الحرب على النقاب

الحرب على النقاب

لم يكن قرار وزير الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم باستبعاد سيدة منقبة من إدارة قصر الثقافة بكفر الدوار رغم اجتيازها كافة الاختبارات تحت دعوى أن زيها يخالف ثقافة المجتمع قرارا مفاجئا بل هو نتائج طبيعية للحرب على الاسلام التي تشنها التيارات العلمانية بالتعاون مع أجهزة حكومية لمحو هوية مصر الاسلامية والتي بدأت منذ سنوات طويلة ولكنها تصاعدت فى الفترة الأخيرة بصورة تؤكد أن هناك مخطط يجري تنفيذه على قدم الوساق لتحقيق هذا الهدف من خلال محاولة القضاء على المؤسسة الأزهرية والتي تمثل صورة الإسلام المعتدل ليس فقط في مصر بل والعالم الاسلامي كله فعقب ثورة يناير حاولت جماعة الإخوان المسلمين أخونة الأزهر لجعله مؤسسة تدعم خططات الإخوان فى السلطة إلا أن شجاعة شيخ الأزهر تصدت لتلك المحاولة وأحبطتها ومن السخرية أن التيارات العلمانية خرجت تؤيد شيخ الأزهر ضد الإخوان ولم يكن هدفها الدفاع عن الإسلام ولكن كان هدفها إزاحة الإخوان من السلطة نظرا لوجود أرضية لهم في الشارع ثم التحول بعد ذلك للقضاء على الأزهر نفسه وهو ما ظهر جليا عند مناقشة مواد الدستور حيث حاولت تلك التيارات تقليص دور الأزهر بالنسبة لمواد الشريعة وأن لا تكون تلك المواد هى المصدر الأساسي للتشريع ثم تصاعدت الحرب ضد الأزهر بالنسبة لمواد الشريعة وأن لاتكون تلك المواد هى المصدر الأساسي للتشريع ثم تصاعدت الحرب على الأزهر بعد الاتهامات التي وجهت إليه والى شيخه بالعجز عن تطوير الخطاب الديني والتمسك بنصوص بلى عليها الزمن أو لم تعد تصلح للعصر في إشارة واضحة الى السنة النبوية وعندما تصدى شيخ الأزهر لتلك المحاولات وجهت إليه الاتهامات بأنه فتح الأزهر على مصرعيه للإخوان رغم أنه كان أول من تصدى لهم واستغلت التيارات العلمانية وجود خلاف فى تفسير بعض النصوص بين رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر لإحداث وقيعة بينهما وإظهار أن شيخ الأزهر يحارب رئيس الجمهورية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطور الى مهاجمة مسلمات فى الإسلام كالحجاب ومن الغريب أن يقود تلك الحملة رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس رغم أن الأمر لايتعلق بدينه سوى وجود أحقاد دفينة على الإسلام وفى ظل الهجوم الذي يشن على الأزهر وعلى الثوابت الدينية ومع انتشار أفلام الجنس والإثارة فى وسائل الإعلام وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي من جهات معادية تستهدف القيم الدينية والأخلاقية فإنه كان من الطبيعي أن تتزايد حالات الانتحار والاغتصاب والسرقة في ظل غياب الدين وتفكك الأسرة وفي ظل الخطر الداهم الذي يهدد الأسرة والمجتمع فإنني أناشد الرئيس السيسي أن يتدخل لوقف تلك الحملة التي تستهدف الأزهر كمؤسسة تجسد الإسلام الوسطي وتتعرض للثوابت الدينية لأن الحرية لاتعني الفوضى والتجرؤ على الثوابت والذي سوف تدفع بسببه مصر ثمنا غاليا من أمنها وشبابها إذا لم تتوقف تلك الحملات المشبوهه والمأجورة والتي تستهدف أمن المجتمع واستقراره .

مصطفى عماره

إرسال التعليق