مريم رجوي: يجب القيام بحماية الشعب الإيراني وصحته وأمنه ومستقبله- كارثة كورونا في إيران
على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان و… إدانة نظام الملالي لإصراره على كتمان الحقائق في انتشار فيروس كورونا وتعريض حياة المواطنين الإيرانيين وفي بلدان أخرى للخطر
أيها المواطنون الأعزاء،
أيها المضحّون من أطباء وممرضين!
في هذه الأيام المريرة التي أدى فيها انتشار فيروس كورونا إلى تعريض حياة المواطنين للخطر بسبب الكتمان المتعمّد والتباطؤ الإجرامي للملالي، أدعو جميعكم إلى تضامن وطني لمنع انتشار المرض وحماية أرواح المواطنين، وإبداء المعارضة والاحتجاج ضد هذا النظام المعادي للشعب.
وأتقدم بأحرّ التعازي للعوائل الثكالى وأسأل الله الشفاء العاجل لجميع المصابين.
وأحيّي الأطباء والممرّضين والممرّضات الذين ضحّوا بحياتهم في رعاية المرضى والمصابين. إن هؤلاء الممرّضين والممرّضات يخاطرون بحياتهم بينما تم استلاب حقوقهم الأساسية ونهبها من قبل الملالي منذ سنوات عديدة، فنحن نرى أنفسنا مدينين لهؤلاء الرجال والنساء المضحّين.
كما نبعث بتحياتنا إلى أنصار منظمة مجاهدي خلق وأعضاء معاقل الانتفاضة الذين هبّوا لمساعدة المرضى فاصيبوا بفيروس كورونا وضحّوا بأرواحهم في هذا المضمار.
إبقاء المجتمع الإيراني في عتمة من الواقع بخصوص انتشار فيروس كورونا، والامتناع عن اتخاذ أي تدابير لاحتواء كورونا في الوقت المناسب، جاء بناء على أمر من خامنئي حتى يستطيع إقامة مسرحية الانتخابات ومهزلة احتفالهم بمناسبة يوم 11 فبراير (ذكرى الثورة ضد الشاه).
الجلّاد الذي بنى نظامه منذ البداية على التعذيب والإعدام والحروب والنهب، يتلاعب الآن بحياة 83 مليون مواطن إيراني. وقال بوقاحة وقساوة بأن الآخرين جعلوا من هذا المرض ذريعة لتقويض الانتخابات، وادّعى بصلافة أن فيروس كورونا ليس شيئاً كبيرًا!! و زعم أن نظامه أخبر المواطنين بشفافية حول الفيروس منذ اليوم الأول!.
واليوم، وبعد مصرع أكثر من 1800 مواطن، لا يزال الملالي لا يفصحون كيف ومِن أين انتشر الفيروس في مدينة قم؟ ولا يقولون لماذا لم تتوقف رحلات طيران «ماهان إير» المملوكة لقوات الحرس من وإلى الصين حتى يومنا هذا. كما كلّف خامنئي قوات الحرس ووزارة الاستخبارات وأجهزة القمع الأخرى لمنع أي كشف محتمل للأعداد الفعلية للمصابين والضحايا.
هذا المرض يقصم ظهور الفقراء والعمال والكادحين أكثر من الآخرين. أولئك الذين يتضورون جوعًا من الفقر في القرى. وسكان العشوائيات البالغ عددهم 20 مليون على الأقل وهم أهداف لهذا المرض في بيئات ملوثة.
يمكن ملاحظة مدى فظائع نظام ولاية الفقيه وجرائمه في ترك مئات الآلاف من السجناء بلا مَناعة ضد الفيروس.
من ناحية أخرى، لم يعرّض الملالي حياة المواطنين الإيرانيين في المحافظات الـ31 للخطر فحسب، بل أصبحوا أيضًا بؤرة لنقل الفيروس إلى أجزاء كبيرة من العالم. وهذا هو الوجه الآخر لعملة إشعال الحروب وتصدير الإرهاب من قبل الملالي من أجل الحفاظ على سلطتهم المشؤومة.
أيها المواطنون الأعزاء،
إن ما يجعل بلادنا شديدة التعرض للأمراض والكوارث الطبيعية هو ديكتاتورية وحشية نهبت ثروات الشعب ولا تتورع عن ارتكاب أي جريمة للحفاظ على حكمها المشين. نظام دمّر البنيى التحتية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية. وحقاً كيف يمكن لبلد يتضور جوعاً أكثر من 12 مليون من أبنائه، ويعيش ما يقرب من 60 مليون تحت خط الفقر المطلق، البقاء على قيد الحياة مقابل انتشار المرض؟ في الوقت الذي يتم فيه تخصيص معظم ثروات البلاد لقوات الحرس الداعم لحكم خامنئي أو يتم صرفها على نشر الحروب وإراقة الدماء في سوريا والعراق واليمن والبلدان الأخرى.
جرائم الملالي في قضية فيروس كورونا هي الوجه الآخر لعملة المجزرة الكبيرة التي ارتكبوها خلال انتفاضة نوفمبر الماضي. عندما تتعرض سلطتهم للخطر فلا يرحمون الصغير والكبير. إن صور الأطفال الذين استشهدوا على يد قوات الحرس في نوفمبر الماضي جرحت ضمير الإنسانية المعاصرة.
جاء في تقرير صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية عن انتفاضة نوفمبر الماضي: قُتل ما لا يقل عن 23 طفلاً على أيدي قوات الأمن في احتجاجات نوفمبر، وتم تسليم الجثث ملفوفة في أكفان إلى العوائل قبل دقائق من الدفن. بالطبع، بشرط أن تبقى الأسر صامتة.
تبذل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران قصارى جهدها لمنع الإعلان عن عدد شهداء الانتفاضة. وأعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في الأسابيع والأشهر التي تلت الانتفاضة أسماء 755 شهيدًا، بمن فيهم أطفال استشهدوا، وذلك لإحباط مؤامرة الملالي وإصرارهم على التستر والكتمان. وهنا، أدعو جميع المواطنين، وجميع الأمهات الثكالى وجميع أقارب شهداء انتفاضة نوفمبر وأصدقائهم ورفاقهم في النضال، إلى الإعلان عن أسماء هؤلاء الشهداء وإطلاع الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان على ذلك بأي طريقة يمكنهم.
أيها المواطنون الأعزاء، والشباب الغيارى، والطلاب الواعون المناضلون!
كما قال مسعود رجوي قائد المقاومة، فإن صراع الشعب الإيراني مع كورونا هي جزء من الحرب المصيرية ضد خامنئي ونظام ولاية الفقيه الدجّال عدو الإنسانية.
لا توجد ذرة من الإنسانية لدى الملالي الحاكمين ولا الولاء لإيران أو الإسلام، فهم لا يريدون ولا يستطيعون حماية مصالح إيران الوطنية.
اليوم، ليس فقط حرية الشعب الإيراني، ولكن أيضًا صحته وحياته وإنقاذ الاقتصاد والحفاظ على كيان إيران مرهون بإسقاط هذا النظام. كما أن تحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم واحتواء الكوارث الطبيعية، رهن لتغيير هذا النظام. لذلك في هذه اللحظة الخطيرة من تاريخ وطننا، أؤكد على بعض النقاط:
1. صبّوا جام غضبكم على النظام. إبداعات الشباب، وخاصة الطلاب، تشق الطريق وتزيل المآزق. علينا أن ننهض بأنفسنا للدفاع عن حماية البلد والمجتمع وصحته وأمنه ومستقبله. يجب علينا إبداء النفور من هذا النظام وإثارة الاحتجاج والإضراب إلى أقصى حد ممكن.
2. يجب انتزاع الإمكانات الصحية والطبية من احتكار قوات الحرس التابعة لخامنئي والأجهزة التابعة لمكتبه ووضعها تحت تصرّف المواطنين وتحت رعاية الأطباء والممرضين الشرفاء الأحرار.
3. يجب على أنصار منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وأعضاء معاقل الانتفاضة، ومجالس المقاومة والمجالس الشعبية أن يهبّوا لمساعدة المصابين ورعايتهم وإنقاذ حياة المواطنين مع الأخذ في الاعتبار الكامل معايير السلامة وبالتزوّد بالمعدّات الصحّية. هذا التعاطف والتضامن الوطني جزء من معركتنا ضد نظام ولاية الفقيه المشؤوم.
4. أدعو عموم المواطنين إلى نشر أخبار كارثة كورونا بأي طريقة ممكنة، وخاصة عدد وأسماء القتلى و ذلك لإفشال مؤامرة النظام للتكتم على الحقائق.
5. على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان والهيئات الدولية الأخرى ذات الصلة أن يدينوا نظام الملالي لإصراره الإجرامي على كتمان الحقائق فيما يخص انتشار فيروس كورونا وتعريض حياة المواطنين الإيرانيين والمواطنين في بلدان أخرى للخطر. نريد أيضًا اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة السجناء وصحتهم خاصة السجناء السياسيين المعرّضين للحرمان والضغط المضاعف ومنع وقوع كارثة إنسانية كبرى.
أسأل الله تعالى معافاة الشعب الإيراني من المرض وإنقاذه من فيروس ولاية الفقيه وجعله محروسًا ومحفوظًا بصحة وعافية
التحية للشعب الإيراني وأدعو له العافية.
إرسال التعليق