بعد اختيارها لمنصب الأمين العام للإتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل د/صباح الصالحي الأمين العام للإتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل في حوار خاص
– بعد افتتاح مقر للإتحاد في مصر نسعى إلى إفتتاح مقرات في الدول العربية للتواصل السريع مع الاطفال لإيجاد حل لمشاكلهم وخاصة اطفال فلسطين .
– لا نتلقى تمويلا من أحد ونعمل من خلال الجهود الذاتية ونتواصل مع المنظمات الإنسانية لمساعدة الأطفال في كل انحاء العالم .
تعد قضية الطفولة من القضايا الشائكة التي تواجه أطفال العالم العربي بصفة خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يواجهها هؤلاء الأطفال بفعل الإحتلال الإسرائيلي أو نتيجة النزاعات الداخلية في عدد من الدول العربية في اليمن والعراق وسوريا وليبيا أو تردي الأوضاع المعيشية في دول أخرى والتي تنعكس سلبيا على الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال ، وفي محاولة لإلقاء الضوء على تلك القضية الشائكة كان لنا هذا الحوار مع د/ صباح الصالح والتي تم اختيارها لشغل منصب الأمين العام للإتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل :-
– بعد اختيارك لمنصب الأمين العام للإتحاد الدولي للدفاع عن حقوق الطفل . ما هو الدور الذى تقومين به بالنسبة لتلك القضية ؟
استلمت منصبي هذا في القاهرة لتلبية احتياجات أطفال العالم بصفة عامة وأطفال الدول العربية بصفة خاصة في المناطق التي يوجد بها نزاعات خاصة أطفال فلسطين والذين يتعرضون لأوضاع مأساوية من سجن وقتل وسرقة للأعضاء من جانب سلطات الاحتلال .
– نريد أن نلقي أولا الضوء عما يعانيه أطفال فلسطين في ظل الاحتلال والدور الذي تلعبونه من أجل هؤلاء الأطفال ؟
كما قلت لك إننا نهتم بالأطفال في كل انحاء العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة ، فهناك أطفال يعانون من النزاعات الداخلية كما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن وهناك أطفال يعانون من الفقر كما يحدث في الصومال والسودان وموريتانيا إلا أن قمة المعاناة تحدث بالنسبة لأطفال فلسطين فهناك أكثر من 365 طفل في السجون الإسرائيلية يعانون من اعتداءات وحشية وتعدي جنسي من قبل سلطات الاحتلال في ظل عجز المنظمات الإنسانية في تقديم العون لهؤلاء الأطفال ولكننا نسعى للتواصل مع المنظمات الدولية التي يمكن أن تساعدنا في هذا المجال .
– وماذا قدمتم لأطفال سوريا واليمن وليبيا الذين يعانون من آثار نفسية جراء التشتت والتهجير بفعل الحروب الداخلية ؟
نحن لازلنا في البداية ولكننا انشأنا مقر للاتحاد في مصر ولدينا أعضاء في جميع الدول يقومون بتوثيق الحالات التي يعاني منها الأطفال في مناطق مختلفة سواء التي يوجد بها حروب أو التي تعاني من مشاكل الفقر وعلى سبيل المثال هناك بعض الأطراف في مناطق النزاعات تستخدم الأطفال كقنابل موقوتة لزرع القنابل وتفجيرها عن بعد ونسعى من خلال اعضائنا إلى مخاطبة السلطات المختصة للتصدي لتلك الجهات التي تستخدم الأطفال كوقود في العمليات التي تقوم بها كما نسعى لعقد بروتوكولات مع الأتحاد الأوروبي لمساعدة هؤلاء الأطفال ، أما في المناطق الأخرى التي يوجد بها نزاعات فلقد قمت بنفسي بزيارة الأطفال في المستشفيات التي تعالج السرطان لتقديم المساعدة لهم فضلا عن زيارات نقوم بها للأطفال في المدارس لإيجاد حل لمشاكلهم .
– وهل تتلقون دعما أو تنسقون مع منظمات المجتمع المدني لأداء تلك المهمة ؟
كان لدي لقاء مع الدكتور حيدر مسئول الملف الفلسطيني في جامعة الدول العربية للبحث فيما يمكن أن تقدمه لأطفال فلسطين فضلا عن التواصل مع المنظمات الإنسانية للقيام بدورها لتقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال ولكن للأسف لا نتلقى مساعدات مالية من أحد ولكن المساهمات تأتي عادة من الأعضاء وعلى سبيل المثال أقوم بالكثير من المهام دون أن أطلب مساعدة من أحد .
– وهل العقبات المادية هي العقبات الوحيدة التي تواجهكم في أداء مهمتكم ؟
نعم العقبات المادية هي العقبة الرئيسية التي تواجهنا ورغم ذلك نقوم بمهمتنا على أكمل وجه ، انشأنا مقر في تونس يقوم بتقديم الوثائق للجهات المسئولة عن أوضاع الاطفال حتى تقوم السلطات المختصة بمساعدتهم كما نقوم بعمل بروتوكولات مع المنظمات الإنسانية لمساعدة الأطفال في المناطق المختلفة التي يعانون منها .
– وما تقييمكم للدور الذي يقوم به الإعلام بالنسبة لقضايا الطفل ؟
للأسف فإن دور الإعلام سلبي فهي لا تسلط الضوء بالشكل الكافي عن المشاكل التي يعاني منها الطفل بل بالعكس تركز الكثير من وسائل الإعلام على عرض أفلام العنف والجنس والتي تترك آثار نفسية سيئة على الأطفال ، كما تقوم وسائل الإعلام الأخرى بنشر الفتن داخل البلاد تنفيذا لأجندات خارجية كما حدث في لبنان عندما هاجمت بعض وسائل الإعلام الجيش اللبناني بدعوى التعامل العنيف مع المتظاهرين السلميين فالإعلام للأسف أصبح مسيساً لتنفيذ أجندات خاصة لأطراف داخلية وخارجية .
– وكيف تعاملتم مع قضايا الطفل في المناطق التي لا يوجد لها حروب وتعاني من الفقر كأطفال الشوارع وتشغيل الأطفال في سن غير قانونية ؟
نحن لا نتوانى في البحث في مشكلة أي طفل نتلقى منه شكوى ، فعلى سبيل المثال ذهبت إلى طفل يعاني من التعنيف من جانب أهله وتواصلت مع الأهل لتعديل تلك المعاملة كما ذهبت ايضا إلى مدرسة كانت تعنف أحد الأطفال وطلبت من إدارة المدرسة تصحيح التعامل مع هذا الطفل .
– وهل تجدون تجاوباً مع الجهات التي تتواصلون معها؟ وهل تتابعون حالات الأطفال التي تقدمت بشكاوي إليكم؟
نعم فلقد ذهبت منذ مدة لزيارة مريض بالسرطان في معهد ناصر كان يحتاج لمساعدة مالية وطلبنا من إدارة المستشفى وبعض الجهات مساعدته ووجدنا تجاوب ، كما ذهبت ايضا إلى دار أيتام كانت تعامل أحد الأطفال بصورة سيئة من جانب المشرفة وتجاوبت معنا الدار وقاموا بطرد تلك المشرفة وإنهاء عملها .
– وكيف ترى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الطفل ؟
للأسف فإن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا سلبيا بالنسبة للطفل وتستغل من بعض الجهات المعادية لتحقيق أجندتها الخاصة وللأسف لا يوجد متابعة من الأهالي لأطفالهم ولقد تحدثت في إحدى المؤتمرات عن تلك القضية خاصة بعد انتشار الأحداث والجرائم من جانب الأطفال بسبب تأثرهم بتلك الوسائل كما يحدث في انتحار بعض الأطفال وطالبت أن تكون هناك توعية من جانب الأب والأم والمدارس لهؤلاء الأطفال .
– في النهاية ما هي خططكم في المستقبل لتطوير عمل الأتحاد ؟
بعد أن قمنا بتأسيس مكتب مصر ليكون مقراً لنا بالقاهرة نسعى إلى إفتتاح مقرات في كل الدول العربية ودول العالم لتسهيل التواصل السريع مع الاطفال وخاصة أطفال الدول العربية ، وعندي أمل كبير أن ننجح في تحقيق التواصل السريع مع الاطفال كما نسعى للتواصل مع الصليب الأحمر لمساعدة الأطفال السجناء في السجون الإسرائيلية والذين يبلغ عددهم 365 أسيرا .
حاورها/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق