مع تفشي وباء كورونا في إيران

مع تفشي وباء كورونا في إيران

د/ سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أخطر حوار

– عدد المصابين من فيروس كورونا في إيران يتراوح ما بين 700-800 الف مصاب والنظام الإيراني يحاول إخفاء الحقائق خوفا من رد الفعل الشعبي .
– الصين نقلت وباء الكورونا إلى إيران من خلال طائرة ماهان إير التابعة لقوات الحرس .

على الرغم من محاولات النظام الإيراني إخفاء الحقائق عن الأعداد الحقيقية لمصابي فيروس كورونا في إيران تجنبا لغضب الشعب الإيراني إلا أن المقاومة الوطنية الإيرانية وعبر لجانها المنتشرة في إيران حصلت على معلومات مؤكدة أن الأعداد الحقيقية لمصابي كورونا تتراوح ما بين 700-800 ألف مصاب ، وعن الأسباب الحقيقية لتفشي وباء الكورونا في إيران وتداعياته على الأوضاع الداخلية كان لنا هذا الحوار مع د/ سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وفيما يلي نص الحوار :

1- ما هي الأعداد الحقيقية لاصابات الايرانيين بفيروس كورونا؟ ولماذا تتكتم السلطات الإيرانية على الأعداد الحقيقية ؟

ج.. النظام أعلن اليوم أن عدد الإصابات 82211 شخصاً. لكن مركز التحقيقات التابعة لمجلس الشورى في النظام أعلن قبل ثلاثة أيام أن العدد الحقيقي للإصابات ما بين 8 إى 10 أضعاف ما يعلنه النظام بشكل رسمي. وبناءاً على هذا التقييم فإن عدد المصابين يصل إلى ما بين سبعمائةْ ألف إلى أكثر من ثمانمائة ألف شخص. وهذه النسبة أكّد عليها عشرات من عناصر النظام وكذلك من المحلّلين في الداخل وفي الخارج. الواضح أن العدد الذي يعلنه النظام بشكل رسمي لا يقبله أحد لا في الداخل ولا في الخارج. حتى رئيس مجلس بلدية طهران محسن هاشمي أعلن اليوم أن الأرقام المعلنة الرسمية غير حقيقية. لكن الموضوع الأهم هو عدد الوفيات النظام أعلن اليوم أن الوفيات وصلت إلى 5118 شخصاً، لكن منظمة مجاهدي خلق أعلنت اليوم أن العدد الحقيقي للوفيات تجاوز 32200 شخص. وإذا نظرنا إلى عدد المصابين الذي تؤكد عليه أوساط النظام وعدد الوفيات الذي أعلنته المنظمة نصل إلى حقيقة دامغة وهي أن إيران الملالي هو الأول في العالم في الخسائر البشرية في أزمة كورونا.
واسمحوا لي أن أذكر لكم عدد الوفيات من المواطنين الإيرانيين في بعض المحافظات الإيرانية:
محافظة طهران: 5350
محافظة قم: 2990
محافظة أصفهان: 2210
محافظة مازندران: 2120
محافظة خراسان الرضوي: 2560
محافظة خوزستان: 1390
محافظة آذربيجان الشرقية: 1120
محافظة جولستان: 1070
محافظة ألبرز: 1135
وفي المحافظات الأخرى أقل من ألف شخص.
مع ذلك يجب أن أؤكد بأن الأرقام التي تعلنها منظمة مجاهدي خلق هي القدر المتيقّن الذي حصلت عليه من خلال المعلومات المستقاة من المصادر الرسمية ومن الكوادر الطيبة في المستشفيات وكذلك من خلال شبكة مجاهدي خلق الواسعة والمنتشرة في مختلف مناطق إيران. لكن ليس هذا معناه أننا نحصل على جميع المعلومات، ولهذا السبب دائما نؤكد بأن هذه الأرقام هي الأقل الذي لا شك فيها.
استراتيجية النظام في هذا المجال مبنية على إخفاء الحقائق ولايريد كشف الحقيقة لأنه يخاف من ردّ الفعل الشعبي والانتفاضة ضده. لذا ترى أن النظام اعتقل حتى الآن مئات الأشخاص، من بينهم رؤساء المستشفيات الحكومية والأطباء المختصين لأنهم كشفوا سرّا في هذا المجال بنقل الحقائق. وفي المقابل المقاومة الإيرانية استخدم جميع إمكانيته لإيصال الحقيقة في هذا المجال أولا إلى أبناء شعبنا وثانيا إلى العالم.
لكن شيئا فشيئآ شاهدنا أن المسئولين في النظام بشكل أو بآخر أيدوا أرقام المقاومة. على سبيل المثال المسؤولة عن الصحة في بلدية طهران ناهيد خدا كرمي قالت قبل بضعة أيام بأن عدد الوفيات في مدينة طهران العاصمة ما بين 70 إلى أكثر من 100 يومياً؛ وهذا ما أعلنته المقاومة الإيرانية.

