ان العمر كالظل يمر بسرعة فمهما عشنا وكأننا لم نعيش وكله يبقى ذكريات هي بالماضي والحاضر قصير والمستقبل أقل وحتى غير موجود بتواجد الموت بالحاضر
ان الانسان يمر بمراحل عديدة في حياته من الطفولة الى شباب الى كهول الى شيخوخة ..الذي يرحل مع طفولته والذي يرحل مع شبابه والذي يرحل مه كهوله والذي يرحل مع شيخوخته فالرحيل مكتوب للجميع بلا استثناء فكلنا سواسية في الرحيل وليس هناك بقاء أبدي أزلي في هذه الحياة
ان العمر مراحل ومحطات .. أربع محطات نحط فيها بشكل وملامح لا تشبه المحطة التي قبلها .. تكبر وننضج وتكبر معنا الهموم والمسؤوليات .
يقولون أن الطفولة أجمل محطة ومرحلة يعيشها الانسان على مدار حياته الطويلة أو القصيرة ..نعم للطفولة نكهتها الخاصة وبرائتها الناعمة المشعة التي تبدأ ترحل وتغيب وتنطفئ مع الوقت والمشي في المراحل الأخرى .
للطفولة عالم خاص لا تخص أي أحد الا الطفل دون غيره ..لا يستطيع للشاب أو الكاهل أو الشيخ أن يعيشها فلا العيش يعيشها ولا الجسد ببنيته يعيشها ويستمتع بها..اذن مرحلة الطفولة ومحطة الطفولة خصصت للأطفال للوقوف فيها والعيش في كل تفاصيلها فهي تخصهم لا تخص غيرهم ووجدت لتهدي لكل طفل مرح ولعبا واستمتاعا لا متناهي وغير منقطع في عمر هذه المرحلة.
عمر الطفولة مليء بالأشياء التي تشببه وتعبر عنه فهو عمر كلنا نود أن نعيشه مجددا ونكرره لما فيه من سعادة وراحة وعدم دراية كلية بما يحدث بهذا العالم الكبير سوى العيش ضمن البقعة التي تخصه فيتعرف عليها وتتعرف عليه وتعرف به ..مرحلة لا يرى فيها الطفل لا بقلبه ولا بعقله ولا ببصره كل بشع وسيء قد لوث العالم ومن بالعالم .. عمر الطفولة يغلق على الطفل صوت الرصاص وحركة الدبابات وشراسة العدو وموت الأحباب والأبرياء الا أن الطفولة قد لمستها الحروب وقتلت وتشردت وغابت ملامح عالمهم وتمزقت الدمى والألعاب تحت المباني المهدة .. الا أنه يبقى في الراجح عمر الطفولة كله حنان من الأهل وحب وضحكات تتطاير منه فترسم بالوجود والمكان وسماء العالم براءة ونقاء وصفاء..
ليتنا نعود وتعود معنا الذكريات ونلحق لعيش ما فات وما نسيانه وما لم يكن موجود ومتوفر وقتها..اذن كلنا نتفق أن مرحلة الطفولة أروع وأجمل المراحل التي يعيشها الانسان بعيدا طبعا عن العنف والقسوة والحزن وكل شيء يعكر جمال هذه المرحلة ويحولها الى مرحلة لا اسم ولا تعريف ولا وجود لها في المراحل العمرية الثابتة في عمر الانسان.
الشباب وما أدراك ما الشباب ..هذا العمر الربيعي المزهر الذي تبدأ فيه المغامرات والحياة تحلو ونصبح نراها بلون غير لون الطفولة وبشكل وبنظرة ناضجة ..عمر نحب فيه الحياة وتفتح لنا الحياة أبوابها ..عمر الشباب نحب فيه أنفسنا أكثر وتكبر اهتماماتنا بذاتنا وتتوضح لنا رؤية أحلامنا ونحدد أهدافنا ..مرحلة كوكتال وممزوجة بين عديد الأمور ..قد يكون فيها الصعوبات لأننا نرى الحياة بعيش شابة لا بعين طفولية ..فترة نحقق فيها الكثير ونثبت فيها الكثير والكثير قد نمر بمطبات توقعنا وتصيبنا لكن ننهض فالروح الشبابية الحماسية عاشقة للمغامرة للمواجهة للوصول والنجاح.
عمري في الثلاثين..أرى أن عمر الثلاثين عمر النضوج..عمر التحديات والعقل الناضج ..عقد الثبات والاثبات ..عمر به نبني ونبني ونتحمل المسؤولية كما يجب وعلى أصولها..عمر الثلاثين هو عمر الوردة للأنثى في هذا العمر تزداد جمالا ووعيا وادراكا وتركيزا وتستقر والعقل عندها كامل مكمل ..عمر يناسب الأنثى ويجعلها تحب نفسها وتقول أنا ” عمري في الثلاثين ” دون خجل أو خوف من أنها كبرت بالعكس تتمنى لو أنها تبقى في الثلاثين فلا تحب أن ترجع للوراء ويقل سرها عن الثلاثين ولا أن تكبر وتتخطى سن الثلاثين فهو سن النضوج الكامل والأنوثة الطاغية والعقل الراجح والرزانة الثقيلة والهدوء الممزوج بمرح وروح تعشق الحياة وتود لو أنها فراشة تطير وتحوم ..تسعى الى اكتشاف العالم أكثر وأكثر ..تحب وحبها في هذه المرأة حب الأنثى الحقيقي الذي لا يعيبه شيء
عمري في الثلاثين لأنه عمر أشعر كل أنثى في الثلاثين أنها أنثى بالقول والدلائل ..أنثى بنت حواء حواء الأصلية
ما أجمل هذا السن والعمر من بين الأعمار العمرية ..فكل الحب وكل الحياة وكل الاستعداد والاستمتاع بالدنيا وما طاب فيه ولذ بعقل وقلب نضج وولد من جديد وروح بموسيقى الرقي والأسياد ترقص بحرافية تامة .
من كثر جمال هذا السن لا أحد يود أن ينتقل الى الكهول أو الشيخوخة اذن فالندعهما لحاجة المرور عليهما وقول الكثير عنهما.
فكل أنثى من جنس حواء لا تود الكبر وترك هذا السن الثلاثيني وهي ترى أنها ملكة وسلطانة سنها وفي سنها وعمرها هذا
أقول أنثى الثلاثين لن تتكرر ولن يكررها الأربعين وما فوق السنين.
بقلم الاديبة نورة طاع الله
إرسال التعليق