مريم رجوي: على الأمم المتحدة أن تسارع في إرسال بعثات إلى إيران لتقصي الحقائق حول شهداء ومعتقلي الانتفاضة

مريم رجوي: على الأمم المتحدة أن تسارع في إرسال بعثات إلى إيران لتقصي الحقائق حول شهداء ومعتقلي الانتفاضة

رسالة لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

أيها المواطنون الأعزاء
في الذّكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أكد على أسمى تطلعات بني البشر”بظهور عالم”، يجسّد أن الناس «أحرار في التعبير عن الرأي والعقيدة بعيدًا عن الخوف والفقر»، أودّ أن أكرّر صرخة دماء أكثر من 1000 شهيد صعدت إلى السماء في الانتفاضة الإيرانية وأقول إنه لا يجوز للعالم أن يقف متهاونًا ومتفرجًا على الجرائم الوحشية التي يرتكبها نظام الملالي الحاكم في إيران.
إن انتفاضة الشعب الإيراني، التي بدأت في 15 نوفمبر الماضي، في مئات المدن الصغيرة والكبيرة في آن واحد في جميع أنحاء البلاد، انتفاضة من أجل الحرية والديمقراطية. انتفاضة من أجل الإطاحة بالاستبداد الديني والفقر والبؤس والدمار الهائل الذي يهيمن على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في إيران. انتفاضة ضد سياسة غلاء السلع الأساسية التي جرّت المواطنين إلى الفقر. انتفاضة لوضع حد لحرب الملالي وجرائمهم وإرهابهم في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. انتفاضة للتقدم والرفاهية والعدالة.
في وقت يعتدي فيه الملالي بشكل سافر على حق الشعب الإيراني في الحياة وأعدموا مائة وعشرين ألف معارض سياسي حتى الآن.
في وقت سلب فيه نظام ولاية الفقيه حق الشعب الإيراني في المشاركة في مصيره السياسي ومصير مجتمعه وبلده. والانتخابات الحرّة لاتعدو مجرد خرافة.
في وقت سلب فيه نظام ولاية الفقيه حق الشعب الإيراني في التمتع بسيادة القانون واستبدله بسلطوية مطلقة.
في وقت انتزع فيه الاستبداد الديني من الشعب الإيراني «حقّه في حرية الفكر والرأي والدين».
وفي وقت قضى فيه نظام الملالي على حق الشعب الإيراني في حرية الحصول على المعلومات والأفكار وحرية نشرها.
ولا يُسمح للمطبوعات ومواقع الإنترت غير المنتمية للحكومة بممارسة نشاطها، ومن غير الممكن نشر أي كتاب دون أن يخضع للرقابة، كما يتم إنصات المحادثات الهاتفية واتصالات البريد الإلكتروني للشعب، وتخضع الأنشطة على شبكات التواصل الاجتماعي للمراقبة الأمنية بشكل كامل.
وفي إيران، نجد أن القوميات الإيرانية، ليس لهم الحق في التمتع بالرفاهية والعلاج والتعليم والخدمات والتحدث بلغتهم الأم.
في وقت يُحرم فيه الشعب الإيراني من الحق في تكوين نقابات واتحادات عمالية ووظيفية مستقلة وتشكيلات طلابية مستقلة.
في وقت تتعرض في النساء للقمع التعسفي ويُحرمن من الحق في المساواة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأسرية والتعليمية والقضائية.
لهذه الأسباب، وفي مثل هذه الظروف، لجأ شعبنا إلى ما هو منصوص عليه في مقدمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان «بوصفه الحل الأخير، أي الانتفاضة ضد الاضطهاد والضغط».
لقد أثبتت هذه الانتفاضة الشعبية أن الشعب الإيراني مستعد ومتلهّف للإطاحة بحكومة ولاية الفقيه.
كما أظهرت مدى تأثير منظمة مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة المنظمة التابعة للحركة في إثارة الانتفاضات وتوجيهها.
وأظهرت أخيرًا أن الملالي في وضع يسمح لنا بالإطاحة بهم جميعًا، ولا مخرج لهم من هذه الأزمة. وكما قال قائد المقاومة الإيرانية، مسعود رجوي : «هذه الانتفاضة مستمرة وتنتشر وتتصاعد ومرتبطة بالمقاومة المنظمة. ونظام الملالي لا مخرج له منها».
خاصة وأنه لم ينتفض الشباب ضد نظام الملالي في كافة مدن إيران فحسب، بل في الشرق الأوسط من بيروت حتى بغداد.
إن نظام الملالي المذعور برمته، رد على احتجاجات الشعب بقتل أكثر من 1000 شخص من المتظاهرين الذين يضمون بينهم العشرات من الأحداث ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا وحتى الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 13 و 14 سنة، وقبض على ما لا يقل عن 12000 شخص.
إن مدى الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي وأساليبه الوحشية مروّعة جدًا. ومن بينها إطلاق النار من مسافة قريبة على رؤوس وقلوب المتظاهرين أمام أعين الناس، والاستعانة بالقناصة لاستهداف المواطنين الذين احتشدوا في الشوارع، وتحويل المدارس والمساجد إلى سجون للمعتقلين، وتعذيب السجناء بشدة، وارتكاب مذبحة واسعة النطاق في ميناء ماهشهر الجنوبي لدرجة أن قوات حرس نظام الملالي أطلقت النار على الأشخاص العزّل الذين فروا إلى الأهوار، وفرض النظام الكبت الكامل بحجب الإنترنت حتى لا يسمع العالم أصوات من هم تحت التعذيب.
إن العدد الفعلي لشهداء الانتفاضة أكبر بكثير من ألف شخص. وقامت المقاومة الإيرانية بنشر أسماء أكثر من 400 شخص من الشهداء. و يرفض نظام الملالي تسليم الجثث للأسر، ويمنع إقامة مراسم العزاء.
إن مذبحة نوفمبر 2019 تعد واحدة من أكثر الجرائم المروّعة في القرن الحادي والعشرين.
مع كل ذلك، فمن المؤسف حقُا أن نجد الحكومات الأوروبية لم تبد رد فعل مناسب حتى الآن على كل هذه المذابح والاعتقالات. ويعتبر هذا الصمت والتهاون بمثابة الضوء الأخضر لنظام الملالي لمواصلة جرائمه وتصعيدها.
ويجب على الحكومات والهيئات الدولية أن تكف عن أي تحفظ واعتبار في تعاملها مع النظام وتطالب بوقف فوري للقتل والاعتقالات.. وأن تفعّل عقوبات مجلس الأمن الدولي فورًا في حال رفض النظام لذلك.
النظام يحاول بمختلف الخدع، إخفاء الأرقام الحقيقية للشهداء. على الأمم المتحدة أن ترسل على وجه السرعة بعثة إلى إيران لتقصي الحقائق بشأن الشهداء والجرحى والمعتقلين.
السجناء يتعرضون للتعذيب والإعدام، لذا يعدّ تشكيل بعثة تقصي الحقائق أمرًا ملحًّا وفوريًا.
ويجب على مجلس الأمن الدولي أن يعلن أن قادة نظام الملالي مجرمين ضد الإنسانية بسبب كل ما ارتكبوه من قمع وإراقة الدماء، لكي يتم تقديمهم إلى العدالة.
إنني أدعو كل العالم إلى الاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني وانتفاضة الشعب لإسقاط النظام.
تحقيق إيران حرة وديمقراطية لا يعتبر فقط مطلب الشعب الإيراني وانما أمر ضروري للسلام والأمن في المنطقة والعالم أجمع.

إرسال التعليق