بعد إعلان ترامب عن صفقة القرن د/واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حوار خاص
إعلان ترامب عن صفقة القرن في هذا التوقيت راجع إلى رغبته في مساعدة نتنياهو في الانتخابات فضلا عن الصمت العربي والموقف العربي والدولي والذي لم يصدر عنه سوى مواقف لفظية .
– رفض إسرائيل مشاركة سكان القدس في الانتخابات القادمة سيحول دون إجرائها .
آثار إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن صفقة القرن والتي تضمنت بنود تعطي إسرائيل الحق في ضم مستعمرات الضفة وتحول دون قيام دولة فلسطينية حقيقية ردود أفعال غاضبة على الصعيد الفلسطيني والعربي حيث أعلن الرئيس الفلسطيني رفضه لتلك الصفقة والتحرك عربيا ودوليا لافشالها ، كما عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية أعلن فيه الوزراء رفضهم لتلك الصفقة ودعمهم للموقف الفلسطيني . وفي ظل تلك الأجواء المتوترة والتي تنبئ بأوخم العواقب أدلى د/ واصل ابو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص الحوار :
1- ما هي الاسباب التي دعت الرئيس ترامب إلى الإعلان عن صفقة القرن في هذا التوقيت ؟ وهل هذا مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية كما رددت الأنباء هذا ؟
الاسباب التي دعت الرئيس الامريكي ترمب الى الاعلان عن صفقة القرن في هذا التوقيت تحديدا وخاصة ان هذه الصفقة المؤامرة قد بدأت منذ السادس من ديسمبر ( كانون اول ) عام 2017 باعلان القدس عاصمة للاحتلال وما تلى ذلك من حرب مفتوحة من الادارة الامريكية تحاول شطب حقوق شعبنا بما فيه عقد مؤتمر المنامة الاقتصادي في اطار صفقة القرن والحديث عن مليارات الدولارات لمقايضة حقوق شعبنا ورفضنا لكل ذلك وقطع العلاقات مع الادارة الامريكية منذ ذلك الوقت ولا شك ان الانتخابات داخل الاحتلال لعبت دورا في التأجيل وبعد ذلك بالاعلان لمساعدة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي لم ينجح خلال الانتخابات الماضية بتشكيل حكومة والذهاب الى انتخابات جديدة في 2 / 3 / 2020 وبالتأكيد الصمت العربي والانشغالات وايضا الموقف الدولي الذي يصدر مواقف لفظية دون خطط عملية جدية .
لذلك الهيمنة الامريكية وفي اطار التحالف الصهيوامريكي تحاول فرض اجندتها المتمثلة بشريعة الغاب بعيدا عن اي قرارات للشرعية الدولية او القانون الدولي وفي اطار تصفية القضية الفلسطينية والحقوق والثوابت المتمثلة بحق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
2- وما هي البدائل المطروحة أمامكم لمواجهة تلك الصفقة ؟
الموقف الفلسطيني موقف موحد في رفض هذه الصفقة المؤامرة المشبوهة وهي ليست المرة الاولى التي تتعرض القضية الفلسطينية الى المؤامرات التصفوية ويتم اجهاضها .
وبالتأكيد نحن نتمسك بحقوقنا المسنودة بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تضمن حقوقنا في العودة والدولة والقدس ونسعى من اجل تحرك في ثلاث مسارات :
المسار الاول : على صعيد التحرك السياسي الذي يجريب بدءا من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وعدم الانحياز والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي وصولا الى مجلس الامن يوم 11 / 2 لوضع مسودة مشروع قرار وبما فيه كل الدول والمؤسسات الدولية وخاصة مجلس الامن والجمعية العامة وغيرها .
المسار الثاني : على صعيد تعزيز الصمود الداخلي وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ويجري التحضير ايضا لوصول وفد فصائلي الى قطاع غزة بعد عقد الاجتماع القيادي برئاسة الرئيس وبحضور كل الفصائل بما فيها حماس والجهاد واتخاذ قرار بالوحدة في مواجهة المؤامرة .
المسار الثالث : التخلص من الاتفاقات مع الاحتلال تنفيذا لقرارات المجلس الوطني والمركزي وخاصة الاتفاقات الامنية والاقتصادية والسياسية بما فيه سحب الاعتراف بالاحتلال ومحاسبته على جرائمه وتسريع آليات المحكمة الجنائية الدولية في سياق ذلك وفرض المقاطعة على الاحتلال ودعم حركة المقاطعة الدولية .
وكل ذلك يجري بشكل متزامن لمواجهة هذه المؤامرة وفي مقدمة كل ذلك توسيع المقاومة الشعبية للاحتلال في كل الاراضي المحتلة في القدس والضفة وقطاع غزة واهلنا في الاراضي المحتلة عام 48 وفي كل مخيمات اللجوء والشتات وتواجد شعبنا .
3- ما موقفكم من دعوة موسى أبو مرزوق للرئيس أبو مازن بتوجيه الدعوة إلى جميع الفصائل لعقد لقاء في القاهرة للتوافق على برنامج إنقاذ وطني ومواجهة صفقة القرن ؟
تحدث الرئيس عن اهمية عقد لقاء فصائلي فوري لانهاء الانقسام وسيعقد هذا اللقاء في قطاع غزة ولا يوجد ما يمنع عقد لقاء ايضا في الخارج يضم الامناء العامين واعضاء تنفيذية المنظمة ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني كما كان يجري سابقا .
4- ما حقيقة الأنباء التي ترددت على أن دول عربية من بينها مصر ودول خليجية أبلغت الإدارة الأمريكية موافقتها على تلك الصفقة ؟
شيء مؤسف حضور سفراء ( 3 ) دول المؤتمر الصحفي الذي اعلن من خلاله الرئيس ترمب بحضور رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو عن بنود الصفقة والعديد من المواقف العربية لم ترتقي الى مستوى التصدي لهذه المؤامرة وربما محطة اجتماع وزراء الخارجية وما يصدر من قرار يشكل اجماع عربي في كيفية الوقوف الى جانب حقوق شعبنا ورفض اي سلب لهذه الحقوق والثوابت وتنفيذ قرارات القمم العربية حول القضية الفلسطينية ونؤكد على اهمية التمسك بموقف عربي موحد ورفض كل ما يشكل تطبيع مجاني مع الاحتلال كما يجري مع بعض الدول العربية خلال الفترة الماضية ، الامر الذي فتح شهية الاحتلال للاعتقاد بامكانية النجاح في المساس بحقوق شعبنا وخاصة القدس الذي يدافع شعبنا عن كل المقدسات والحقوق الفلسطينية وعن الامة العربية والاسلامية ايضا .
5- وهل تعرضتم لضغوط عربية أو دولية للموافقة عليها ؟
الموقف الفلسطيني يتم اتخاذه بناء على مصالح شعبنا وقضاياه الوطنية وليس بناء على الضغوط والاملاءات التي يدرك العالم اجمع موقفنا الثابت في ذلك .
6- هناك من يرى أن هناك تفاهمات سرية بين حماس وإسرائيل لإقامة كيان لحماس في غزة مقابل تسهيلات إسرائيلية في قطاع غزة وهدنة طويلة الاجل. فما صحة ذلك؟
كنا قد حذرنا من محاولات الاحتلال تكريس الانقسام بين الضفة وقطاع غزة والوصول الى انفصال وهذا ما تحدث عنه رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بانه يشكل مصلحة استراتيجية في تحقيق ذلك والعمل على عدم اقامة دولة فلسطينية الامر الذي جعل من محاولات الحديث عن المشفى الامريكي والمطار والميناء والهدنة تصب في هذا الاتجاه لاعتقادهم بامكانية النجاح في ذلك ولكن الان المناخ والظرف بعد اعلان الرئيس ترمب يتطلب التصدي بشكل موحد لهذه الموامرة التصفوية .
7- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية بإمكانية محاكمة مسئولين إسرائيليين متورطين في جرائم حرب. هل قمتم بإعداد ملفات معينة لتقديمها للمحكمة لمحاسبة مسئولين إسرائيليين على تلك الجرائم ؟
قرار المحكمة الجنائية الدولية باعلان المدعية العامة عن انتهاء فترة الفحص الاولي وانه يوجد اساس لارتكاب جرائم حرب في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا في القدس والضفة وقطاع غزة امر مهم في اطار محاكمة الاحتلال على جرائمه المتصاعد ضد شعبنا ونحن واثقين باهمية قرارات المحكمة لوضع حد للافلات من العقاب على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ومحاسبة مسؤوليه في اطار ذلك ونحن منذ انضمامنا الى معاهدة روما واصبحنا اعضاء في المحكمة قدمنا ملفات عديدة في اطار بلاغات وتغذيتها بكل الجرائم اليومية واحالة رسمية للحالة في فلسطين المتضمنة البناء والتوسع الاستعماري الاستيطاني الذي يعتبر جريمة حرب ضد شعبنا وملف الاسرى والمعتقلين الابطال والحرب العدوانية والاجرامية ضد شعبنا في قطاع غزة المحاصر جوا وبرا وبحرا من الاحتلال والتصفيات والاعدامات لابناء شعبنا في استهتار واضح وتنفيذ سياسات قتل متعمد .
8- ما مصير الإنتخابات الفلسطينية في حالة إصرار اسرائيل على عدم السماح لسكان القدس بالمشاركة فيها ؟ وكيف ستواجهون هذا الموقف ؟
نحن حريصون على الانتخابات الفلسطينية ورغم رد جميع الفصائل بمسؤولية حول اهمية اجرائها في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي المقدمة القدس عاصمة دولتنا والضفة وقطاع غزة ورفض الاحتلال لاجرائها في القدس ومشاركة ابناء شعبنا ترشيحا وانتخابا بالتأكيد سيحول دون اجرائها وافشالها في ظل المعركة التي يخوضها شعبنا دفاعا عن القدس عاصمتنا الابدية .
9- في النهاية ماهي مطالبكم من العالم العربي والجامعة العربية في المرحلة المقبلة ؟
نحن كفلسطينيين نتطلع الى موقف عربي موحد يدعم الموقف الفلسطيني الرافض لما يسمى صفقة القرن والمتمسك بالحقوق والثوابت على قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وليس شريعة الغاب الامريكية ، كما نؤكد على رفضنا للتطبيع المجاني التي تقوم به بعض الدول العربية مع الاحتلال والتأكيد على التمسك بتنفيذ قرارات القمم العربية المؤكدة على احقوق شعبنا ودعمه على كل المستويات وليس الاخلال بالمواقف العربية .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق