عقب تصريحات وزير الخارجية الامريكية بشرعية المستوطنات الاسرائيلية فى الضفة الغربية اشرف عكه المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني والناطق الاعلامي لتجمع الشخصيات المستقلة فى حوار خاص

عقب تصريحات وزير الخارجية الامريكية بشرعية المستوطنات الاسرائيلية فى الضفة الغربية اشرف عكه المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني والناطق الاعلامي لتجمع الشخصيات المستقلة فى حوار خاص

تصريحات الادارة الامريكية فى شرعية المستوطنات الاسرائيلية تندرج فى اطار خطة عاملة وشاملة لتصفية القضية الفلسطينية اضافة لدوافع انتخابية مباشرة لكل من ترامب ونتينياهو

الانتخابات الرئاسية والتشريعية تعد مدخلا رئيسيا وحقيقيا لانهاء حالة الاستقصاء السياسي فى الساحة الفلسطينية

شهدت القضية الفلسطينية تصعيدا جديدا من جانب الادرة الامريكية بعد تصريحات وزير الخارجية الامريكي بشرعية المستوطنات الاسرائلية فى الضفة الغربية وهو الامر الذي قوبل برفض عربي وفسطيني لتلك التصريحات والذي اعتبرتها محاولة من الادارة الامريكية لفرض صفقة القرن على ارض الواقع وفى ظل تلك الاجواء المتوترة ادلى اشرف عكه المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني الناطق العلامي لتجمع الشخصيات المستقلة بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره ازاء تلك التطورات

*ماهي وجهة نظرك لدوافع الادارة الامريكية للتحدث عن شرعية المستوطنات فى هذا التوقيت؟وهل تندرج تلك التصريحات فى اطار محاولة فرض صفقةالقرن على ارض الواقع؟

تندرج دوافع الإدارة الامريكية وفق رؤيا وخطة عامة وشاملة لتصفية القضية الفلسطينية واستسلام هذه الإدارة لرؤية اليمن المتطرف في إسرائيل لتسوية مع الفلسطينيين ولا شك ان هناك دوافع متداخلة ومشتركة بين إدارة ترامب الإنجيلي المسيحي الذي يغذي الصراع و فقا لأيدولوجيا دينية تربط بين الصراع السياسي وفكرة ظهور المسيح وبين اليمين الإسرائيلي بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يتحالف مع اليمين واحزاب الحرديم ،إضافة لدوافع انتخابية مباشرة لكلا من الرئيس ترامب ونتنياهو حيث يراهن ترامب على كسب قاعدة الانجيلية وبقائها في صفة في الانتخابات الامريكية 2020 ويحاول انقاذ حليفة نتنياهو الذي فشل في تشكيل حكومة في إسرائيل في مقابل خصومة السياسيين ، إضافة ان هناك قاسم مشترك بين الرجلين انهم وفي نفس الوقت يتعرضون لملاحقة ومحاسبة داخلية ترامب يواجه العزل ونتنياهوا تلاحقه ملفات الفساد وبتقديري ان الاثنين يعيشان ازمة داخلية ما يأتي توقيت الإدارة حول شرعية الاستيطان محاولة يائسة في انقاذ نفسيهما ومستقبلهما السياسي من جهة وأدارك ان حياتهم السياسية قد انتهت وبالتالي حاول ترامب ووزير خارجيته توجيهه الضربة الأخيرة للقضية الفلسطينية في موضوع الاستيطان بعد ان انهى كل قضايا الحل النهائي ال1ي قامت على اساسة عملية السلام من تسعينيات القرن الماضي سواء في القدس واللاجئين والحدود والموارد والاستيطان وانهاء حل الدولتين باعتباره الاجماع الدولي وتاكيد الحل القائم على الامر الواقع وما قضية الاستيطان وما صرح بة بومبيو وزير خارجية ترامب الا احد اهم تجليات سياسات الامر الواقع لأنها هي العقبة الكداء في سبيل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا ، وبالتالي هو يكمل ما بداءة خاصة انة بات يدرك ان ما سمي صفقة القرن خطة للتسوية لن تجد طريقها الى النجاح ، ان هذا الموقف لن يؤثر بالمعنى القانوني على القضية الفلسطينية وحو يخالف قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وتحديدا القرار 2334 الصادر عن مجلس الامن الدوالي اؤخر عام 2016 وبالتالي فان الإدارة الامريكية تعادي العالم وبالعكس لا تجعل الفلسطينيين وحدهم بل ساهم ويساهم في عزل الإدارة الامريكية وإسرائيل دوليا والدليل الأبرز على ذلك ان تصريحات بومبيو لاقت ادانة دولية واسعة من الاتحاد الأوربي وفرنسا وألمانيا وكندا والصين وروسيا وحتى بريطانيا وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس ،اذا هذه المواقف تتدلل على رفض مطلق للمقاربة الامريكية وتعزز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وتبقي من جهة أخرى الصراع مفتوح على الأرض بين الشعب الفلسطيني والمستوطنين ما قد يشكل دافعا وطنيا عاما في جعل المواجهة مع الاحتلال أساس الفعل النضالي الفلسطيني بالتوازي مع التحرك القانوني والسياسي والديبلوماسي الذي تقوده القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية .

*وما تقييمك للرد العربي على تلك التصريحات ؟

نعم يجب الإشادة في الموقف العربي وعلى كل المستويات وتحديدا الموقف المصري والسعودي والأردني والمصري والجامعة العربية ،وان يجب ان يترافق مع مواقف عملية وأكثر جدية في عزل إدارة ترامب واحباط محاولاتها ليس فقط تصفية القضية الفلسطينية وانما تقويض مرتكزات النظام العالمي، والأمة العربية قادرة على لعب دول فاعل ومؤثر في العام وبالتالي فان مواقف كتفعيل مقررات قمة عمان 1980 وطرد السفراء الامريكان او تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الادرة او عدم التعامل مع إدارة ترامب و مبعوثيه وفرض مقاطعة عربية شاملة على الولايات المتحدة قد يشكل المدخل الأهم للضغط العربي المباشر على هذه الإدارة التي خذلت العرب في ملف ايران وملف السلام التنكر للمبادرة العربية للسلام باعتبارها الاجماع العربي للسلام العادل والشامل في المنطقة ، ويجب ان يعلن العرب صراحتا ان إدارة ترامب خطر على امن واستقرار العالم والمنطقة بفعل دعمها المطلق للسياسات الإسرائيلية التي تقوض السلام والمساعي الدولية والعربية ، ان المطلوب من العرب كافة مواقف ذات اجماع يطالب العالم بالدفاع عن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويحمي الشرعية الدولية والقرارات الأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية والمنطقة وتطبيقها عبر ارسال قوات حماية دولية وقرارات ملزمة لإسرائيل لتخضع للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، ولكن الأهم ان نقول ومن قمة الظهران وتونس ان هناك اجماع عربي ان القضية الفلسطينية ما زالت قضية العرب المركزية واجماع على الوقوف الى جانب القيادة والشعب الفلسطيني والعرب لم ولن يتركوا الشعب الفلسطيني لوحدة في مواجهة إدارة ترامب وإسرائيل ، وثبت اللقاءات والقمم والمواقف الرفض الكامل لأي ضغوط تمارس على القيادة الفلسطينية وان العرب من المحيط الى الخليج ورغم ظروف المنطقة تبقى البوصلة فلسطين .

*وما هي فرص نجاح مبادرة ابو مازن باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ؟وهل يمكن ان تسهم تلك الخطوة فى انهاء الانقسام الفلسطيني؟

