كيف تهدد انتفاضة الشعب الإيراني بقاء نظام الملالي؟
حيمد عنايت
كاتب ايراني
لم تعد انتفاضة الشعب الإيراني مجرد تظاهرات تطالب فقط بانخفاض أسعار، وإنما تعدت الأمور إلى المطالبة برحيل النظام برمته، والتأكيد على شعارات “الموت للديكتاتور”، في إشارة لرأس النظام، خامنئي، المتزعم لأيدلوجيات الإجرام والإرهاب.
خامنئي يهزي
وفي الوقت الذي دعت فيه السيدة مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، الشبان والنساء للانتفاضة والثورة وسحق مراكز قوات الحرس التابعة للنظام، صرّح ولي فقيه النظام الإيراني في حديث له تم بثه على التلفزيون الحكومي في ١٩ نوفمبر يقول “فليعلم الأصدقاء والأعداء بأننا أجبرنا العدو على التراجع في الأحداث الأمنية التي حدثت في الأيام القليلة الماضية”.
كما قدم “خامنئي” وعوداً بالانتصار في الحرب الاقتصادية لقواته وقال: سنجبر العدو على التراجع بشكل حازم في الحرب الاقتصادية”.
محاولات دون جدوى
ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان على وسائل التواصل الاجتماعي أنه على الرغم من أن النظام الإيراني يتعامل بالقتل والقمع خلف أبواب مغلقة، إلا أن هذا يدل دلالات واضحة على الأمواج القوية التي أصابت النظام الإيراني، فيما يحاول الحد من شدة تلك الموجات.
قطع الانترنت ودلالات قوية
ومما يدل على رعب النظام هذه المرة، هو لجوؤه إلى قطع الانترنت، على الرغم أنه لم يقم بذلك في انتفاضة عام ٢٠٠٩، فيما يشير تقرير لموقع انتخاب الحكومي بتاريخ ٢١ نوفمبر ٢٠١٩، أنّ التقديرات حتى الآن تؤكد أنه إذا استمر الإنترنت في القيام بهذا الكم من الأذى والضرر، فسوف يتخطى فوائد رفع أسعار البنزين”.
كما تشير مقاطع الفيديو القليلة التي نشرت منذ 19 نوفمبر وما بعد إلى وجود احتجاجات قوية جداً من جانب الشباب المنتفضين.
إجرام متواصل
وتظهر مقاطع الفيديوهات، إلى إطلاق النار المباشر من قبل قوات الأمن في مدينة مريوان، بينما قتل 5 متظاهرين على الأقل في ذات المدينة.
وفي مقطع آخر من طهران، شوهد سائقو الدراجات النارية، وهم يثيرون أجواء الرعب من خلال الدوريات المتجولة، فيما أكد نشطاء حقوق الإنسان حتى 20 نوفمبر، بمقتل ٢٥١ شهيدا، وأكثر من ٣٥٠٠ جريح، كن هناك ترجيحات تشير إلى أن عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
المتظاهرون يردون على النظام
وكشفت المقاومة الإيرانية إصابة غائرة للرائد صادق منيعات قائد قوات الحرس في شادغان (الواقعة في خوزستان) خلال الاشتباكات مع المحتجين، فيما أفادت وكالة أنباء فارس أن 77 متجرا فقط من سلسلة متاجر مملوكة لقوات الحرس قد دمرت.
العراق ولبنان وإيران
وتشير جميع الأدلة إلى أن ادعاءات خامنئي باحتواء الاحتجاجات لا توجد له أسس واقعية وحقيقية، لكن بغض النظر عن هذا، تزامن الانتفاضة في العراق ولبنان وإيران تتحدث عن حقيقة واحدة، وهي أن أصولية النظام الإيراني تواجه الآن تحدياً صعباً في المنطقة وقد تم تشكيل جبهة واحدة قوية ضده.
كما أن وحدة أتباع جميع الديانات والأقليات الدينية في كل من هذه البلدان الثلاثة، في مواجهة غول الأصولية، أمر مثير للتأمل والدهشة، ويعد نوع من التعددية والعلمانية ضد الأصولية الإرهابية للنظام الإيراني.
فشل كبير
ونتيجة للمعايير الجيوسياسية الجديدة في ترتيب المنطقة، تم إضعاف النظام الإيراني، خاصة مع قطع سياسة الاسترضاء واتباع سياسة الضغط القصوى لإجبار النظام الإيراني على التخلي عن التدخلات الإقليمية، ووقف تطوير الصواريخ الباليستية، ولم يعد بإمكان النظام احتواء هذه الأزمات.
عجز واضطرار
كما أدى منع بيع النفط إلى جعل النظام الإيراني غير قادر على تمويل مئات الآلاف من ميليشياته مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي، وما إلى ذلك، وهو ما أدى بالطبع إلى قيام النظام برفع سعر البنزين، مما أشعل الانتفاضة ضده.
واضطر النظام إلى ذلك كونه كان مجبراً على أن يفعل ذلك لتأمين تكاليفه ونفقاته الخاصة، وعليه بات الاختيار بين الاختناق الاقتصادي أو إشعال الانتفاضة.
إنهاء نفوذ النظام
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، خلال الشهر الماضي، إن النظام الإيراني واجه رد فعل قوي، في دول المنطقة مثل لبنان والعراق، حيث دعا المتظاهرون إلى إنهاء نفوذ النظام الإيراني الواسع النطاق في شؤون بلادهم، كما بات مهددا في معقله بعد انتفاضة الشعب الإيراني ذاته.
وأضافت نيويورك تايمز: في من طهران إلى شيراز هتف المتظاهرون ، “الموت لخامنئي”.
النظام ينهار
وتشير المقاومة الإيرانية إلى أنه لطالما ارتكزت أسس ولاية الفقيه على دعامتين، هما تصدير الإرهاب، وسياسة نشر الحرب في الخارج وانتهاكات حقوق الإنسان الوحشية في داخل البلاد.
الآن مع الانتفاضة في العراق ولبنان ومناطق أخرى، تنهار دعامة الإرهاب، ومع انتفاضة الشعب الإيراني داخل البلاد واستمرارها على الرغم من القمع غير المسبوق والإطلاق الرصاص المباشر، فقدت هذه الخدعة أيضًا تأثيرها، وبالتالي فإن الإطاحة بالنظام الإيراني، أصبحت من أهم القضايا المطروحة وبقوة.
يجب دعم الشعب
وفي ذات السياق قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إنّ العالم يجب أن يدعم رغبة الشعب الإيراني في تحويل حكمه إلى نظام شعبي مشترك، بدلاً من حكومة دينية تنشر الإرهاب.
وأضافت: “كان صمت باراك أوباما إزاء القمع الدموي الذي شنه النظام الإيراني على المظاهرات الجماهيرية لعام 2009 بمثابة خطأ تاريخي فاضح”.
منطقة المرفقات
إرسال التعليق