ابحثوا عن سبب عناد الطفل لكم ، قبل أن تحاسبوه..
كل يوم في أول الدوام وقبل بداية الدروس، ٱخذ التفقد لحضور الطلاب.. وكل طالب أنادي إسمه فيقول لي: (حاضر )،ولديّ طالب صغير يتلعثم بالكلام ،، فعندما أنادي إسمه يقول لي
حـ حــ حـااا حـــاااضر.. وجاء دوره وناديت إسمه: جلال: فلم يرد.. ناديت مرة ثانية وثالثة ولم يرد.. كررت النداء عدة مرات ويبقى صامتاً ،ينظر إلي ولا يرد.. فقلت له وقد انتابني الغضب منه: قل حاضر عندما أنادي إسمك.. فلم يرد ولا بأي حرف.. أصريت عليه أن يقولها ولكن دون جدوى.. ينظر إلي ويبقى صامتاً،متبلداً..حينها فقدت أعصابي وضربته على كف يده بالعصا،،ومع ذلك لم يقلها.. فصرت أضرب على رأسي من صمته الغريب.. جلست قليلاً لأفكر في حل هذه المشكلة،فخطرت ببالي فكرة،وهي أن أغير له صيغة الكلمة ،فقلت له بهدوء: ياجلال: إذا ناديت إسمك فقل لي نعم،،ناديت إسمه وقلت: جلال : فردّ عليّ فوراً وقال : نعم.. استغربت من ذلك وفرحت بنفس الوقت لأنني بدأت بحل اللغز.. فقامت طالبة وقالت لي: ياٱنسة: هناك من رفاقنا من يستهزئ بجلال عندما يقول حاضر ويقلدونه لأنه يتلعثم.. عندما سمعت هذا الكلام صُعِقتُ وجنّ جنوني ، وثار غضبي كالبركان وشعرت بالندم و بأنني ظلمت جلال بضربي له ولم أكن أعرف أن زملاءه هم السبب في ذلك.. فكان خَجِلاً من نطق الكلمة،،انفجرت من شدة غضبي على زملائه وصرخت بهم وقلت لهم: أليس من الظلم أن تجعلوني أعاقب جلال وأنتم كنتم السبب في خجله؟؟ أليس من العيب أن تعيبوا على نطقه وقد خلقه الله هكذا؟؟ أنتم بذلك تعيبون على الله فيما خلق.. وهددتهم وأقسمت لهم بأنني سوف أعاقب كل من يتجرأ ويقلد نطق جلال باستهزاء.. وبأنني لن أرحمه من العقاب.. ثم قلت لجلال أن يقول لي نعم عندما أنادي إسمه للحضور.. فهز جلال رأسه وابتسم، وقال لي وهو يشعر بالسرور: ( نعم ياآنسة )..
ـ تغيير نطق كلمة واحدة، قد يغيير كل المفاهيم الخاطئة..
نحن لسنا فقط معلمين.. بل نحن نتعلم من طلابنا وأطفالنا أشياء كثيرة، كل يوم..
فلنفتش عن الأسباب ..قبل العقاب..
قصة حقيقية حصلت معي ..فأحببت أن أقصها عليكم..
من قلمي✍..إيــمـــــان جميل ?
إرسال التعليق