يدعم المجلس بحزم الانتفاضات والحركات الشعبية المستمرة وحركات القوميات (الاقليات القومية) الحقة في مختلف أنحاء إیران
لقد عمل المجلس والمقاومة المنظمة كقوة أساسية لإسقاط النظام وبات البديل الديمقراطي الوحيد لنقل السيادة إلى الشعب
بعد مائة وثلاثة عشر عاماً من الثورة الدستورية الوطنية الديمقراطية، التي حملت راية النضال ضد الاستبداد والفوضى والظلم، وبعد 67 سنة من انتفاضة 21 يوليو 1952 التاريخية، التي أحبطت مؤامرات الشاه ضد الحكومة القومية المناهضة للاستعمار بقيادة الدكتور محمد مصدق، يدخل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عامه التاسع والثلاثين في الحياة أكثر عزماً من أي وقت مضى.
النضال الدؤوب ضد الاستعمار واستبداد الشاه والمعممين، اليقظة ضد المؤامرات الاستعمارية، رفض الرجعية الدينية من الشيخ فضل الله نوري إلى خميني، الدفاع عن السيادة الوطنية والكفاح من أجل العدالة والحقوق الديمقراطية للشعب الإيراني، كل هذه هي تقاليد ومبادئ حركة تحرير الشعب الإيراني في الثورة الدستورية وحركة تأميم صناعة النفط، التي مثلها المجلس الوطني للمقاومة منذ 21 يونيو 1982 حتى الآن.
حوّل المجلس معاناة الشعب الإيراني من فشل الثورة الدستورية، ومن الإنقلاب المشين في 19 أغسطس 1953، ومن نهب إنجازات الثورة المعادية للملكية في 11 فبراير 1979، لتصبح قوة من أجل التحرير.
إن أي قطرة دم أريقت خلال المائة والثلاثين سنة الماضية في الكفاح ضد التطرف والاستعمار من رواد حركة تحرير الشعب الإيراني لم ولن تذهب سدى … تم حفظها في المعركة ضد نظام ولاية الفقيه.
الحقيقة هي أنه منذ 20 يوليو 1981، عندما تأسس المجلس بمبادرة من مسعود رجوي، فإن إنجازات الثورة الدستورية وحركة تأميم صناعة النفط والثورة المناهضة لديكتاتورية الشاه، على الرغم من العديد من المؤامرات، حالة المد الجزر التي مرت، التكلفة الإنسانية والمادية الباهظة، فقد تمت مراقبتها وصيانتها في المجلس.
الآن، بعد 38 عاماً من 20 يونيو 1981، وبعد 10 أعوام من انتفاضة 30 يونيو 2009، وبعد انتفاضة في 27 ديسمبر 2009 (يوم عاشوراء) وبعد عامين من انتفاضة يناير 2018، يدخل المجلس عامه التاسع والثلاثين، في وقت بات الاستبداد الديني الجاثم على البلد أضعف من أي وقت مضى، ومهدداً بالسقوط في أي لحظة.
كان دليلنا على مدى السنوات الخمس الماضية هو الاعتماد على التناقض الرئيسي في المجتمع، أي الصراع بين الشعب والنظام الحاكم وضرورة النهوض والإطاحة بالطغيان الديني من أجل تحقيق السيادة الوطنية والشعبية.
إن ارتفاع حدة الحالة الثورية خلال العامين الماضيين وعجز خامنئي عن احتواء الأزمة و الإيعاز بقمع تمرد الجماهير، يؤكد بما لايقبل الشك صحة المسار الذي سلكناه.
إن التركيز على خريطة الطريق هذه وقبول تضحياتها، فضلاً عن تبخر الأوهام حول “الإصلاح من داخل النظام”، قد كشف زيف ما روَّجت له أدوات النظام من احتمال اندلاع “الحرب الأهلية” على غرار سوريا أو “تفكك إيران”.
إن نظرة متعمقة على انتفاضة يناير 2018، وشعارات “الموت للديكتاتور”، “الموت لخامنئي”، “الموت لحسن روحاني”، “الموت على اصل ولاية الفقيه”، “الأمة تتسول والملا يتأله”، “غادروا البلاد”، “الإصلاحيون، الأصوليون – لقد انتهت اللعبة” و”نحارب ونموت لنسترد إيران” ، كانت نتيجة لنضال الرجال والنساء الإيرانيين على مدار القرن الماضي، وخاصة على مدار الأربعين عامًا الماضية من حكم الملالي. هذا هو أعظم وأروع انتصار لشعبنا المقيد بالسلاسل الذي تحقق بفضل تضحيات الرجال والنساء الإيرانيين ومقاومتهم المنظمة.
لذلك، يعترف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بواجبه في إحياء ذكرى جميع النساء والرجال الذين استشهدوا من أجل الاستقلال والسيادة الشعبية، من أجل الديمقراطية والعدالة، من أجل الخبز، من أجل العمل، من أجل الحرية على مدى 113 سنة الماضية.
إذ نحيي ذكرى محمد سيدي كاشاني، عضو المجلس الوطني للمقاومة ومجاهدي خلق الذي قضى أكثر من نصف قرن في الكفاح المستمر ضد دكتاتورية الشاه أو الملالي من أجل الحرية والعدالة، وذكرى عضو مجاهدي خلق عبد الله جعفر زاده، العضو الآخر للمجلس، ونحيي المقاومة الشجاعة للسجناء السياسيين، الذين رفعوا راية المقاومة والمثابرة، ونعرب عن تضامننا مع جميع أسر الشهداء والسجناء السياسيين الذين هم في طريق أبنائهم إلى التحرير سائرون.
يدعم المجلس بحزم وثبات “الانتفاضات الشعبية، والحركات المستمرة للعمال والمدرسين والمزارعين والممرضين والباعة ورجال الأعمال والشباب وحركات القوميات (الاقليات القومية) الحقة في مختلف أنحاء وطننا، التي رفعت راية الكفاح ضد الاستبداد الديني وتحقيق الاستقلال والحرية ورفض جميع أشكال التمييز الجنسي، العرقي والطائفي، وقبول المخاطر والتضحية، وكذلك السعى لإيصال صوت هذه الحركات إلى جمهور إيران والعالم “. (بيان المجلس في العام الماضي).
يقدر المجلس ويثمن الجهود الدؤوبة التي تقوم بها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس، في فترة انتقال السيادة إلى الشعب والعمل على فضح الجرائم القمعية وعمليات الإعدام والتعذيب للسجناء، في المؤتمرات الدولية وتقديم الدعم الكامل لانتفاضة الشعب الإيراني وكفاحه من أجل إسقاط النظام ومواجهة التطرف والإرهاب الناشئ من حكم خميني وخامنئي والتضامن مع الشعب الذي عانى من هذه الظاهرة المشؤومة.
في العام الماضي، نظراً لاستمرار الحالة الثورية في المجتمع، واشتداد أزمات النظام الداخلية وضعفه وعدم قدرته على مواجهة التحديات الخارجية وعجز الولي الفقيه عن تقديم حلول لاحتواء هذه الأزمات، وخروج غضب الجماهير عن السيطرة والذي تجلى في الآلاف من الحركات الاحتجاجية وارتفاع حدة الصراع الداخلي على السلطة، لقد استمر وتطور الاستقطاب السياسي للمقاومة المنظمة ، وتعرية الاستبداد الديني في المجالين السياسي والاجتماعي. دعماً للنضال اليومي للشعب الإيراني من أجل التخلص من الوضع الكارثي الذي يعيشه، فلقد اتخذ المجلس إجراءً جاداً لإنهاء هذا الوضع بإسقاط نظام الولي الفقيه وجميع مؤسساته وعصاباته الداخلية وبالتالي انتصار الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني.
لقد عمل المجلس والمقاومة المنظمة كقوة أساسية لإسقاط النظام وبات البديل الديمقراطي الوحيد لنقل السيادة إلى الشعب، وجعلت تطورات العام الماضي هذا الموقف والمسؤولية ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
إن أحداث العام الماضي في تصاعد صراع الأجنحة داخل النظام، واشتداد نزاعاته الاقليمية والدولية، وتطور الحراك الاجتماعي الذي تجلى في التضامن الشعبي غير المسبوق مع المواطنين المنكوبين بالفيضانات في مختلف المحافظات، تشير إلى أن المجتمع في حالة غليان ثوري، وفي الطريق الصحيح للتغلب على جميع المآسي التي هي نتاج هذا الحكم الاستبدادي الديني، وسيبدأ بإسقاط نظام الجهل والجريمة الذي يحكم البلاد.
كما ذكر رئيس المجلس الوطني للمقاومة في رسالته رقم 11 إلى جيش التحرير الوطني الإيراني في 3 نوفمبر 2018: “من خلال كسر أواصر الاسترضاء والمهادنة التي أغرقت الملالي (أعداء الإنسانية) في النعم والملذات لمدة ثلاثة عقود، فإننا ندخل فترة من حالة تهيؤ واستعداد، بغض النظر عن المدة التي يستغرقها وحجم الصعوبات، فإن الإطاحة بهذا النظام اللاانساني امر مفروغ منه. يجب على جيش التحرير أولاً وقبل كل شيء أن يستعد للانغماس في بحر تمرد وثورة الشعب، يجب أن تكون السيوف مصقولة…. ما هو جوهر القضية ؟ يمكن رؤية جوهر القضية بسهولة في إنتفاضة، يناير 2018 التي اجتاحت النظام وهزت أركانه. لقد ضعف نظام الملالي وأجنحته وعصاباته تماماً، فالوضع لن يرجع الى سابق عهده ولن يهدأ التمرد”.
أعلن المجلس الوطني للمقاومة عن مواقفه من خلال نشر نتائج الاجتماعات المؤقتة، من خلال توضيحات اللجان والمنظمات والشخصيات التابعة للمجلس، ولا سيما من خلال خطب ومواقف السيدة رجوي. هذا البيان هو سرد أهم الأحداث وتقييم موجز لأهم التطورات المتعلقة بمصير الشعب والمقاومة المنظمة لإيران.بيان في الذكرى الـ 38 لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
إرسال التعليق