2- ما تعليقك على ما أعلنته وزارة الصحة الإيرانية أن أعداد المصابين بالكورونا قد انخفضت ؟
استراتيجية النظام في إخفاء الحقيقة مبنية على الكذب. إذن قبل كل إيضاح يجب القول بأن النظام يلعب بالأرقام ولا يمكن الاعتماد عليه. كل يوم تنزل عشرات المقالات في صحف النظام ومئات في شبكات التواصل الاجتماعي في رفض ما يقوله النظام في هذا المجال. كما أن منظمة الصحة العالمية أيضا وبعد عودتها من إيران أعلنت أن العدد الحقيقي في إيران خمس مرّات ما يعلنه النظام.
والسبب في اعتماد سياسة الأكاذيب هو خوفه من الانتفاضة الشعبية. ويكفي مراجعة أدبياته النظام هذه الأيام لنجد أن فرائصه ترتعد خوفا من عودة الانتفاضة. لأن النظام يعرف مدى عمق الغضب الشعبي تجاهه. وشاهدنا تفجّر هذا الغضب في انتفاضة نوفمبر.
إضافة إلى ذلك بعد عودة المواطنين إلى في طهران وفي المحافظات يحذّر جميع المختصين والأطباء بتفاقم الوضع وتزايد عدد المصابين والوفيات مرات أكثر من السابق.

3- وكيف تعاملت السلطات الإيرانية مع الأعداد المصابة؟ وما هي قدرتها على معالجة تلك الأعداد؟
حقيقة هناك صور ومشاهد مفجعة تدمي القلب بأن المواطنين يلفظون أنفاسهم الأخيرة على قارعة الطرقات. وهذا المشهد تكرّر مئات المرّات والعديد منها بالقرب من بوابات المستشفيات. كما أن المواطنين ينقصهم الحد الأدنى من الإمكانيات والمستلزمات مثل الكمامات والكحول وغيرهما، كما أن نسبة كبيرة من المواطنين لا يحظون بتأمين صحي. وإذا نقلنا إلى القرى والأرياف فلا يعرف أحد متى وكيف ماتوا من هذا الوباء. ومثل هذه الحالة لدى الشرائح المحرومة في عشوائيات المدن الكبيرة، حيث يقطنها أكثر من عشرين مليون شخص.

4- وهل تعامل السلطات الإيرانية مع الصين أدى إلى تزايد الوباء ؟

نعم هذا صحيح. الحقيقة هي أن الصين كانت ولاتزال الطرف التجاري الأول من إيران الملالي وكانت هناك أوسع العلاقات في مختلف المجالات. وأصبح الآن واضحا أنه بعد ظهور هذا المرض في الصين نقل إلى إيران من خلال طائرة «ماهان إير» التابعة لقوات الحرس، وبشكل محدد لقوات القدس. والنظام كان على علم بذلك منذ شهر ديسمبر الماضي، لكنه لم يفعل شيئ بل أخفى هذا الواقع لأنه كان بصدد اقامة مظاهرة في 11 من شباط وبصدد إجراء الانتخابات في 21 من شهر شباط نفسه. فلم يتحدث النظام إطلاقا عن وجود هذا الفايروس حتى عشية الانتخابات. وخلال هذه الفترة تفشى الفايروس في مدينة قم وبعد ها نقد عدواه إلى المدن الأخرى. والسبب أن مدينة قم كانت أول مدينة نقل إليها هذا المرض يمكن في وجود علاقات خاصة بين الصين ومدينة ووهان الصينية بالتحديد مع مدينة قم؛ حيث كان هناك عدد من الطلاب الصينيين المنضوين في جامعة «المصطفى العالمية» والتابعة لقوات القدس، يدرسون في مدينة قم. كما أن للصين مشاريع في مدّ خطوط السكّة الحديدية وغيرها.

5- ما هي حقيقة تسرب الميكروب إلى السجناء في السجون الإيرانية بسبب الأوضاع السيئة لتلك السجون ؟
عدد السجناء في إيران أكثر من مائتين وخمسين ألف سجين وهناك كثافة في السجون حيث أن السجناء المكدّسين في السجون خمس مرات أكثر من استيعابها. هذه الحالة تجعل من السجون أرضاً خصبة لفايروس كورونا. وحتى اصيب أعداد هائلة من السجناء بكورونا كما أن عددا كبيرا منهم ماتوا من جراء هذا الوباء. والنظام لا يوفّر لهم أدنى الامكانيات والمستلزمات الوقائية والعلاجية.
بالعكس احتجاجا على هذا الوضع قام السجناء في أكثر من عشرة سجون بالتمرّد والعصيان لكن النظام وقوات الحرس هاجموهم بالاسلحة حيث قتل منهم عشرات وجرح مئات.
هذا وقد شرحت السيدة مريم رجوي رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية في رسالتها لمناسبة العام الإيراني الجديد هذا الموضوع بشكل موجز بقولها: « في السجون خيم شبح الموت على الأعداد الهائلة من السجناء خاصة السجناء السياسيين إثر تفشي هذا المرض وتهاون النظام في مكافحة هذا الفيروس. كانت بيئة السجون والمعتقلات ملوثة بشدة من قبل، والآن تحولت إلى بؤرة لتفشي هذا المرض بسرعة. في معظم السجون بما في ذلك ايفين وقزل حصار وجوهر دشت وأردبيل وأروميه وقوجان وزاهدان وكرمانشاه وسنندج زادت حالات الإصابة بفيروس كورونا في غياب إجراءات علاجية لذلك أصبحت حياة كل السجناء معرضة للخطر.»

6- هل العقوبات الدولية المفروضة على إيران كانت أحد أسباب عجز السلطات الإيرانية على مقاومة الوباء ؟
يحاول النظام أن يقول بأن العقوبات الدولية هي السبب وراء عدم وجود الامكانات الطبية والمستلزمات لوقاية المرض ومعالجة المرضى، وفي المقابل يلتجأ إلى كل جهة لإحداث شرخ في جدار العقوبات. لكن هذا الادعاء يبقى مجرّد إدعاء ولا علاقة له بالواقع، لأن مشكلة النظام ليس لأنه لايجد مالا لإنفاقه في هذا المجال. هناك عشرات بل مئات المليارات من ثروات الشعب الإيراني مكدّسة تحت سيطرة اخطبوط ولاية الفقيه وقوات الحرس وإذا أنفق نسبة قليلة منها في هذ المجال كان باستطاعته رفع جميع الحاجات اللوجستية والأدوية والمعالجة. في الوقت الذي يتفشى فيه هذا المرض فإن المستلزمات والأجهزة الطبية تم تهريبها من قبل الأجهزة التابعة للنظام وبشكل خاص من قبل قوات الحرس ومن ثم تم عرضها في السوق السوداء بأسعار باهظة جداً. وهذ ما صرّح به وزير الصحة في رسالته إلى روحاني. ثالثا أن العقوبات لاتشمل إطلاقا مجال الدواء والعلاج والمستلزمات الطبية. بالعكس منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها جاهزة لتوفير جميع المستلزمات الطبية من مختلف الشركات. كما أن المسؤولين الأمريكان أيضا أكدوا مرات ومرات بأن العقوبات لاتشمل هذه المجالات بالعكس أعلنوا أنهم جاهزون لتقديم المساعدة أيضا.
والأهم من كل ذلك أننا أمام نظام غارق في الفساد ولا يهمّه موت وحياة المواطنين. وزير الصحة سعيد نمكي أعلن قبل أشهر بأن مليار وثلاثمائة مليون دولار بعثوها إلى الخارج لشراء الأدوية والمستلزمات الطيبة لكن لم يعرف أحد أين ذهبت هذه الأموال! اعتقد أن هذا يشير إلى توغّل نظام ولاية الفقيه في الفساد.

7- هل كان لإيران دور في نقل الوباء إلى سوريا عبر قوات الحرس الثوري الإيراني العاملة في سوريا؟

صدّره النظام إلى قام بتصدير فايروس كرونا إلى مختلف دول المنطقة، من بينها البحرين وسوريا والعراق ولبنان والسعودية وغيرها. ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، الدكتور أدهم إسماعيل أعلن أن إيران تسببت في وصول فيروس «كورونا» إلى 17 دولة في المنطقة، بينها العراق، واضاف أن «ايران تسبب بدخول كورونا لـ 17 دولة، ولولاها لما كانت هناك إصابات في العراق»، وبين أن «إيران تراخت في التعامل مع خطر كورونا وأجرت انتخابات ولم تقطع رحلاتها مع الصين أيام تفشي المرض فيها».
هناك اخبار تشير إلى أن الملالي صدّروا الفايروس إلى أكثر من ثلاثين بلدا. لكنه هذا النظام يلعب بحياة الشعب السوري في هذ المجال. لأن فايروس كورونا ذهب من خلال رحلات ماهان اير التابعة لقوات الحرس إلى سوريا. وبا النتيجة تفشى كورونا في سوريا أيضا. لكن نظام بشار الأسد لم يتحدث إطلاقا عن هذا الواقع المرير. وكتبت صحيفة اللوموند بتاريخ 19 مارس مقالا في هذا المجال بعنوان: «الحفرة السوداء في سوريا بشأن كارثة كرونا العالمية» ونقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية أشخاص من ميليشيات الشيعة، ستة إيرانيين وعراقيين موجودين في سوريا اصيبوا بفايروس كورونا.
وفي مقال آخر بتاريخ 27 مارس كتبت هذه الصحيفة بعوان«خطورة كبرى في تصدير كورونا من إيران إلى سوريا»، وجاء في فقرة من هذا المقال: «إن كذب الجمهورية الإسلامية في قولها بأن ضحايا كورونا كانوا الفي شخص في إيران حيث العدد اكثر من ذلك بكثير، قد تحوّل إلى كذب مزدوج من خلال الاكاذيب الرسمية التي جعلها نظام بشار الأسد أسلوبا لإدارة البلد. وعدم الشفافية في هذا المجال تؤدى إلى اشاعات مقلقة آخذة في التزايد عن وجود الجنود الإيرانيين على سبيل المثال في مدينة حلب السورية».
نعم، نظام الحاكم في إيران لا يصدّر الحروب والارهاب إلى الدول الأخرى فقط بل يصدّر الأكاذيب وإخفاء الحقائق أيضا، وكل ذلك يدفع ثمنه أبناء الشعب الإيراني والشعب السوري والشعوب الأخرى.

8- هل ستؤثر العقوبات وتفشي فيروس كورونا في تحجيم الدور الإيراني في الخارج ؟

ج. لم يتراجع نظام الملالي عن سياساته في التدخل في الدول الأخرى حيث أن علاقاته مع بشار الأسد متميّزة وسيزور جواد ظريف خلال أيام دمشق للقاء ببشار الأسد، كما أن إرسال الأموال إلى حزب الله في لبنان متواصل، الحوثيون أيضا ماضون في إطلاق الصواريخ، المشاريع النووية والصاروخية في طور التقدم والنظام يستغل هذه الظروف للتمويه على هذه المشاريع، كما مئات الآلاف من المتطرفين يتقاضون رواتبهم من قوات القدس ومن النظام، وهذا على حساب إفقار الشعب الإيراني وموت أبناء الشعب على أرصفة الشوارع أو من الجوع. وزجّهم في أتون الكورونا، كما كان يفعل أيام الحرب الإيرانية العراقية. قائد المقاومة الإيرانية قال ما يفعله النظام حيال الكورونا مماثل لما فعله حيال الحرب الإيرانية العراقية. فكما كانت ستراتيجيته في الحرب إرسال الأمواج البشرية زج طلاب المدارس على حقول الألغام، هنا أيضا يرسل أبناء الشعب إلى الشوارع وإلى أتون الكورونا ليجعلهم وقودا لهذا الوباء.

9- ما هو الدور الذي تلعبه مجاهدي خلق في كشف الحقائق التي تتكتمها السلطات الإيرانية ؟
خلال هذه الفترة بعثت السيدة مريم رجوي بعشرات الرسائل في هذا المجال خطابا للشعب الإيراني وكذلك خطابا للجهات الدولية. كما أشرت سابقا فإن مجاهدي خلق وانطلاقا من واجبهم الوطني حيال شعبهم قاموا منذ اليوم الأول من هذه الأزمة وحتى اليوم باستقصاء المعلومات عن هذه الأزمة في مختلف المجالات ونشروها لأبناء شعبهم من خلال «قناة الحرية» ومن خلال المواقع التابعة لحركة المقاومة، وكذلك من خلال إذاعة الحرية، ومن خلال نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع. كما عرضوا هذه المعلومات على الصحافة العالمية التي قامت بإعادة نشرها بمختلف اللغات. قامت المقاومة بتعبئة شبكة واسعة من الأطباء والممرضين في مختلف دول العالم حيث عقدوا عددا من المؤتمرات على الإنترنت لشرح الحقائق عما يجري من المآسي على الشعب والبحث عن حلول لهذه الأزمة الكبرى. كما قاموا بفتح مجموعة على الإنترنت بمشاركة الأطباء المختصين للتواصل مع أبناء الشعب الإيراني من خلال الانترنت للردّ على أسئلتهم بشأن هذا المرض وإعطاء التوصيات اللازمة. كما قامت المقاومة بإحداث شبكة التواصل مع الإيرانيين المغتربين في مختلف الدول في مؤتمرات واسعة جدا وبمشاركة شخصيات سياسية للحديث عن مشاكل الشعب الإيراني في ظلّ فايروس كورونا ووباء ولاية الفقيه.
هذه نبذة من نشاطات مجاهدي خلق خلال هذه الفترة حيال هذه الأزمة الكبرى التي ألمّت بأبناء شعبنا. وعدى عن ذلك إصدار مئات البيانات باستمرات التي تحوي معلومات أول بأول عن ما يجري داخل ايران بهذا الشأن والكشف عن وثائق داخلية للنظام التي حصلنا عليها من داخل أروقة النظام. وكل ذلك ناهيك عن النشاطات التي تقوم بها كل يوم معاقل الانتفاضة في مختلف مدن ومناطق إيران ومجالس المقاومة والمجالس الشعبية في تقديم الخدمات إلى أبناء الشعب في أيام العسرة هذه.
كل هذه النشاطات جعلت نظام الملال جنّ جنونه حيث يتحدث ويكتب عن مجاهدي خلق ويشتم «المنافقين» ليل نهار بسبب هذه النشاطات.

10- هل تتوقعون أن تؤدي الأزمة الإقتصادية وتفشي وباء كورونا وعجز السلطات عن التعامل معه إلى تفجر ثورة شعبية تطيح بالنظام الإيراني ؟
من خلال التركيز على ما جرى خلال الشهرين الماضيين واستخلاص النتائج من تصرفات النظام يمكننا أن نقول أن فايروس كورونا من شأنه أن يتحوّل إلى تهديد لكيان هذا النظام في الداخل. لأنه لم يفعل شيئا لإنقاذ أبناء الشعب من تفشّي هذا الوباء، بل بالعكس تحوّلت إيران إلى أول بلد في العالم في الإصابة والوفيات من هذا الوباء بفضل سياسات نظام الملالي. وهذه الحقائق يعرفها أبناء الشعب الإيراني أكثر من أي طرف آخر. فتراكم الغضب الشعبي ضد النظام أكثر بكثير عما كان سابقاً وشاهدنا آثار هذا الغضب في انتفاضة نوفمبر على سبيل المثال. إذن من المحتمل أن يتحرّك الشعب خلال فترة وجود كورونا ضد النظام. وإذا لم يتحرّك خلال هذه الفترة فبالتأكيد بعد انقضاء هذه الفترة سيقوم الشعب بمسائلة النظام بشأن تقاعسه عن واجبه وعدم قيامه بتوفير الامكانيات اللازمة لوقاية ومعالجة المرض. ولاشك أن النظام يجب القضاء عليه في الداخل الإيراني حتى يتخلّص أبناء الشعب الإيراني والشعوب المقهورة في الشرق الاوسط من وباء ولاية الفقيه.

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق