مع الاستعداد لبدء جولة جديدة فى المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة د/ محمد نصر علام وزير الري الأسبق فى حوار خاص
– الاستعانة بطرف ثالث فى المفاوضات خطوة على الطريق الصحيح لكسر تعنت الجانب الأثيوبي .
– أعددت مذكرة لفريق التفاوض المصري للاستعانة بها أثناء المفاوضات .
فى الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لبدء جولة جديدة فى المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة برعاية أمريكية أدلى الدكتور / محمد نصر علام وزير الري السابق بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إزاء تلك المفاوضات والنتائج المترتبة عليها وفيما يلي نص هذا الحوار .
** نريد أولا معرفة وجهة نظرك في دخول الولايات المتحدة كطرف رابع فى مفاوضات سد النهضة خاصة أننا نعلم انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل وسعيها لتحقيق مصالحها ؟.
أعتقد أن دخول طرف رابع فى المفاوضات هو خطوة تصب في صالح المفاوض المصري بغض النظرعن اسم هذا الطرف ومهما كانت الضغوط فإن الوضع الجديد سوف يكون أفضل من استمرار المفاوضات الحالية في ظل مراوغات الجانب الأثيوبي لأن الحق المصري واضح ومصر تقف على أرض صلبة وهي تسعى لإيجاد حل متوازن يحقق مصالح كل الأطراف دون ضرر .
** وماهي صحة الأنباء التي ترددت عن انحياز السودان للموقف الأثيوبي فى المفاوضات ؟
السودان دولة شقيقة وهي امتداد لنا وفي الواقع فلقد مرت السودان خلال الفترة الماضية بظروف صعبة عندما كانت واقعة تحت حكم الإسلام السياسي المتحالف مع الإخوان وهو ما سبب متاعب لمصر فى مفاوضاتها مع الجانب الأثيوبي أما الأن وفي ظل الحكم الجديد فهو يحاول إيجاد حل وسط براعي مصالح كل الأطراف خاصة أن هناك موجه جديدة فى السودان تطالب بالدفاع عن حقوق السودان المائية وتحذر من الأضرار المترتبة على سد النهضة .
** وما مدى صحة الإعلان السوداني عقب جلسة المباحثات التي جرت فى واشنطن عن موافقة أثيوبيا على ملء بحيرة التخزين فى فترة زمنية تصل الى 7 سنوات ؟
هذا الإعلان بعيد عن الصحة والمنطق ولا يتفق مع الطرح المصري العلمي بأن التخزين والتشغيل يجب أن يرتبط مع حجم التدفق الفعلي للنيل الأزرق حتى تتجنب مصر ويلات الجفاف خلال التخزين الجائر .
** وماهي اقتراحاتك التي يمكن أن تقدمها للمفاوض المصري للاسترشاد بها أثناء المفاوضات مع الجانب الأثيوبي ؟
لقد أعددت بالفعل مذكرة يمكن للمفاوض المصري الاسترشاد بها أثناء المفاوضات تتضمن موافقة أثيوبيا على السيناريو المصري المطروح لسياسة التخزين والتشغيل لسد النهضة تحت الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق أو تشكيل لجنة خبراء دولية لتقييم السيناريو المصري وأي مقترح أخر من أثيوبيا والسودان على ضوء الاتفاقات التاريخية واتفاقية الأمم المتحدة عام 1997 للأنهاء المشتركة وإصدار تقريرهم فى فترة لاتزيد عن ستة أشهر مع تعهد أثيوبي بعدم التخزين أمام السد أو تشغيله إلا بعد التوصل الى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف أو الذهاب للتحكيم الدولي مع عدم تشغيل السد حتى الإنتهاء من التحكيم أو الذهاب لمجلس الأمن والسلم الأفريقي لايقاف إنشاءات السد حتى يتم تقييم تبعاته والإطمئنان على سلامته الإنشائية والتوصل الى سياسة تخزين وتشغيل توازن بين مصالح الدول الثلاث وتتسق مع الاتفاقات التاريخية .
** وماهي الأضرار المترتبة على بناء السد طبقا للسيناريو الأثيوبي ؟
الأثار المباشرة تتمثل في بوار مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وانخفاض منسوب المياه الجوفية وتداخل مياه البحر فى الدلتا وتملح أراضيها وانكشاف مأخذ محطات مياه الشرب والمصانع الواقعة على نهر النيل ومشاكل كبيرة للملاحة النهرية وزيادة التلوث وتهديد المزارع والثروة السمكية .
حاوره / مصطفى عماره
إرسال التعليق