مقالي عن عيد الحب
كتبت أية شريف
يعتبر الحب أرقى المشاعر الإنسانية وأعظمها، وهو سببٌ من أسباب الإقبال على الدنيا بشغفٍ كبير، إذ يجعل صاحبه مقبلًا على الحياة وحريصًا على أن يقتنص كل لحظةٍ فيها، لأنّ الحب يجعل الحياة أكثر قدرة واحتمالًا، ويُخفف من آلامها ومشاكلها، وهو البلسم السحري الذي يستطيع أن يمحوَ العناء والتعب عن القلوب، وعلى الرغم من أنّ العاشق يعتبر كل الأيّام أيامًا يمنحها في سبيل الحب وفي سبيل أن يجعل السعادة في قلب حبيبه، إلّا أنّ هذا لم يمنع وجود يومٍ مخصص يحتفل فيه العاشقون بأحبّتهم. لعيد الحب أسماءٌ مختلفة، فهو عيد الحب وعيد العشّاق وعيد الفالنتاين، وسُمي بعيد الفالنتاين نسبةً إلى القدّيس فالنتاين، وقد وردت في شأنه الكثير من الأساطير التي تروي قصص الحب والعشق والتضحية في سبيله والموت فداءً للحبيب، وعيد حب عيدٌ ذو جذورٍ قديمة لا دينية ولا سياسية، يحتفل فيه العاشقون بحبّهم، ويُعبّرون فيه عن وفائهم وإخلاصهم لمن يُحبّون، وعلى الرغم من أنّ فكرة هذا العيد قد تبدو غير مهمة للبعض، إلّا أنّ العشاق في جميع أنحاء العالم يحتفلون فيه وينتظرونه بفارغ الصبر ليعترفوا فيه بالحب ويتبادلون هداياه وتهانيه مع من يُحبّون، حيث يكون اللون الأحمر هو سيّد الألوان في يوم عيد الحب، وتنتشر فيه الورود الحمراء والهدايا المغلفة باللون الأحمر، ويرتدي فيه العشاق ثيابًا حمراء، لأنّ اللون الأحمر هو لون الحب والعشق، وتعبيرٌ عميقٌ عنه.
عيد الحب يُعد عيد الحب يوماً يُعبِّر فيه المحبون عن عاطفتهم تجاه بعضهم، ويُعرف عيد الحب باسم عيد القديس فالنتاين، الذي يُصادف تاريخ الرابع عشر من شباط، وتأتي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا على قائمة الدول التي تحتفل بهذا اليوم بالإضافة إلى دول أخرى مثل كوريا الجنوبية والمكسيك والأرجنتين، وفي دولة الفلبين أيضاً التي تتجسد فيها ذكرى عيد الحب بين الأزواج والأحبة والأقارب والأصدقاء. قصص عيد الحب ليوم الحب عدد من القصص والأساطير المختلفة، التي سنذكر قصتين منهما فيما يلي: العهد الروماني يعود تاريخ يوم الحب إلى العهد الروماني عندما كان يُقام إحتفال للخصوبة فيه وذلك تكريماً للآلهة جونو، التي تُعبِّرعن ملكة الآلهة، وآلهة المرأة، والزواج وكان يسبق يوم هذا الإحتفال تاريخ الرابع عشر من شباط التي كانت فيه النساء يكتبن رسائل الحب ويضعنها في جرة كبيرة، ثم يأتي دور الرجال في سحب رسالة واحدة من الجرة، ثم يتم البحث عن كاتبة الرسالة، واستمرت هذه التقاليد حتى القرن الثامن عشر.
عيد الحُب يحتفلُ عددٌ كبيرٌ من النّاس في الرابع عشر من شهر شباط من كل سنّة بعيد الحُب، فيتبادلون البطاقات، والهدايا، والورود ذات الألوان المُتعددّة، وخصوصاً الورود الحمراء، ومُختلف أنواع الحلويّات مع أحبابهم وعُشاقهم، للتّعبير عن الحُب الذي يشعرونَ بهِ تجاه أحبابهم، فأصبح هذا العيد كباقي أعياد السّنة، يحتفلُ فيه النّاس، بالحُب، والعاطِفة، ويفرحونَ بقدومهِ، ويبذلون أموالَهم، وطاقاتِهم لإثبات حبّهم لعُشاقِهِم، وأحبابهم، فتغزو الهدايا المُتنوّعة الشوارع والمحال التّجارية، ويصبِح اللّون الأحمر هو اللّون الطاغي في كُل مكان.تاريخ عيد الحُب تتعدد الروايات فيما يخص تاريخ عيد الحب، فيما يعتقد غالبية الباحثين أنّ القدّيس فالنتاين كان كاهناً، وقد تسبب في استياء الإمبراطور الرومانيّ كلوديوس الثاني في عام 270م تقريباً، وبعد ذلك نشأت بعض الأساطير عنه، ومنها: ذكرت إحدى الأساطير أنّ كلوديوس قام بحبس فالنتاين، فوقع الأخير في حبّ ابنة سجانه، وقام بإرسال رسالة لها موقّعةً باسمه (from your Valentine)، مما تسبب في إعدامه. تعتبر الأسطورة التي تقول إنّ فالنتاين لا يدل على الحب العاطفيّ بل الحب المسيحيّ القصة الأكثر منطقيةً؛ حيث تزعم القصة بأنّه قُتل بعد أن رفض ترك دينه. أشارت إحدى الأساطير إلى أنّ كلوديوس منع زواج الشبّان؛ ظنّاً منه أنّ ذلك يشتّت الجنود، وقد بدأ فالنتاين بتزويج الشباب سراً إلى أن قُبض عليه وأُعدم في الرابع عشر من شباط.هدايا عيد الحب كان المتحابون يتبادلون الرسائل في القرن السادس عشر الميلادي، وفي نهاية القرن الثامن عشر باتوا يستخدمون البطاقات المطبوعة تجارياً، كما كانو يتبادلون صور كيوبيد إله الحب الروماني إلى جانب القلوب التقليدية، كما تبادلوا الهدايا التقليدية أيضاً؛ كالحلوى، والورود الحمراء التي تُعبّر عن الجمال والحب، ومن جانب آخر، تُعتبر الطيور رمزاً لعيد الحب؛ فقد ساد الاعتقاد قديماً أنّ موسم تزاوج الطيور يبدأ في منتصف شهر شباط.
إرسال التعليق