نأمل ان يستطيع الرئيس الفلسطيني تحقيق اختراقه جدية في ملف المصالحة الفلسطينية من خلال اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية باعتبارها المدخل الرئيسي والحقيقي لإنهاء حالة الاستعصاء السياسي في الساحة الفلسطينية ولا شك ان قضية الانتخابات هي قضية اجماع وطني فلسطيني هي رحبت كل الفصائل الفلسطينية بهذه الانتخابات وان جاء رد حركة حماس المكتوب متأخرًا ولكنها حتى اللحظة مع الاجماع الوطني ومع الموافقة الحقيقية والجدية بالمشاركة في اجراء الانتخابات وحتى اللحظة يمكن القول ان احتمالية اجراء الانتخابات واردًا خاصة ان هناك حوارا مفتوحا وشامل بين لك الفصائل الفلسطينية من اجل تهيئة الأجواء لاجراء الانتخابات في جو من النزاهة والديموقراطية والمساواة والشفافية وهذا مرتبط بعاملين أساسيين هو التوافق على المرسوم الرئاسي الذي يحدد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية إضافة لذلك تهيئة الظروف المناسبة في كل من الضفة وغزة والقدس لجعل الانتخابات عامة وشاملة وبتقديري ان الانتخابات نعم قد تكون مدخلا ومساهمة مباشرة في انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة اذا ما تم التوافق على برنامج وطني فلسطيني سياسي شامل يحدد ملامح ومحددات المرحلة الراهنة وطريقة التعامل مع الاحتلال وسياساته إضافة لما ينتج عن هذه الانتخابات من عوامل دافعة وداعمة للمشاركة السياسية الفلسطينية لكل الفصائل في مكونات النظام السياسي الفلسطيني ولانتقال بعد ذلك الى المجلس الوطني والى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بالتالي فإن فرصة الانتخابات هي فرصة قائمة وهناك اجماع ولكن يبقى العامل الدولي الضاغط على الاحتلال الإسرائيلي من اجل السماح عامل مهم ومحدد رئيسي في اجراءاها وتحديدا في القدس خاصة مع الإعلان الأمريكي القدس عاصمة حيث ان الفلسطينيين لن يقبلوا اجراء انتخابات دون القدس من هنا اعتقد ان الانتخابات فرصة وممكنة ومدخل لأنها تعيد الرأي إلى الشارع الفلسطيني ليحدد قيادته وممثليه في ظل الظروف والتحديات التي تعيشها القضية الفلسطينية.

· ومن يتحمل فشل الجهد المصري فى ملف المصلحة؟وهل هناك اطراف خارجية وراء ذلك ؟ومن يتحمل مسؤلية التصعيد الاخير بين الجهاد واسرائيل؟ ولماذا لم تشارك حماس فى هذا التصعيد؟

لا شك ان الجهد المصري خلال سنوات الانقسام كان هو الجهد الأبرز والاهم والأكثر قوة وجدية والأكثر حرصا على المصلحة الوطنية الفلسطينية ولكن وبتقديري ان كل الأطراف تتحمل مسؤولية افشال الجهد المصري في هذا السياق لأن كل الأطراف حافظت على مصالحها ومكاسبها ولم تعطِ للدور المصري الاعتبار المطلوب في هذه القضية الوطنية والقومية الضرورية للحفاظ على القضية الفلسطينية من كل التجاذبات الإقليمية والدولية ولا شك ان حركة حماس هي التي تتحمل المسؤولية الأكبر وان لم تكن وحدها في هذا الفشل باعتبارها أدخلت وتحالفت مع اطراف إقليمية كقطر وتركيا وايران للبحث عن مصالحها وتحالفاتها على حساب القضية الفلسطينية من جهة والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وعلى حساب الجهد المصري الصادق والغيور على المصلحة الوطنية الفلسطينية وعلى مصالح الأمة العربية جمعاء ولا شك أن أبرز أدوات التأثير القطري هي المال الذي قبلته حركة حماس برعاية إسرائيلية كدليل واضح على تحالفات حماس الإقليمية وعلاقاتها ومواقفها المرتهنة مع تلك الدول الإقليمية التي تحاول ان تلعب أدوارا على حساب الدور المصري وفي تعقيد وتشتيت الجهود المصرية وحتى الجهود الوطنية الفلسطينية وكل المبادرات الصادقة من كل الأطراف لإنهاء الانقسام ويمكنني القول ان القاهرة احتضنت كل الحوارات الوطنية وجهزت كل الظروف من اجل تحقيق المصالحة بل بالعكس عالجت وراقبت كل الاتفاقات الموقعة منذ عام 2005 و 2011 و 2014 و 2017 إلخ. باعتبار ان كل ملفات المصالحة والقضايا الخلافية قد عولجت معالجة علمية عملية إلا أن اطراف الفلسطينية المختلفة وعلى رأسها حركة حماس قد عطلت وعقدت الجهد المصري بدعمٍ قطريّ تركي من جهة وإيرانيّ من جهة أخرى ولاحظنا أن ملف التهدئة والتصعيد يترافق دائما مع توترات إقليمية لا تعني حماس مباشرة او القطاع بل محاكاةً واستجابةً لدول إقليمية لها مصالحها في توتير الأجواء وتعطيل الجهد المصري الذي يبذل الجهود الدائمة والصادقة لوقف أي عدوان إسرائيلي على القطاع وكل هذا يفسر نعم أن هناك اطراف إقليمية لعبت وتلاعبت في الملف الفلسطيني للتخريب على الجهد المصري من جهة واستجابة لمصالح تلك الدول من جهة أخرى.

لا شك أن أي تصعيد يجري في القطاع بالعادة يكون نتيجة لتصعيد إسرائيلي مباشر ولكن التصعيد الأخير عكس رغبة شخصية مباشرة لنتنياهو “رئيس الحكومة الإسرائيلية” في خلق حالة من التوتر في القطاع نظرًا لفشله وعدم قدرته في تشكيل حكومة إسرائيلية وانطلاقا من حسابات سياسية داخلية إسرائيلية وبالنظر الى طبيعة التصعيد واغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي حيث أراد ان يقول لباقي الفصائل وليس لحركة حماس ان المستهدف هو حركة الجهاد الإسلامي لخلق حالة من التشتت بين الفصائل الفلسطينية وزرع فتيل الفرقة بنيها وإعطاء صورة ان المسؤول عن التصعيد هو حركة الجهاد الإسلامي باعتبار القيادي بهاء أبو العطا منفذ عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي بعيدًا عن اجماع الفصائل الفلسطينية هناك. حيث أن ذلك التصعيد عبر عن هشاشة النظام السياسي الإسرائيلي وضعف نتنياهو الذي أراد ان يصدر ازمته الداخلية الى القطاع ولا شك انه فشل فشلا مباشرا في جر فصائل المقاومة الى تصعيد شامل ومباشر حيث ومنذ اللحظة الأولى أعلنت غرفة العمليات المشتركة للفصائل في القطاع وقوفها الى جانب حركة الجهاد الإسلامي وانها لن تبقى مكتوفة الايدي ولن تقبل باستفراد إسرائيل بها لوحدها ما يفسر ان حركة حماس وبتنسيق مباشر مع حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل أبقت الرد بيد حركة الجهاد افشالا لمخطط نتنياهو في تحقيق أي نصر سياسي تكتيكي على حساب فصائل المقاومة الفلسطينية.

*وكيف ترى تاثير فشل نتنياهو فى تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة على السياسة الاسرائيلية فى المرحلة المقبلة؟

بتقديري ان فشل نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة يبشر ويبين عمق الازمة الداخلية التي تعيشها دولة لاحتلال وهذه الازمة هي ازمة نظام سياسي ونظام انتخابي وأزمة نظام حزبي وأزمة مجتمع، وإن الإشكال الحقيقي والمعضلة الرئيسية التي تواجه الاحتلال منذ انتخابات الكنيست عام 2016 هو ذلك الثقل الاستراتيجي الذي احدثته القائمة العربية المشتركة (الثقل العربي في الكنيست الإسرائيلي) ما أحدث خللا في المنظومة السياسية والحزبية الإسرائيلية

هذا كله سيلقي بضلاله على مستقبل السياسة الإسرائيلية لأن أي حكومة قادمة سواء كان من خلال توافق او انتخابات ثالثة لن تحل الأزمة الجوهرية والحقيقية في النظام الانتخابي او القانوني بالتالي تبقى هذه الحكومة القادمة عرضة للابتزاز والتجاذبات من الأحزاب الصغيرة باعتبارها حكومة ائتلافية ستتعرض لهزات سياسية عند أي موقف سياسي معين وبالتالي علينا النظر الى ان حكومة الاحتلال القادمة ستكون تحت ضغوط سياسية واعتبارات وتجاذبات حزبية من اليمين وايمين المتطرف وغير ذلك لأنها لن تكون الا حكومة ائتلافية هشة قد تنهار عند اقرب موقف سياسي معين

إضافة لذلك هناك من التناقضات الاجتماعية السياسية الاقتصادية وحتى علاقة الدين بالدولة والكثير من الملفات الخلافية داخل المجتمع الإسرائيلي ما تنبء عن اضطراب في السياسة الداخلية والخارجية لأن أي حكومة لن تكون قوية بل هشة وضعيفة بالتالي لن نجد مواقف وقرارات مهمة على صعيد عملية السلام خاصة أن هناك شبه إجماع على محددات الحل وطريقة التعامل مع الفلسطينيين وأن التباين بين اليمين واليسار يبقى هامشيا في طريقة التعامل مع الملف الفلسطيني.

*وهل ترى ان زيارة وفود خليجية الى اسرائيل يندرج فى اطار ترتيبات تنفيذ صفقة القرن؟

نعم ان هناك محاولة إسرائيلية حثيثة للتطبيع مع الدول العربية وهناك دعاية إسرائيلية تقودها الحكومة الإسرائيلية من اجل الترويج لفكرة ان هناك علاقات قوية مع عدد من الدول العربية سواء كانت سرية او علنية ، ان هذه الوفود سواء كانت في البحرين او غيرها تشكل محاولة لتنفيذ صفقة القرن باعتبارها حلا إقليميا ولكن تبقى هذه الدعاية الإسرائيلية وهذه المحاولات هامشية في سياق الرفض الرسمي والشعبي العربي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل احقاق السلام العادل والشامل وفق القرارات الشرعية والدولية ومبادرة السلام العربية. هذه المحاولات فشلت كما فشلت قمة المنامة الاقتصادية حيث ان المواقف العربية الرسمية والشعبية تبين كل يوم ان لا سلام دون احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

*فى النهاية هل ترى ان انسداد افق التسوية السلمية يمكن ان يفجر انتفاضة جديدة؟

نعم، إن الضغوط الحالية على الشعب الفلسطيني وانسداد افق التسوية يمكن ان ينشئ حالة وطنية فلسطينية شاملة وناضجة تجاه العمل الوطني المباشر والنضالي ضد الاحتلال وقد يحدث انتفاضة فلسطينية شاملة وعارمة ولكن توقيتها يبقى يحتاج الى قرار وطني فلسطيني جدي واستراتيجي إضافة الى ترتيب استراتيجية مواجهة حيث ان الشعب الفلسطيني يملك الان من أدوات النضال ووسائله الكثير في سبيل التأثير المباشر واليومي على أمن الإسرائيليين وحياتهم اليومية في الضفة الغربية والقدس وغزة. إن النضال الفلسطيني اليوم يحتاج الى استراتيجية وطنية شاملة بهذا الاتجاه مرتبطة بظروف وامكانيات وقدرات كل تجمع فعلى سبيل المثال واقع الضفة الغربية النضالي يختلف عن واقع قطاع غزة بحكم الظروف والامكانيات وبالتالي نحتاج الى استراتيجية فلسطينية توافق وتلاءم وتواءم بين أساليب النضال والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال وجنوده. المعركة الآن هي معركة فاصلة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي خاصة مع اتضاح النوايا الإسرائيلية حول شكل التسوية التي تريد ولم يبقَ للفلسطينيين الا النضال والمقاومة من اجل استرداد حقوقهم الوطنية حيث ان العالم بمؤسساته ودولهِ غير قادر على الزام إسرائيل للخضوع لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي بما يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأقول أن كل عوامل وحوامل الانتفاضة الشاملة في الضفة والقطاع قائمة ولكنها تحتاج الى اللحظة التاريخية التي تأخذ بها القيادة الفلسطينية وفصائل الشعب الفلسطيني القرار في المواجهة باعتباره البديل عن كل مسار التسوية الذي لم يحقق للشعب الفلسطيني أي نتيجة تذكر في سبيل نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

حاوره مصطفى عمارة

إرسال التعليق