مع تفاقم أزمة سد النهضة
د/ محمد نصر علام وزير الري السابق في أخطر حوار
— أثيوبيا تهدف إلى كسب الوقت وفرض الأمر الواقع للتحكم في مياه النيل الأبيض والأزرق .
– السودان أصبح ورقة في يد أثيوبيا والمفاوض السوداني لا يراعي مصالح السودان نفسه .
– لا يجب استبعاد الخيار العسكري كأحد الأوراق التي يمكن استخدامها في حالة وصول الحلول السلمية إلى طريق مسدود .
تفاقمت أزمة سد النهضة عقب انسحاب أثيوبيا من مفاوضات واشنطن ورفض السودان التوقيع على الإتفاق الذي تم التوصل إليه ، ومع استمرار التعنت في الموقف الأثيوبي والذي يهدد بأندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة أدلى د/ محمد نصر علام وزير الري السابق بحوار شامل تناول فيه وجهة نظره تجاه تلك الأزمة وتداعياتها وفيما يلي نص الحوار :
– نريد أن نعرف أولا أبعاد الموقف الأثيوبي والأسباب التي دفعته إلى الإنسحاب من الجولة الأخيرة في واشنطن حول سد النهضة ؟
أثيوبيا تريد التسويف وكسب الوقت لفرض الأمر الواقع بهدف التحكم في مياه النيل الأزرق وإن المفاوضات ما هي إلا إنعكاس لميزان القوى ولقد كان الموقف حتى عام 2011 في صالح أثيوبيا ولكنه يميل الأن بصورة مؤثرة إلى جانب المفاوض المصري .
– وهل تقف دول معينة وعلى رأسها إسرائيل وراء أثيوبيا للضغط على مصر لتوصيل المياه إلى إسرائيل؟
لا شك أن هناك دول معينة كاسرائيل تحاول الإضرار بالأمن القومي المصري ولاشك أن الزيارات التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل إلى بعض الدول الأفريقية تدخل في هذا الحوار ولا أعتقد أن مصر يمكن أن توافق على بيع مياه النيل لإسرائيل لأن ذلك يمس الأمن المائي المصري ويعرض مصالح الشعب المصري للخطر .
– وما هو تفسيرك للموقف الأمريكي ؟
أمريكا تدخلت في المفاوضات بناء على طلب الأطراف الثلاثة وليس كوسيط ووضعت صيغة توافقية بعد أخذ ملاحظات الأطراف الثلاثة وبالتالي فإن الإتفاق الذي وضعته جاء متوازنا خيث أبدت مصر موافقتها الفورية على هذا الإتفاق بينما طلبت أثيوبيا مهلة من الوقت لدراسته بدعوى إنه يحتاج إلى حوار داخلي وأرى أن تدخل الولايات المتحدة وقبولها ان تكون مراقبا لهذه المفاوضات يرجع إلى رغبتها إلى عدم السماحولقوى دولية أخرى منافسة لها كالصين وروسيا في الأزمة لأنها تعد قضية حيوية إلا أنه يجب على الولايات المتحدة وبعد انسحاب أثيوبيا من المفاوضات الضغط على الجانب الأثيوبي ومعرفة هدفه من الجمود في المفاوضات .
– وما تفسيرك للموقف السوداني المنحاز لاثيوبيا؟ وتأثيره على الموقف المصري ؟
للأسف الموقف السوداني عليه علامات استفهام رغم أن الموقف الأثيوبي يضر السودان نفسه ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في حالة قيام أثيوبيا بملئ السد دون إتفاق فإن السودان سيضطر إلى رفع المياه من النيل الأزرق للزراعة وهذا يحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة كما ستتأثر صناعة الطوب بعد توقف الطمي فضلا على أن نقص الطمي سوف يؤثر بشدة على سلامة السدود السودانية التي تعتمد على الطمي فضلا على أن مياه سد النهضة سوف تغمر كمية كبيرة من الغابات مما سوف يؤدي إلى تحللها وسوف تؤثر كذلك بالسلب على الثروة السمكية ولو حدث انهيار لسد النهضة فإن الشعب السوداني سوف يتأثر بأكمله ومن المؤكد أن أثيوبيا تستخدم ورقة السودان ضد مصر وهو ما أتضح جليا من تحفظ السودان على قرار الجامعة العربية المؤيد لمصر في مفاوضات سد النهضة ولاشك أن الموقف السوداني سوف يؤثر على الموقف المصري خاصة في حالة لجوء مصر للمنظمات الدولية كمجلس الأمن .
– وهل يمكن أن تقدم مصر تنازلات في ملف سد النهضة للوصول إلى إتفاق ؟
تقديم تنازلات متبادلة من الجانبين لن يحقق أمن مصر المائي لأن مصر تعاني شح مائي حاليا وأي تنازلات جديدة سوف تؤثر بالسلب على الحصة السنوية المعتادة مما سوف يؤدي إلى بوار آلاف الأفدنة فضلا عن نقص كبير في كهرباء السد العالي قد يصل أحيانا إلى توقف كامل لمحطة السد .
– وما هي البدائل أمام مصر لمواجهة قيام أثيوبيا بملئ وتشغيل السد قبل التوصل إلى إتفاق؟
يجب علينا أن ندرك أنه حتى مع جمود المفاوض المصري والحد من التنازلات التي يقدمها فإن مصر سوف تواجه ندرة مائية يتحتم عليها القيام بعدد من الإجراءات مثل الحد بشكل مؤثر من زراعة الأرز وقصب السكر وتطوير الري وترشيد مياهه في الدلتا والوادي وتطوير بنية الري التحتية وتغيير استراتيجيتنا في إستغلال واستثمار مياهنا ، وحتى لا نصل إلى هذا الموقف يجب علينا استخدام كافة السبل للتعامل مع الموقف الأثيوبي منها مطالبة العرب باستخدام سلاح استثمارانهم في أثيوبيا والتواصل مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية لعدم تمويل أي شيئ في أثيوبيا ومنع مرور السفن الإثيوبية في قناة السويس كما يجب عدم استبعاد الخيار العسكري لأن هذا الخيار هو جزء من قوتنا الشاملة .
حاوره/ مصطفى عمارة
Attachments area
إرسال التعليق