التنمر الإلكتروني ..

التنمر الإلكتروني ..

كتبت : اية شريف

نعلم جميعا ماذا يعني التنمر .. وما الآثار المترتبة عليه للفرد الممارس عليه .. فهو سلوك عدواني غير مرغوب فيه من قبل شخص أو مجموعة تجاه شخص آخر أو جماعة أقل قوة بهدف الضرر، أو التخويف، أو التضييق، ونعلم أنه يحدث غالباً للأطفال في سن المدرسة، ويمكن لهذا السلوك أن يتكرر مع الوقت، كما يؤدي هذا النوع من العنف إلى آثار خطيرة ودائمة على الشخص الذي يتم التنمر عليه، ويكون على شكل مجموعة من الإجراءات مثل توجيه التهديدات، أو نشر الشائعات، أو مهاجمة الشخص أو استبعاده عن المجموعة فالتنمر سلوك معادٍ للمجتمع، يصيب ملايين الأشخاص باعتبارها مشكلة واسعة الانتشار ولها تأثيرات سلبية كبيرة على تطور الشخص أو التحصيل الدراسي للطالب المعرض لها. أما التنمر الإلكتروني وهو ما وددت الإشارة إليه .. والذي قد يتعجب البعض منه أو يتساءل عن مدلوله فهو السلوك العدواني وغير المرغوب فيه والذي يقوم على استخدام شبكة الإنترنت لإلحاق الأذى بالآخرين والإساءة لهم؛ من خلال نشر أو مشاركة محتوى سلبي وضارّ عن شخص ما، ويتضمن مشاركة وتبادل المعلومات والصور الشخصية لشخص مما يعرضّه للسوء والإهانة والإحراج، كما تتضمن مهاجمة الأشخاص وتهديدهم وغير ذلك، وذلك من خلال استخدام الأجهزة الرقميّة مثل الهاتف المحمول، والحاسوب، والرسائل النصية، والتطبيقات، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغير ذلك الكثير، ومن أكثر المواقع التي يتعرض فيها الأشخاص للتنمر الإلكتروني هو موقع فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات، والبريد الإلكتروني؛ ياهو أو الهوتميل. وله أشكال متعددة .. منها المضايقة، تشويه السمعة، الانتقاد، انتحال الهوية، الخداع…. ونجد أنه مع اتساع دائرة التنمّر الإلكتروني أصبح يشكل تهديداً حقيقياً على الأشخاص الذين يتعرضون له، فطالما أن الضحايا لديهم القدرة على الوصول إلى الهاتف أو شبكة الإنترنت فهم معرضون للإساءة والأذى من المتنمرين، وبالتالي فهم يشعرون بالخوف والقلق دائماً، وربما يؤدي بهم الأمر إلى التفكير بالانتحار وربما الانتحار فعلياً، فالعيش في الخوف والخجل هو أمر خطير جداً يخلّفه التنمر الإلكتروني. لذا .. وجب أن ننوه أن العالم الالكتروني هو عالم موازٍ ومؤثر مثله مثل العالم المحيط بنا فعليا وله تأثيرات بالغة الشدة والخطورة والتي يجب أن نضعها في الحسبان بمزيد من الوعي والدراسة والاهتمام.

إرسال التعليق