عقب مناظرة الخشت والطيب
د/حاتم العوني الأستاذ بجامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى السعودي في حوار خاص
– التراث لا يعد عقبة أمام تطوير الخطاب الديني والذين يطالبون بهدمه لا يفقهون في الدين شيئا .
– لا نخاف من الشيعة أو التشيع ولكن نرفض آراء المتطرفين من الجانبين السني والشيعي والذي يكفر كلا منهما الآخر .
أعادت المناقشة التي تمت بين شيخ الأزهر احمد الطيب والمستشار الخشت رئيس جامعة القاهرة في مؤتمر الأزهر الاخير الجدل حول تطوير الخطاب الديني ، فبينما أتهم التيار العلماني شيخ الأزهر والمؤسسة الأزهرية بالجمود والعجز عن تطوير الخطاب الديني دافع رجال الدين والتيار الاسلامي عن موقف شيخ الأزهر مؤكدين أن التجديد يجب ان يتم من خلال المتخصصين فضلا عن إهمال التراث يؤدي إلي هدم الهوية الإسلامية، وفي ظل الجدل الدائر حول تلك القضية أدلى د/ حاتم العوني الأستاذ بجامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى السعودي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره حول تلك القضية وعدد من القضايا الأخرى التي تهم العالم الإسلامي وفيما يلي نص الحوار :
– نريد أولا أن نعرف وجهة نظرك حول الجدل الذي دار مؤخرا بين شيخ الأزهر احمد الطيب والمستشار الخشت رئيس جامعة القاهرة حول تطوير الخطاب الديني والتمسك بكتب التراث ؟
لا أدري ما الذي جعل بعض المثقفين يظنون أن التجديد لا يتم إلا بنبذ التراث والذي يعتبرونه عقبة أمام تجديد الخطاب الديني وهؤلاء لا يعرفون التراث حق معرفته ولا كلفهم أحد بمعرفته وهؤلاء هم جهلة لا يفقهون في الدين شيئا ويتصورون أن تجاوز التراث أمرا ممكنا رغم إنه أثقل من الجبال ويستحيل تجاوزه ومن أمثلة ذلك كتاب صحيح البخاري نرى أن كل من هاجمه فضحه الله وخذله وبقي البخاري كما هو .
– وهل ترى أن الليبرالية والمنتسبين إليها يعدان خطرا على الإسلام ؟
الليبرالية بمفهومها الغربي تتناقض مع الإسلام لأنها لا تؤمن بالدين ولا بسلطة الشريعة وبالتالي فإن المنتمين لهذا الفكر يشكلون خطرا على الإسلام يجب التصدي له وتفتيت آراءه إلا أن هناك طائفية تؤمن بأن الليبرالية لا تتناقض مع الدين ولهم تفسيرهم الخاص لها وهم أكثرية في بلادنا ولاشك أن المغالاة فى الدين دورا في وجود تلك الطائفة لأنهم شوهوا صورة الدين مما أعطى الفرصة للمنتسبين لليبيرالية أن يفسروا الدين من خارجه وبفهمهم الخاص للدين .
– وما هو مفهومك لتطوير الخطاب الديني ؟
لا شك أن هناك أخطاء يجب الاعتراف بها موجودة في بعض كتب التراث يجب تنقيتها لأنها تعد من التراث الإجتهادي بعيدا عن الكتاب والسنة وتصحيح تلك الأخطاء تتطلب وجود علماء حقيقيين لديهم فقه في العلوم الشرعية لمخاطبة المتطرفين باللغة التي يفهمونها وهذا يحتاج إلى تعاون الجهات الرسمية ووسائل الإعلام لأن الأمر لا يتوقف فقط على جهود المؤسسات الدينية .
– ولكن البعض يحمل الخطاب الديني مسئولية التحديات التي تواجه الأمة. فما مدى صحة ذلك؟
هذا ظلم للخطاب الديني لأن هناك خطاب ديني معتدل ومتطور يتماشى مع التطورات الراهنة وهنا أحب أن أشيد بالدور الذي يلعبه الأزهر في هذا المجال من خلال الخطاب الديني المعتدل الذي يحمله علمائه .
– وهل يتطلب الأمر التصدي لفضوى الفتوى التي انتشرت مؤخرا من بعض غير المختصين وعقد مؤتمر إسلامي لمواجهتها ؟
بالقطع يجب التصدي لتلك الفتاوى من خلال إصدار تشريعات تجرمها من جانب غير المختصين كما أن عقد مؤتمر إسلامي بخصوص الوصول إلى فتاوى موحدة بالنسبة للقضايا الهامة والتصدي لتلك الفتاوى أمر ضروري في الفترة الحاليةوالمهم ان تنفذ التوصيات التي تصدر عن تلك المؤتمرات لأن هناك الكثير من التوصيات لم تنفذ .
– هناك انتقادات توجه أيضا إلى الصوفيين بسبب بعض الممارسات التي تتنافى مع الدين . فما هي وجهة نظرك ؟
أعتقد أن تلك الممارسات تنتشر فقط بين الاوساط غير المتعلمة ولكن الأوساط المتعلمة والمثقفة لا تقدم على تلك الممارسات فالعلم والثقافة كفيلان بمناهضة تلك الممارسات .
– وهل ترى أن الشيعة المدعومين من جهات خارجية كأيران يشكلان خطرا على الإسلام؟
نحن لا نخاف من الشيعة أو التشيع ولكننا نخشى فقط من التطرف بجميع صوره والذي تستغله بعض الجهات الخارجية لنشر الفتن في العالم الإسلامي وهو أمر يمكن أن يلحق أكبر الضرر بالدول والشعوب الاسلامية .
– قاد الأزهر منذ عشرات السنين محاولة التقريب بين السنة والشيعة . فما هي إمكانية تحقيق ذلك ؟
التعايش والتقارب بين السنة والشيعة أمر مقبول إذا كان الغرض منه قبول كل طرف للطرف الآخر وعدم الاعتداء أو محاولة تغيير المبادئ بالإكراه فهذا أمر غير مقبول كما أن تكفير الغلاه من الطائفتين للطرف الآخر يعد جريمة كبرى مهما اختلفنا معه ما داموا معذورين بجهل .
– وما هي رؤيتك للحوار الإسلامي المسيحي ؟
يجب أن ينطلق هذا الحوار من نقطة معينة وهي أن لا يحاول كل طرف توجيه اتهامات لدين معين أو محاولة تغييره وأن يركز الحوار على القواسم المشتركة من أن الإسلام والمسيحية دينان يدعوان إلى السلام ونبذ الكراهية والعدوان ولاشك أن وجود قيادات على مستوى عالي من العلم كشيخ الازهر وبابا الفاتيكان كفيل بأن يأتي هذا الحوار ثماره المرجوة .
– في النهاية ما هي رؤيتك لخروج الأمة من كبوتها ؟
الأمر يتطلب وجود قيادات سياسية ودينية قادرة على إخراج الأمة من تخلفها الثقافي والعلمي والذي كان نتاج تراكمات أخطاء سابقة .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق