مع استمرار انتفاضة الشعب العراقي
الشيخ/ وليد العزاوي الأمين العام للكتلة الوطنية لثورة العشرين في حوار خاص
— الكتلة الوطنية لثورة العشرين لن تتحالف مع اية جهة لأننا لسنا معنيين إلا بقضية العراق أولا وشعبه الجريح .
— تنظيم داعش هو بديل تنظيم القاعدة وينفذ معظم أجندات امريكا الداعمة له لوجستيا .
— ثورة الشعب العراقي سوف تستمر لأنها لا تتبع أي جهة ولكنها تعكس إرادة الشعب .
على الرغم من استخدام قوات الأمن العراقية المدعومة من الميلشيات الطائفية أقصى درجات العنف لإخماد ثورة الشعب العراقي التي اندلعت للمطالبة برحيل النظام العراقي القائم على المحاصصة والطائفية والمدعوم من النظام الإيراني إلا ان تلك المظاهرات استمرت وتصاعدت ، وفي ظل تلك الأجواء المتوترة أدلى الشيخ وليد العزاوي الأمين العام للكتلة الوطنية لثورة العشرين بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص الحوار :
1— نريد اولا ان نعرف نبذة مختصرة عن كتلتكم واهدافها؟ وما هي صلتها بكتائب ثورة العشرين؟
كي لا يحدث لبس في التسميات نحن نمثل كتلة وطنية ولسنا كتائب أو مليشيات إنما ولدت كتلتنا من رحم الشعب العراقي والمتغيرات التي حدثت في الواقع السياسي بعد احتلال العراق عام 2003 وتم تأسيسها عام 2007 ، أما أهدافها فهي السعي إلى إعادة العراق إلى ما كان عليه قبل احتلال حامي البوابة الشرقية للوطن العربي وصمام الأمان لكل عربي غيور شريف وأن ينال استقلاله من الاحتلالين الامريكي والإيراني اللذان جلبا كل المصائب والازمات ليعود العراق قويا باقتصاده وشعبه وجيشه .
2— وما هي صلتكم بكتائب ثورة العشرين في سوريا؟
نحن لم ولن نتحالف مع أية جهة ما دمنا على الخط الوطني العراقي فلسنا معنيين إلا بقضية العراق أولا وشعبه الجريح وسنواصل المسيرة التي بدأناها واقسمنا على الوفاء لمبادئنا الوطنية .
3— وما هي صلة كتائب ثورة العشرين بالجيش العراقي السابق؟
الجيش العراقي منذ تأسيسه عام 1921 وهو معروف لدى العدو قبل الصديق بأدائه الوطني لحماية حدود العراق من أي تجاوز سواء على حدوده البرية أو البحرية أو الجوية مع نهوضه الدائم في أداء مسئولياته العربية في مواجهة أي إعتداء تتعرض له من أي قوى خارجية وظل يؤدي تلك الرسالة حتى احتلاله عام 2003 لأنه جيش الوطن ولا يمثل ملكا أو رئيسا إنما هو جيش الشعب فحسب.. هذا هو رأينا وموقفنا من الجيش العراقي السابق .
4— في ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين هناك غموض يحيط بالسقوط المفاجئ للعاصمة بغداد واعتقال صدام حسين. فهل كان ذلك بفعل الخيانة ام نتيجة عدم توازن القوى ؟
بغداد العروبة لا يمكن أن تتذوق معنى السقوط إنما من يسقط في نظر الأخر هو الحاكم لسبب أو لآخر ورغم إنني لا أستبعد حدوث خيانة في إعتقال الرئيس صدام ولكن هناك صفة كان الجيش العراقي يتميز وينفرد بها عن سائر جيوش العالم وهي الغيرة على وطنه وشعبه واشقاءه العرب وتفانيه واستعداده المستمر للتضحية بأغلى ما يمكن من الروح والدم لتنفيذ المهام الموكلة إليه فهو لا يهاب الموت ما دام في سبيل تنفيذ الواجب الوطني فهو لم يغب أو يختفي ولكن ما حدث كان بسبب التحالفات الدولية وعلى رأسها امريكا وإصرارها على تفكيك منظومة هذا الجيش المغوار حفاظا على أمن إسرائيل المزعومة داعش .
5— وما هي حقيقة ظهور تنظيم داعش في العراق واستيلائه في بداية الأمر على الموصل معقل سنة العراق ؟ وهل كان ذلك بفعل تعاطف سنة العراق في البداية مع هذا التنظيم الارهابي؟
لو عدنا إلى السنوات التي سبقت ظهور تنظيم داعش نجد إنه نتاج أو بديل عن تنظيم القاعدة الذي نفذ معظم أجندات امريكا الداعمة له لوجستيا كأداه من أدوات احتلال الأرض والاستيلاء على موارد البلد خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط وإحداث الفوضى والتخريب ومما ساعد على دخول داعش مدن العراق وعلى رأسها مدينة الموصل أولا تواطئ القيادات العسكرية التي يتحكم في قراراتها الأحزاب الحاكمة الفاسدة وقياداتها العميلة لأمريكا وإيران ، وأكاد أن أجزم بعدم وجود أي صلة لأهل نينوي الأصلاء بتلك الشريعة لتخريب مدينتهم .
6— وهل تتوقعون عودة التنظيم مرة أخرى إلى العراق ؟
داعش وما قبله من التنظيمات الإرهابية الإجرامية هي بلا شك صنيعة امريكا وإسرائيل بامتياز وهي من كونت قياداته ووفرت له كل الدعم اللوجستي والأستخباراتي لتحقيق اهدافها في نهب ثروات العراق النفطية وغيرها ، ومن سياسة الإدارة الأمريكية في الجانب العسكري والاستراتيجي إنهم لا يتعاملون بالتكرار ولكن يلجأون لتغيير أساليب المواجهات ونشر العنف والفوضى هنا وهناك بطريقة مختلفة ظنا منهم أن الشعوب تجهل مكرهم وحيلهم الخبيثة في إزهاق حياتهم واللجوء إلى منطق التهديد تارة أخرى .
7— وبماذا تفسرون ثورة العراقيين في هذا التوقيت بالذات خاصة في مناطق الجنوب والتي كانت تحسب في وقت ما معقل النفوذ الايراني ؟
لقد نفذ صبر الشعب العراقي الذي عانى الأمرين منذ الإحتلال الأمريكي الإيراني الغاشمين فهو بين السفاح الأمريكي والمطرقة الإيرانية كلاهما يتدخل في شئون العراق وينهبون خيراتهم ناهيك عن سلطة الأحزاب الحاكمة التي تنتهج نهج طائفي بحت واعتماد أسلوب المحاصصة في توزيع المراكز السيادية والأخرى إضافة إلى الفساد المالي والإداري في إدارة البلاد فكل الطبقات السياسية اثبتت فشلها في حسم جميع الملفات العراقية وفي جميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية وفي مقدمتها البطالة وعدم توفير فرص عمل للشباب وتدهور الوضع الصحي والتعليمي والخدمي كلها كانت أسباب كافية لاندلاع ثورة العراقيين .
8— وما مدى تأثير تلك الثورة على الساحة السياسية العراقية ؟
تاثير الثورة العراقية أو الانتفاضة أيا كان اسمها بات واضحا للعالم فصوت الشعب يعلو في كل الاوقات لأن أي شعب هو مصدر للسلطة ومن الثوابت أن ترحل الحكومات وتبقى الشعوب لتبقى غيرها ، ورغم استخدام الحكومة الحديد والنار لكبح تلك الثورة لكنها لم تفلح في إخمادها لأنها ثورة حقيقية غير منتمية لحزب أو جهة خارجية أو عشائرية وإنما تعكس إرادة شعب عريق يريد وطن حر مستقل ومستقر وقد احدثت ثورته تغييرات في آليات السلطة السياسية وقراراتها وهي من نتاج هذه الثورة الايجابية وستشهد الأيام القادمة تغييرات جديدة ما دام المواطن المحتج صامدا في ساحات الاعتصامات مصرا على تحقيق إرادته في التغيير .
9— هناك من يرى أن مقتل سليماني والرد الإيراني هو تمثيلية مدبرة بين الولايات المتحدة وأمريكا. فما هي وجهة نظرك ؟
أعتقد أن هناك خللا أو جهلا واضحا أو ربما تواطئ مخيفا من سلطة الأحزاب الحالية مع دول كثيرة منتفعة من وضع العراق الحالي فالجميع يقف ضد مستقبل العراق وشعبه بسبب سياسته الانتهازية الحالية في تصدير العنف والفوضى والإبقاء على العراق بحالته الحالية بلدا مستهلكا ضعيفا لا يقوى على صناعة أو زراعة فهذه الدول والأنظمة تجتهد بكل المحاولات لجعل العراق سوقا دائما لتصريف سلعه كي يكون مستوردا لا منتجا أو مصدرا إلى الأبد .
10— هناك من يرى أن هناك طرف ثالث يقف وراء الإنتهاكات التي حدثت ضد المتظاهرين. فما حقيقة ذلك؟ ومن هو هذا الطرف ؟
بالنسبة للانتهاكات التي وقعت ضد المتظاهرين فلقد صرح بعض المسئولين أن هناك طرف ثالث وراء هذه الإنتهاكات ولكني لا استطيع ان أجزم أن لكل حزب حاكم فاسد ميلشيات مسلحة تنفذ أجندات رجالات هذه الأحزاب .
حاوره من زيورخ بسويسرا
مصطفى عمارة
إرسال التعليق