المؤامرة على هوية مصر الإسلامية
منذ أن منا الله على المسلمين فتح مصر أراد الله لمصر أن تلعب دورا بارزا في الدفاع عن الإسلام كما أخبرنا رسولنا الكريم عندما قال أن مصر في رباط إلى يوم الدين وقال في موضع آخر استوصوا بأهل مصر خيرا فإن بها خير أجناد الأرض ومنذ ذلك التاريخ ومصر تلعب دورا بارزا في الدفاع عن الإسلام حيث تصدت مصر لجيوش الصليبيين والتتار كما شاركت مصر في حرب فلسطين ولولا تدخل القوى الكبرى وعلى رأسها بريطانيا والتي مكنت إسرائيل من احتلال فلسطين لأنتصر الجيش المصري ولقد أدرك الإستعمار وحليفته إسرائيل أن تحقيق اطماعه في المنطقة لن يتأتى إلا بضرب مصر وقوقعتها داخل حدودها ومحاولة طمس هويتها العربية والإسلامية والتي جسدها الأزهر منذ إنشائه ليكون منارة للفكر الوسطي المعتدل وحائطا صلباً للدفاع عن الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولهذا كانت المؤامرات على الأزهر منذ إنشائه في محاولة لتحجيم دوره والسيطرة عليه عبر الحكام المتعاقبين إلا أن شيوخ الأزهر تصدوا لتلك المحاولات اير عابثين بالتهديدات التي تواجههم والأمثلة كثيرة في هذا المجال ، فلقد رفض الأزهر إصدار فتوى بتحريم زواج زوجات الملك فاروق بعد وفاته كما أنتقد الشيخ عبد المجيد شيخ الأزهر السابق إسراف فاروق ونزواته في الخارج وقال مقولته الشهيرة عندما رفض رئيس الوزراء زيادة ميزانية الأزهر أتبذر هناك وتقتصد هنا كما رفض الشيخ جاد الحق محاولات الرئيس مبارك تغيير فتواه بتحريم لبس البنطلون والذي يمكن أن يكشف عورات المرأة فضلا عن رفضه قانون الأحوال الشخصية المسمى بقانون جيهان كما تصدى شيخ الأزهر الحالي لمحاولات الإخوان أخونة الأزهر ولم يحضر حفل تنصيب الرئيس السابق الراحل محمد مرسي ورغم تلك المواقف المشرفة التي اتخذها شيخ الأزهر الحالي لدفاعه عن الإسلام واستقلالية الأزهر إلا أن التيار العلماني المتأمر على هوية مصر الإسلامية لم ترقهم تلك المواقف فشنوا حملة مسعورة على شيخ الأزهر بزعم تسلل الإخوان داخل المشيخة رغم إنه اول من تصدى لمحاولات الإخوان اخونة الأزهر وتارة بزعم الجمود الفكري ورفضه تجديد الخطاب الديني ورغم أن تلك الحملة تبدوا في الظاهر إنها موجهة ضد شيخ الأزهر إلا أنها في الحقيقة موجهة إلى هوية مصر الإسلامية في محاولة طمسها تنفيذا لاهواء شخصية وتنفيذا لأجندات خارجية وهو ما كشفه الرئيس السابق بوش الذي طالب الرئيس مبارك بالعمل على تطوير الخطاب الديني وظهر ذلك جليا عند مناقشة بنود الدستور الجديد حيث طالب ممثلي التيار العلماني بأن تكون الولاية على المواد الشرعية للمحكمة وليس للأزهر فضلا على أن لا تكون الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ولاشك أن تلك الحملة المسعورة على الأزهر سوف يكون لها انعكاساتها السلبية على مصر وعلى النظام المصري نفسه والذي يكرر أخطاء نظام مبارك لأن محاولة إضعاف الأزهر سوف يعطي الفرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة لمحاولة الصيد في الماء العكر وتصوير بأن النظام المصري يحارب الإسلام ورغم المؤامرات من الداخل والخارج على هوية مصر الإسلامية والتي يجسدها الأزهر فسوف تفشل تلك المؤامرات لأن هوية مصر الإسلامية إختيار الله وليس إختيار حاكم وسوف يبقى الأزهر كمنارة للإسلام فالحاكم يمكن أن يرحل ويأتي غيره ولكننا لا نملك سوى أزهر واحد سوف يظل شامخا عبر التاريخ .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق