حرية الرأي وحرية الكفر
في الوقت الذي تسعى فيه الدولة للتصدي للحملات الموجهة من وسائل إعلام الإخوان والتي تعمل على زعزعة الاستقرار وبث الفتنة فأنها تواجه بخطر أكبر هو سيطرة التيار العلماني على وسائل الإعلام والبرلمان ومحاولتهم هدم هوية مصر الإسلامية وكان آخر تلك المحاولات وليس آخرها استضافة الإعلامي وائل الابراشي الكاتب يوسف زيدان والمعروف بأرائه المناهضة للإسلام وانكاره فريضة الصيام والتي تعد ركنا أساسيا من أركان الإسلام وللأسف فإن وزارة الإعلام والمسئولين لم يتحركوا لمعاقبة هذا الإعلامي ومحاسبته لنشره آراء تحض على الإلحاد وهو ما أعطى انطباع ان هناك ضوء أخضر من قبل المسئولين في الدولة لنشر هذا الفكر الذي يهدف إلى هدم الهوية الإسلامية لمصر والتي نص عليها الدستور وإذا كانت هناك شرائح واسعة من الشعب قد رفضت فكر الإخوان وسعيهم للوصول إلى السلطة من خلال توظيف الدين فإن الشعب المصري لن يقبل ان يمس أحد عقيدته لأنه شعب متدين بطبعه وللأسف فإن استضافة وسائل إعلام رسمية ليوسف زيدان هو امتداد للمحاولات التي بدأت عقب سقوط حكم الإخوان من خلال لجنة صياغة الدستور والتي جعلت الولاية في الأمور الشرعية للمحكمة الدستورية رغم إنها من المفترض أن تكون تحت ولاية الأزهر المختص بأمور الشريعة ثم بدأ أعضاء البرلمان في سن العديد من القوانين بدعوى تمكين المرأة ولكنها في جوهرها تهدف إلى هدم الأسرة لمخالفتها للشريعة الإسلامية والتي أعطت للمرأة حقوقا لم تحصل عليها في الدساتير الغربية فضلا عن محاولات تحجيم سلطة شيخ الأزهر وإضعاف دور المؤسسة الأزهرية تحت دعوى عجزه عن تطوير الخطاب الديني إلا أن الصورة قد اتضحت عندما زار وفد الكونجرس الأمريكي البرلمان لمتابعة جهوده في تطوير الخطاب الديني وهو ما أعطى انطباعا بأن تطوير الخطاب الديني مطلب أمريكي بهدف محاربة الإسلام وهو ما أفصح عنه د/ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق في حواري معه عندما أكد أن الرئيس بوش هو أول من طالب الرئيس مبارك بضرورة تطوير الخطاب الديني بدعوى محاربة الإرهاب ، وفي الوقت الذي تسعى فيه مؤسسات الدولة للترويج للفكر الالحادي المناهض للدين يتم فيه التضييق على الأراء المناهضة لسياسات الدولة بزعم انتماء أصحاب تلك الأراء لجماعة الإخوان المسلمين والذين اصبحوا الشماعة الجاهزة لتوجيه الاتهامات لأي فكر معارض .
إنني مع حرية الرأي والتي كفلها الله للإنسان لأن تلك الحرية تبنى ولا تهدم ونسعى لمعالجة الأخطاء ولكن في نفس الوقت ضد حرية الكفر والتي يجب الضرب عليها بيد من حديد لأن ذلك سوف يشكل أكبر خطر على الدولة وسوف يؤدي إلى هدم أركانها لأننا دولة إسلامية شاء من شاء وأبى من أبى فضلا على أن هذا النهج سوف يعطي زريعة للتيارات المتطرفة بنشر الفتنة بدعوى ان الدولة تحارب الدين وهو الأمر الذي سوف يكون له عواقبه الخطيرة على أمن الوطن ومستقبله .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق