الهجرة غير الشرعية تقطف ارواح الشباب
تعد ظاهرة الهجرة غير الشرعية من أخطر الظواهر التي تواجه الشباب والحكومة في الوقت الراهن، حيث شهدت الفتره الاخيره مصرع المئات من الشباب الذين حاولوا الهجرة الي الخارج بطرق غير شرعية ، وللوقوف على أسباب تفاقم تلك الظاهرة كان لنا لقاء مع عدد من الشباب الذين عاشوا التجربة حيث قال “س .م” صاحب 27 عاما ” انهيت الجامعة ولم أجد فرصة عمل مناسبة بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية وتراجع مستوي المعيشة فما كان أمامي إلا الهجرة غير الشرعية لأن طريق الهجرة الشرعية كان مغلقا لما يحتاج إليه من مبلغ مالي لم استطع توفيره ”
واضاف ” ا. م ” شاب في العقد الثالث من عمره ” لجأت للهجرة غير الشرعية للبحث عن حياه آمنة بعيدا عن عدم الاستقرار ،وانتشار النزاعات والقمع الداخلي ، والعنصرية ، وانتشار القمع الديني وعدم القدره على إقامة الشعائر الخاصة بديني ”
وقال ” و . ع” صاحب 42 عاما ” لقد تثاقلت علي متطلبات اولادي الثلاثة ولم استطع توفير احتياجتهم من قوت يومي فما كان أمامي سوي البحث عن طريقه لزياده دخلي بشكل سريع فدلني احدهم على سمسار ويدعي ” م ي ” والذي أكد أنه سيوفر لي عقد عمل في إحدى الدول الأوربية مقابل مرتب شهري كبير يضمن لي ولاولادي حياة كريمة فكانت إجابي الموافقة على الهجرة حتى ولو كانت بطريقة غير شرعيه ”
وفي نفس السياق ، نظمت إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بقطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، المؤتمر الثاني لمكافحة الهجرة غير الشرعية تحت رعاية محمود توفيق وزير الداخلية من أجل مناقشة المستجدات والتحديات الراهنة ورصد الإشكاليات والمعوقات لمواجهة جرائم الهجرة غير الشرعية واستعرض المشاركون الاستراتيجية الأمنية لمواجهة هذا النشاط الإجرامي والقضاء عليه
وعلى نفس النهج فقد توالت الضربات الأمنية ضد التشكيلات العصابية حيث استطاعت مديريات أمن “الإسكندرية- البحيرة- الدقهلية” من ضبط 9 من المتهمين، باستقطاب الشباب وإحباط محاولة تهريب 27 مهاجرًا غير شرعى، وبمواجهة المهاجرين غير الشرعيين والمتهمين المضبوطين بما أسفرت عنه المعلومات والتحريات والضبط أقروا بصحتها واعترفوا بمضمون المعلومات والتحريات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية كما ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسوان، القبض على تشكيل تخصص في الهجرة غير الشرعية من السودان إلى داخل مصر، بعد قيام بعض المهربين بإطلاق النيران على عدد من الأفارقة بالقرب من قرية بلانة التابعة لمركز نصر النوبة، بعد خلافات بينهم، مما أسفر عن مصرع أحد الأفارقة ويدعى «صموئيل. ب»، 30 سنة، وتم نقله لمشرحة مركز دراو.
وقالت مديرية أمن أسوان في بيان صحفي لها ان «مباحث كوم أمبو تمكنت من القبض على 9 متهمين، كونوا تشكيلاً لتهريب الأفارقة من السودان إلى مصر عن طريق الدروب والمدقات الجبلية مقابل مبالغ مالية كبيرة من بينهم 3 متهمين أطلقوا النيران على السيارة المحملة بالأفارقة وقتل أحدهم، وتم تحرير المحضر رقم 894 لسنة 2019 إداري نصر النوبة».
وفي هذا الإطار تم وضع مجموعة من القوانين الصارمة التي تحرم الهجرة غير الشرعية والتي وافق عليها مجلس النواب برئاسة د.علي عبدالعال حيث يشمل الفصل الاول من القانون 3 مواد تحت بند تعاريف القانون ، ويتضمن الفصل الثاني الجرائم و العقوبات ويشمل مجموعة من المواد تبدأ بالمادة 4 وتمتد حتي المادة 21
وصرح النائب أمين مسعود، عضو مجلس النواب، أن قانون الهجرة غير الشرعية يساهم فى مواجهة تلك الأزمة بشكل كبير، لما يتضمنه من عقوبات قاسية لكل من يتورط فى تلك الجرائم، لافتًا إلى أن القانون يقف فى صف المهاجر ولا يتضمن عقوبة واحدة له فى حاله القبض عليه.
وأضاف مسعود، أنه إذا طبق هذا القانون بشكل فعال، فإنه سيقضى على سماسرة الهجرة فى وقت قريب، ولكنه لن يقضى على وجود تلك الظاهرة، مشددًا على ضرورة فتح حوار مجتمعى لعرض خطورة الأمر على المواطنين.
بينما قالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار في البشر، إن الدولة استطاعت بقوة، مواجهة الهجرة غير الشرعية، وأن الجهات الأمنية تبذل قصارى جهدها للقضاء على هذه الظاهرة ، مشيرة إلي أن هناك برنامج لتوعية الشباب بخطر الهجرة غير الشرعية بالقرى والمحافظات وتقديم بدائل للشباب بتوفير فرص العمل والتشجيع علي الحرف اليدوية.
وَأضافت أنه يتم استغلال الشباب الذين يهاجرون بطرق غير شرعية، بأبشع الصور ويتم استخدامهم قسراً للعمل في سوق الخضار، أونقل المخدرات عبر القطارات
وقالت الدكتورة أميرة أحمد، الأستاذة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، والمتخصصة في شؤون الهجرة واللجوء، أن بعض المهاجرين يسلكون الطرق الجبلية من خلال الصحراء كما يحدث للهجره من السودان إلى مصر بهدف العبور إلى أوروبا، لكن التقديرات تشير إلى انخفاض أو شبه انعدام عمليات الهجرة من مصر عبر البحر المتوسط .
وروت ” أحمد ” قصة رجل مصري كان يقيم في النمسا بينما كانت تعيش أسرته في مصر، وبعد 4 سنوات من الفراق حاول الرجل دخول مصر لكن لم تمنحه القاهرة تأشيرة دخول، فاضطر إلى دخولها عن طريق التهريب عبر السودان، للقاء أسرته، ثم اضطر لاحقاً إلى العودة إلى أوروبا عن طريق التهريب إلى السودان، في رحلتين شاقتين جداً. وهذا نموذج مكرر ومأساوي.
وفي نفس الإطار فقد أكدت دار الإفتاء أن الله عز وجل أمرنا بأن نسعى فى الأرض للبحث عن الرزق، من خلال الهجرة إلى الدول المختلفة بطريقة شرعية وسليمة.
وصرح الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، إن الهجرة غير الشرعية للبلاد الأجنبية هى مخالفة لقواعد وقوانين هذه البلاد، منوها بأن الذى يرغب في السفر إلى أى بلد لابد أن يلتزم بقوانينها ولوائحها.
وأضاف عاشور، ردا على سؤال حكم العمل فى البلاد الأجنبية من خلال الهجرة غير الشرعية؟ أن العمل المبنى على الهجرة غير الشرعية فى البلاد الأجنبية لا حرج فيه ومكسبه حلال، لأن الراتب الذى يتقاضاه المهاجر يكون مقابل عمله وليس على الهجرة غير الشرعية، فهناك فارق بينهما وليسا بينهما علاقة تربطهما.
كم صرح الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أنه حال سافر الإنسان إلى بلد ما، بطريقة غير شرعية، طلبًا للرزق والعمل بها، فإن رزقه حلال، وإن لم يكن وضعه قانوني.
ومع ذلك فإن الهجرة غير الشرعية تعتبر إلقاء بالنفس الي التهلكة وانتهاك حرمات البلد الآخر..
وقال إنه يجب ان يجتهد المهاجر ليجعل وضعه قانونيا، منوهًا بأن وسيلة دخوله البلاد وإن لم تكن بطرق مشروعة، فإنه طالما عمله حلال فرزقه أيضًا حلال.
تفرير الاعلامية ايمان الشيخ
إرسال التعليق