البكاء والمنطق نريد التوازن وعمل المطلوب
لا يزال هناك من الصالحين يتباكون على إغلاق المساجد و يتأسفون على هذا وهذا امر طيب رغم ان الاغلاق هو وضع استثنائي وهم في الحقيقة معذورون من الجهة المنطيقيه الدينية وعن رؤية عقلانيه ،
هنا نحتاج الى وقفه مع الذات ، حين ترى دموعهم تتباكى وقد تاهت عبر قنوات المنطق !! :
يتباكون على مساجد قد خوت من عمّارها موقتا ولا يبكون على مستشفيات خاوية من المعدات والأدوات الاساسيه التي تنقذ أرواح الانسانيه !!
يتباكون على مساجد أنفق عليها أموال طائلة في زخرفتها ونقوشها ، ولا يبكون على مصحّات تفتقر إلى أبسط أدوات الاسعاف !!
يتباكون على مساجد أكثرها ( لا كلها ) قد تعطلت رسالتها ، التوعوية والتثقيفية و لم يحسن خطباؤها الا تسويق الخطاب التجاري الذي هو شبيه بخطاب الجاهلين والمنافقين
حيث جاء الإسلام واستقر في أذهان المسلمين أن الدين دين الموت وليس دين الحياة و تغلل الفكر الإلحادي المادي في الأمة !!
نصرف على بناء المساجد ملايين الدولارات وهناك ماهو ابلع حاجه للبكاء الا وهو الكيان الأسري للفقراء لعمل لهم مشاريع صغيره تعينهم على حياه الكريمه.
يتباكون على مساجد قد حولها طغاة العرب إلى أبواق لهم لتسويق سياستهم الفاسدة الظالمة ، فصار كثير من اذنابهم الذي يقيمون على اداره المساجد وأماكن العباده ، وأخرين منهم في بلاد الغرب وأكثرهم عبارة عن سفراء وقناصل موازية ، تعمل على تكريس عروش الظلم والاستبداد في بعض بلاد المغرب العربي !!
لا يبكون على خلو بيوت الابطال والابرار و الصادقين الذين يقبعون في غياهب الزنازن ، لا لشيء إلا لأنهم قالوا كلمة حق عند سلطان جائر !!
لماذا البكاء فقط على بناء مساجد وهذا ممتاذ لكن لدينا الكثير من الحاحات المهمه مثل بناء البنيه التحتيه من مصانع ومؤسسات ومعاهد ومراكز تعليميه ثقافيه تربويه ومختبارات ابحاث تقنيه حتى نقيم الصالونات الخمس بالمساجد دون اي صراعات فكرية وفقهية من أنواع العلوم النافعة للانسانية كما كانت في عهد الأندلس !!
لماذا لايبكون على خلو كثير من جامعاتنا من الكفاءات و العقول النيره الذين تركوا البلاد وهاجروا بعد احتقارهم والاستخفاف بهم ، وتركهم للهجره الى دول الغرب وها نحن نقف عاجزين أمام كورونا لفعل أي شيء وكل ما نمتلك فعله هو ننتظر من علماء الغرب أن يمدونا بجرعة اللقاح لهذا لفيروس القاتل ..
فماارع قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال ( ألا تكسو الكعبة المشرفة وهناك بطون جياع مسلمين أولى من كسوه الكعبه أما أنا فلن أبكي لبكائكم ، وما بكائي الا على وضع أمتنا في كل وقت وخاصة في هذه المرحلة الخطيرة .
أعلم أن كلامي قاس و شديد على الذين تغلبهم العاطفة الدينية ، وممن لا يعجبهم هذا الطرح !!
بقلم د. بشير الايوبي
إرسال التعليق