مستقبل المصالحة الفلسطينية ؟ وما هى حقيقة الاتهامات التى توجهها حماس للسلطة بالتنسيق الأمني مع اسرائيل ؟
المصالحة لن تتحقق إلا إذا توافرت الظروف الموضوعية لها وهذا لن يتحقق إلا إذا تم إسقاط حركة حماس فى قطاع غزة وهذه مهمة الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة وليست مهمة مصر أو سوريا أو الأردن وإذا كنا دفعنا 400 شهيد فى الانقسام فعلينا أن ندفع مئات الشهداء أيضا لإنهاء هذا الانقسام وأما موضوع التنسيق الأمني مع اسرائيل فالسلطة لم تسلم فلسطيني فى المناطق التي تسيطر عليها الى اسرائيل بينما حماس تنسق مع اسرائيل فى كافة الأمور فخالد مشعل عندما زار قطاع غزة نسق مع اسرائيل وعندما أبرمت حماس مع اسرائيل اتفاق التهدئة فلقد نسقت معها وتقوم باعتقال من يطلقون الصواريخ على اسرائيل .
حاوره / مصطفى عماره

إرسال التعليق