الحرب النفسي و ارهاب المحتل

الحرب النفسي و ارهاب المحتل

الحرب النفسية هي الاستعمال المخطط و المُمنهج للدعاية و مختلف الأساليب النفسية للتأثير على آراء و مشاعر و سلوكيات العدو بطريقة تسهل الوصول للأهداف . كما أنها وسيلة مُساعدة لتحقيق الاستراتيجية القومية للدولة .
في قاموس المحتل الفارسي العدو هنا هما الشعوب الغير فارسية بكل اطيافها ( هذا بغض النظر الى تعامله مع الشعب الذي هو ينحدر و خرج من بين صفوفه ) و هناك لديه البرنامج العدواني الوراثي لضرب كل ما هو يميل و يغذي تطلعات هذه الشعوب .
فاحتلال الأوطان يعني المزيد من النوايا الإجرامية لإضعاف و القضاء على أصحاب الأرض الأصليين الإضعاف هنا يكون ماديا و اقتصاديا و ممن ينتمون اليها و هذا لم يأتي الا ببذل المزيد من الجهود الهدامة المتمثلة في استهداف أمن الشعوب على أراضيهم بعدة طرق اولهما مطاردة و قمع كل معارض ( ان كان من النخب المتعلمة أم كان المواطن العادي ) ، على تواجد المحتل و بناء السجون و المعتقلات السرية و العلنية لخلق أجواء أمنية تحد من أي نشاط مناهض للمحتل ، و ثانيهما محاولة المنع لأي بادرة هي تعبر عن تاريخ و حضارة الشعوب من لغة ، لباس و كلما هنالك من تقاليد و عادات تساعد أهليها على البقاء و الاستمرار في عدم الاندثار ، محاربة أو طمس الهوية و هي تأتي من خلال التشوية لثقافة الشعوب و تاريخها ، بتكريس لغة المحتل بدلا عن لغة أهل الأرض و بالتالي تفريسها .
ثالثهما و الأخطر و الأبشع ضمن ممارسات المحتل و هو
الحرب النفسي الذي يراد به وضع المواطن يعيش و باستمرار بحالة من الهلع و الرعب و التهديد اليومي في كل مجالات حياته اليومية في الشارع و في مجال عمله و مهنته مهما كانت .

فالمحتل و لأنه يعيش دائما هاجس الخوف و الترقب من جانب الشعوب المقهورة و خاصة بوجود جبهة مفتوحة لا تعرف الهدوء و تحاول بكل ما تملك من أدوات للتخلص من كابوس الاحتلال الجاثم على صدور ابنائها فبالتالي يضطر ان يتخذ دائما طرق كيدية لفشل أي نشاط معادي لوجوده و سيطرته .
و نتيجة فشله الذريع في تقديم ادنى الخدمات للعامة و اصلاح النسبي للوضع القائم و للتغطية على سياساته التي ادت الى انحدار الوضع بكل أبعاده الى ما هو عليه ، يقوم المحتل بين فترة و أخرى بنشر الإشاعات و الدعايات الكاذبة بين افراد المجتمع يراد منها حرف أذهان الناس و إبعادهم عن واقعهم المر و انشغالهم بأمور ثانوية لا فائدة منها و لا تحمل أي جوانب ايجابية .

لن تمر شهور الا و قد قام المحتل و من يخدم مصالحه بتوجيه إهانة أحد الشعوب أو التعرض الى ساحتها أو التقليل من هيبتها مادام المحتل يعتبر ان أي غير فارسي هو مواطن من الدرجة الثانية و لا يتمتع بحقوقه كالفرد الفارسي .

من ملازمة الاحتلال هما قوته الأمنية و القمعية و سياساته التدميرية المبرمجة دون أي انقطاع وصولا الى الغاية المراد تحقيقها ، فالأزمات أو الكوارث كيفما كانت هي بالأصل وليدة مخططاته عندما تصيب صميم الشعب و تعرقل مسيرته التنموية التي هي بالأساس مهددة و معرضة دوما لكافة أنواع الضغوط السلطوية المرتبطة برأس النظام الحاكم .

بنظرة بسيطة كانت حصيلة تلك المراحل الزمنية الطويلة الكثير من التراجع على الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي و النواحي الأخرى اصاب كل مرافق الحياة لدى الشعوب الغير فارسية ألا ان الشعوب الغير فارسية و رغم كل مآسي الاحتلال قد عقدت العزم ان تبقى الرقم الصعب في كل المعادلات في الصراع مع من لا يريد الحياة لها، وهذا ما أثبتته الشعوب في ايران بنضالها و تضحياتها و الشعب الأحوازي النموذج الحي الذي استخدم المحتل كل أساليب الحرب النفسية و غير النفسية ضده لكنه يزداد عزماً في أي مواجهة جديدة و هو اليوم قاب قوسين أو أدنى من النصر .

كامل ناصر الأحوازي

إرسال التعليق