في ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي الكبير/مصطفى أمين يكشف اخطر الأسرار عن حياته ورحلته الصحفية في آخر حوار له قبل رحيله
رغم مرو قرابة مائة وستة عشر عاما على ميلاد الكاتب الصحفي مصطفى أمين والذي ولد في 21 فبراير عام 1914 إلا إنه سوف يظل علامة بارزة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية ، فلقد أسس هو وأخيه علي أمين دار أخبار اليوم والتي اصبحت في عهده واحدة من أكبر وأبرز الصحف المصرية والعربية بفضل مهنيته العالية التي طبقها في عمله الصحفي بفضل دراسته لمهنة الصحافة على أسس علمية في الولايات المتحدة وعاد ليطبق دراساته في الصحافة بعد عودته إلى مصر . ولم تكن شهرة مصطفى أمين نابعة فقط من مهنيته العالية في مجال الصحافة بل نابعة أيضا من تاريخه الوطني لأنه نشأ في بيت الأمة الذي قاده سعد زغلول وزوجته صفية زغلول وفي هذا البيت تشبع بالوطنية وساهم بقلمه للدفاع عن حرية مصر في مواجهة الإحتلال والدفاع عن الحق غير عابث ببطش السلطة مهما كانت سطوتها ولقد دفعته تلك المواقف إلى دخوله السجن في عهد عبد الناصر بعد اتهامه بالتجسس لحساب الولايات المتحدة وهي التهمة التي نفاها ، وخلال سنوات السجن كتب أجمل رواياته التي جسد فيها معاناته داخل السجن والتعذيب الذي تعرض له ، كما تم إيقافه عن الكتابة في عهد السادات بعد انتقاده لبعض قراراته المقيدة للحريات ، وعندما عاد إلى عمله مرس حياته لعمله الصحفي حتى الرمق الأخير من حياته .
وقبل وفاته بعدة أشهر أجرينا اخطر حوار معه والذي كشف فيه أخطر الأسرار عن رحلته في مجال الصحافة والسياسة وتحدث خلال الحوار عن علاقته بعبد الناصر واللقاء الأول معه عندما أتلقى به في منزل كوكب الشرق أم كلثوم والتي كانت تربطه صداقة وطيدة معها وخلال اللقاء والذي جاء للاحتفال بأبطال معركة الفالوجة والتي كان عبد الناصر أحد أبطالها أكتشف مصطفى أمين خلال لقائه مع عبد الناصر إنه الرجل القوي والمفجر الحقيقي للثورة حيث لاحظ أن له مهابة وسط زملائه الذين شاركوه في ثورة يوليو وعندما سأله عن أسباب عدم مشاركته زملائه قال إنه لا يحب هذا الأسلوب، وعند الحوار معه لاحظ أنه كان حريص على الإنصات أكثر من أن يتكلم وكان دائم السؤال عن رؤيته عن الأوضاع في مصر ، وعن وتوقعاته عندما قامت الثورة وأعلن أن محمد نجيب كان قائدها توقعت في مقال كتبته أن عبد الناصر هو الرجل القوي في الثورة وقد تحقق ذلك وكشف مصطفى أمين أن عبد الناصر تنبآ بأن السادات سوف يكون خليفة له لأنه سياسي وكان يتجنب الصدام معه حتى لا تتم إقالته كما حدث مع زملائه ، وعن اتهامه وسجنه في قضية التخابر مع الولايات المتحدة نفى مصطفى أمين تلك التهمة مؤكدا أن عبد الناصر هو الذي كلفه بالإتصال بالولايات المتحدة إلا أن محمد حسنين هيكل دبر مكيدة للإيقاع به حتى يصبح الصحفي المقرب لعبد الناصر بعد أن كان هو المقرب منه وأضاف أن هناك العديد من الاصدقاء كانوا يزورونه في السجن ابرزهم عبد الحليم حافظ والصحفي اللبناني سعيد فريحة كما كان هيكل يزوره احيانا إلا إنه بعد انتهاء الزيارة كانت معاملة سجانيه تسوء ورغم أن عبد الناصر سجن مصطفى أمين إلا إنني لاحظت أنه يكن له كل احترام ولم يشكك في وطنيته وقال أن عبد الناصر زعيم لن يوجد مثله بالزمان في وطنيته إلا أنه كان ضحية وشاية هيكل ، في السياق ذاته كشف مصدر بالمخابرات رحل منذ سنوات في تصريحات خاصة عن حقيقة التعذيب الذي تعرض له مصطفى أمين في السجن وحقيقة التهمة الموجهة إليه أكد المصدر أن وقائع تلبس مصطفى أمين بالتجسس صحيحة كما نفى تعرضه للتعذيب داخل السجن مؤكدا إنه كان شبه محدد الإقامة وتصله كافة احتياجاته إلا أن مصطفى أمين بحكم مهنته اراد ان يصنع دور البطولة والظلم الذي تعرض له في رواياته كوسيلة للدعاية وترويج تلك الروايات .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق