تآكل وعدم جاهزية المنظومة الصحية في الكيان الصهيوني لمواجهة الأوبئة..! اللواء د. محمد أبوسمره ـــ رئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر ــــ فلسطين المحتلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشفت قناة ( كان ) العبرية الرسمية ، يوم الإثنين 23مارس / آذار2020، عن فحوى ( تقرير مراقب الدولة متنياهو إنغلمان ) في الكيان الصهيوني ، حول ( استعداد الجهاز الصحي في البلاد ، وجهوزيته للتعامل مع إنتشار الأوبئة ومعالجتها ) ، وأوضح التقرير أنَّه : ( ينقص الجهاز الصحي أسرّة في المستشفيات وأجهزة للتنفس الاصطناعي) ، وكذلك أظهر التقرير : ( نقصًا حادًا في استعداد الجهاز الصحي للتعامل مع الأوبئة).
وبينت أعمال الرقابة التي أجراها مراقب الدولة ، أنه : ( في حال انتشار الوباء، فإنَّ أكثر من 150 ألف مستوطن سيضطرون للمكوث في المستشفيات لتلقي العلاج، وسيخضع أكثر من 25 ألف شخص للعلاج في وحدات العناية المركزة ، وسيحتاج اثني عشر ألفًا وخمسمائة شخص آخر إلى ربطهم بأجهزة التنفس الاصطناعي ، وفي حال انتشار وباء من هذا القبيل فإن الجهاز الصحي بحاجة إلى أكثر من 20 ألف سرير لاستيعاب المرضى وتقديم العلاج اللازم لهم ) ، ولاحظ المراقب أن : ( وزارة الصحة لم تضع خطة لسد النقص في الأسرّة وبالطواقم الطبية ، ووجد عيوبًا جمة تعتري النشاطات المتعلقة ببحوث علم الأوبئة ) ، وأوصي ( وزارة الصحة ووزارة الحرب والجهات المعنية ، بوضع استراتيجية عملية من أجل التعامل بنجاعة متناهية مع حالة تنتشر فيه الأوبئة في البلاد) ، وفحص مراقب الدولة العبرية جاهزية وزارة الصحة في حال ( إنتشار إنفلونزا جائحة والحصبة في البلاد ) ، ورأى أنَّ على : ( الوزارة الاستعداد بما فيه الكفاية لأنه في حال انتشار أوبئة كهذه فمن المتوقع اصابة أكثر من مليون وربع المليون شخص بأمراض كهذه ، بينما مخزون الأدوية يكفي لحوالي 16% فقط من المرضى، وهناك نقص في مخزون اللقاح ضد وباء الحصبة ، ولم تقم الوزارة بتعبئة المخزون عندما تفشت العدوى في البلاد عام 2018).
وحسب القناة العبرية الرسمية ، فقد أظهر تقرير المراقب ، أنَّ : ( عملية تطبيق وفرض القوانين غير كافية ، ولا تلبي الاحتياجات المطلوبة ضد رافضي أخذ التطعيمات ضد الأوبئة ، وأن الوزارة لم تقم بنشاطات كافية لتشجيع السكان على أخذ التطعيمات ضد الأوبئة).
وتم نشر هذا التقرير بالتزامن مع إتساع رقعة انتشار وباء ( فيروس كورونا) في فلسطين المحتلة والعالم، رغم أنَّه لا يتطرق إليه ، وتحدث عن الفترة التي سبقت أزمة تفشي ( فيروس كورونا( .
وفي نفس السياق ، أوضحت ( القناة العبرية السابعة ) ، أنَّ تقرير مراقب الدولة في الكيان الصهيوني ، كشف أنَّ : ( النظام الصحي في إسرائيل غير مهيأ لمواجهة إنتشار أي وباء فيروسي ) .
وقالت القناة ، أنَّ : ( هناك سيناريو متوقع بإصابة 2.2 مليون شخص في إسرائيل ــــ مايعادل 25 % من السكان ـــ بفيروس كورونا ، وستزداد أعداد الإصابات على مدى 8 أسابيع تقريباً، ودخول حوالي 150 ألف مصاب للمستشفى، وسيحتاج 25 ألف مصاب للعناية المركزة ) .
ومن ناحيتها كشفت ( القناة 12 العبرية ) ، أنَّ وزارة الحرب الصهيونية ( شكَّلَت طواقم خاصة تعمل على تطوير ابتكارات تكنولوجية ستستخدم لمكافحة انتشار فيروس “كورونا” ، وتتعاون أيضًا طواقم مكونة من خبراء في الجيش الإسرائيلي و”الموساد” والصناعات الأمنية وعالم الـ”هاي تيك” وأكادميين وباحثين،على تطوير برمجة حاسوب تعمل بواسطة تقنية الاتصالات المعيارية لنقل البيانات ال”بلوتوث” وشبكة إنترنت لاسلكية) .
وكشفت وسائل الإعلام العبري عن مخاوف شديدة لدى قادة وأجهزة العدو الصهيوني ، من تحوّل الكيان الصهيوني إلى : ( إيطاليا الشرق الأوسط بسبب سوء الإدارة وسوء توزيع المعدات الطبية ، وخشية وزارة الصحة الإسرائيلية من انهيار الأوضاع ، ولهذا فقد طالب القيادة السياسية بفرض حظر التجوال ومنع عودة الإسرائيليين من الخارج ، وفصل المناطق عن بعضها البعض )..
وأكدت وسائل الإعلام العبري أنَّ : ( المكابرة لن تفيد ) ، وأكدت أنَّه من المتوقع أن يعلن رئيس وزراء العدو المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو : ( المزيد من الإجراءات الصارمة في إطار مسابقته الزمن قبل انهيار الأوضاع ، وانتشار الوباء وسط عشرات الآلاف من الإسرائيليين ) .
ومن ناحية أخرى ، كشف المتحدث باسم الجيش الصهيوني ، عن : ( عودة وفد عسكري مكون من 30 جندي من سلاح البحرية من ألمانيا، حيث أشرف سلاح الجو على إعادتهم من ألمانيا إلى إسرائيل ( ، وأوضح موقع صحيفة ( معاريف ) العبرية يوم الإثنين 23/3/2020 ، أنَّ ( الوفد وصل عبر طائرة عسكرية من نوع “رام”، وقام الجيش بإدخال جميع الجنود إلى الحجر الصحي بناءً على تعليمات وزارة الصحة ) ، وحسب ( معاريف ) فقد ( سافر الوفد العسكري إلى ألمانيا للتدرب على سفينة الصواريخ ” ساعر 6 ” ، التي من المتوقع أن تصل إسرائيل خلال العام الجاري) .
ونقل ( موقع والا ) العبري ، يوم الإثنين 23/3/2020، عن ( جميعة لأجل الجندي ) أنَّه وبسبب حجز عشرات آلاف الجنود والمقاتلين داخل قواعدهم العسكرية بسبب أزمة فايروس الكورونا ، فقد شهد ( الأسبوع الأخير تزايداً كبيراً في عمليات شراء الجنود عبر موقع الخلية للتجارة الالكترونية) ، وقالت لجمعية الصهيونية ، إنَّ : ( المكوث الطويل للجنود داخل القواعد العسكرية ، انعكس على نوع المشتريات التي يقبلون على شرائها إلكترونياً، حيث أنَّ هناك إقبال كبير من الجنود على شراء الملابس الداخلية).
ونقلت ( قناة كان ) العبرية الرسمية ، يوم الثلاثاء 24/3/2020 ، عن مصادر أمنية صهيونية ، قولها : ( يجب التعامل مع فيروس كورونا ، وكأننا في حالة حرب ، ونقل مسؤولية وقف إنتشاره من وزارة الصحة إلى وزارة الجيش) ، وأكدت المصادر الأمنية الصهيونية للقنة الرسمية ، على أنَّ : ( هذا ليس الوقت المناسب لإجراء التجارب ، ويتعين تكليف هيئة تتمتع بنظرة إستراتيجية وخبرة في اتخاذ قرارات مصيرية ومواجهة مشاكل لوجيستية يتعين تكليفها بإدارة أزمة كورونا) .
وبالتزامن مع هذه الأوضاع ، أعلن العميد هيدي زيلبرمان الناطق باسم جيش العدو ، صباح يوم الثلاثاء24/3/2020 ، أنَّ : ( سلاح الجو بدأ تدريبات مشتركة مع القوات الجوية الأمريكية في منطقة النقب ، وستستمر التدريبات حتى ظهر يوم الخميس 26/3 ، وهي تدريبات جوية فقط، ولن تشمل تحركات برية مشتركة مع القوات الأمريكية ، وذلك للحد من تفشي فايروس الكورونا في البلاد) ، وأشار زيلبرمان ، إلى أنَّ : ( التدريبات مخطط لها مسبقا، وأن السكان سيشعرون خلالها، بحركة نشطة لطائرات الحربية من طراز الـ F35) .
وحول الوضع والمأزق السياسي في الكيان الصهيوني في ظل الظروف الحالية، نقل موقع صحيفة ( يديعوت أحرونوت) العبرية ، مساء يوم الثلاثاء 24/3 ، عن وزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس ، قوله إنَّ : ( فايروساً خطيراً وعنيفاً أصاب المنظومة السياسية، في ظل انعدام الثقة والتقدير بين الكتل الحزبية ) ، وهاجم كاتس زعيم حزب كحول لفان بيني غانتس، متهماً إياه بأنَّه : ( السبب في إحباط مساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الأحزاب المختلفة ) ، مؤكداً أنَّ : ( الوضع الحالي سيجرنا نحو الذهاب إلى انتخابات كنيست رابعة بالرغم من الأزمة التي نعيشها بسبب مرض “الكورونا”، وتذكِّرنَا الحالة السياسية التي تعيشها إسرائيل الآن من التوتر الداخلي وتفشي الكراهية ، بالفترة التي كانت قبل “خراب الهيكل الثاني”)
إرسال التعليق