العشوائيات مابين الإصلاح وصراخ الأهالي

العشوائيات مابين الإصلاح وصراخ الأهالي

العشوائيات مابين الإصلاح وصراخ الأهالي

تعد ظاهرة العشوائيات من الظواهر قديمة الاذل ، التي طرحت على الساحة لأكثر من مره ، لما تشكله من تحدي للاجهزه الامنيه وخطرا على الأمن الوطني ، حيث يعد المجتمع المصري من أكثر المجتمعات انتشاراً للعشوائيات ، التى يقبع أغلبها فى القاهرة الكبرى، ويتجاوز عددها على مستوى الجمهورية، بحسب الجهاز المركزى للإحصاء، 1221 تجمعا عشوائيا، مترامية الأطراف، يقطنها أكثر من 15 مليون مواطن، أى بنسبة تصل إلى 13% من إجمالى سكان الجمهورية، وانطلاقا من حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، مخاطبا الحكومة بقوله “لا يمكن أن نسمح أبدا إن يكون عندنا عشوائيات” بدأت الحكومة على تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية . والتي بدأنا بحصد ثمارها حيث
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيرا عددا من المناطق العشوائية التي تم الانتهاء من تطويرها، مثل منطقة «روضة السيدة» بالقاهرة، التي كانت تعرف باسم «تل العقارب»، ومشروع «بشائر الخير 2»، في الإسكندرية، والذي أقيم بمنطقة «غيط العنب»،

ومع تعالي أصوات المصلحين والقائمين علي تطوير العشوائيات قابل ذلك اعتراضا من جانب بعض الأهالي، وللوقوف على أسباب هذا الاعتراض كان لنا لقاء مع بعضهم
حيث قال ” حسين . م ” شاب يقيم في منطقة عشوائية أن اهل المنطقة يعرفون بعضهم جيدا وبينهم عائلات ونسب وصلة قرابة، وإذا حدث لأى شخص منا أى ظرف طارئ يقف الجميع معه، حياتنا صعبة ولكن اعتادنا عليها ، أعمالنا وحياتنا هنا ولا نستطيع أن ننتقل الي مكان آخر حتى ولو كان أكثر رفاهية ، أن كانت الدولة تسعي للارتقاء بأحوالنا ، فليكن التطوير في المنطقة بدلا من التهجير ، فالروابط بين أهل المنطقة والارتباط بالمكان يمثل لنا الكثير ولا يمكننا طرق المنطقة التي عشنا فيها
واضاف “حسين ” إحنا مش عشوائيات قوى يعنى، عندنا هنا مدرسين وناس ولادها فى ثانوية عامة وفى كليات الهندسة، والتجارة، العشوائيات بتطلّع ناس متعلمة، ونضيفة برضه، لكنهم ضحايا الحكومة ومعظم الخدمات الحكومية شبه منعدمة، وفى الآخر تطلع أفلام السبكى وخالد يوسف لتشويه صورتنا ”

ويقول ” محمد . ا ” صاحب 58 عاماً ، المقيم في منطقة عشوائية وسط القاهرة ” ولدت في المنطقة وتزوجت من اهلها وأبنائي هنا بل واحفادي أيضا ، كل ذكرياتي مرتبطة بهذا المكان ، وبعد 58 عاما ، يأتي مسؤل ويطلب منا بيع بيوتنا البسيطة ، والانتقال لمكان آخر ليقيم مكانها ابراج ومساكن راقيه ” ثم يصمت قليلا ويكمل قائلاً ” بدلا من ان يطلبوا منا طرق بيوتنا كان الواجب أن يبدءو في ترميم البيوت وتقديم الخدمات واضاف : احنا مش عشوائيات إحنا مهمشين ”

وفي نفس السياق ، قال الدكتور تامر ممتاز، خبير اقتصادي، إن طريقة سير مشروع تطوير العشوائيات الحالية لن تقضي على المشكلة ، بسبب الروابط التي تحيط بالمواطن من أهله وأصدقائه ومحل عمله هي الأهم في عملية تطوير العشوائيات، فلا بد أن يتم توفير الروابط الأساسية للناس قبل نقلهم إليه، مثل توفير العمل وتسهيل التواصل الأسري

وأضاف ممتاز أن المواطن إذا لم يجد روابطه واحتياجاته في المكان، لن يسكن فيه، مهما بدا جميلا ومريحا من وجهة نظر القائمين على التطوير، ضاربا المثل بمحاولة نقل سكان الصحراء إلى شقق سكنية في الماضي، والتي قوبلت بالرفض لأن السكان لم يشعروا بالراحة في مساكنهم الجديدة الجميلة، وأنه لابد أن نسأل سكان المناطق العشوائية عن احتياجاتهم في المناطق الجديدة، لكي نسهل من عملية التطوير

ومن جانبه قال الدكتور حمدي عرفة خبير الإدارة العامة والمحلية، إن سكان العشوائيات فئة مهمشة تستحق وتتطلب من جميع أجهزة الدول والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني التنسيق والتعاون فيما بينها لحل هذه الظاهرة التي تتزايد يوما بعد يوم
وأضاف عرفة أن الدولة تسعي في ملاحقة الزيادة الطارئة لسكان المناطق العشوائية وهو ما يمثل خطورة بالغة على قاطنيها سواء كانت خطورة سكنية أو صحية أو بيئية أو آمنيه .و أن الدولة مطلوب منها تطوير العشوائيات في 4 آلاف و726 قرية، وما تتضمن ما يقرب من 30 ألف عزبة ونجع وكفر علاوة على 78 حي و184 مركزا موزعين على 27 محافظة.

وفي نفس الإطار ،قال المهندس خالد صديق، المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية، أنه من المقرر إعلان مصر خالية من المناطق العشوائية الخطرة فى نهاية العام الجاري مشيرا إلى أن المبالغ التى تم صرفها حتى الان لتطوير هذه المناطق بلغ نحو 14 مليار جنيه، ومتبقى نحو 5 مليار لإنهاء باقى المناطق التى تمثل نحو 20% فقط

وأضاف صديق، أن السنوات الأربعة الاخيرة شهدت الانتهاء من نحو 80% من المناطق العشوائية فى مصر، مشيرا إلى أن عدد المناطق العشوائية 351 منطقةوأنه من المقرر إعلان أكثر من 5 محافظات خالية من المناطق العشوائية الخطرة فى مقدمتها محافظات بورسعيد والوادى الجديد والفيوم والمنوفية والسويس، موضحا أن اجمالى عدد الوحدات السكنية المستهدف تنفيذها لسكان هذه المناطق يبلغ نحو 215 ألف وحدة سكنيه حيث تم الانتهاء من تنفيذ نحو 25 ألف وحدة سكنية، بالإضافة 23 ألف وحدة سكنية تم الانتهاء منها بالتعاون مع الأهالى، وجار تنفيذ نحو 95 ألف وحدة سكنية بمختلف المناطق العشوائية بكافة المحافظات.

وأكد النائب حسين أبو جاد، أن مصر تحتاج خلال هذه المرحلة المهمة إلى جهود مخلصة من جميع مؤسساتها التنفيذية والشعبية والحزبية وغيرها للمساهمة مع جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة جميع المشكلات داخل المجتمع.

وأشاد أبو جادفي بيان،بالمبادرة التي دشنتتها جامعة حلوان، لتطوير عشوائيات عرب راشد “عيشة وهوية” في إطار خطة الجامعة الاستراتيجية التي تستهدف تنمية البيئة وخدمة المجتمع المحيط والمساهمة في توفير حياة كريمة للمواطنين وتحقيق التنمية المستدامة 2030 والتي شملت افتتاح أعمال التطوير بمدرسة سالم حسن طماعة الابتدائية ومتابعة أعمال طلاب كلية التربية الفنية لتجميل سور نادي عرب راشد فضلا عن إهداء جامعة حلوان وزراعة عدد من الأشجار بالمنطقة بالتعاون مع حي حلوان.
تقرير ايمان الشيخ

إرسال التعليق