تحية القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية،
بسم الله الرحمن الرحيم
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”
سعادة الأخ محمد العواش حفظه الله
رئيس اتحاد الإذاعات العربية
تحية القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية،
ابعث لسعادتكم أطيب التحيات والتمنيات بمناسبة شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعلى امتنا العربية بالخير والبركة، داعين المولى عز وجل ان نتجاوز والعالم بأسره هذه الأوقات الصعبة، والتي تحتاج من الجميع التضامن والتكامل في العمل حفاظاً على الحياة البشرية، وهي مناسبة ايضاً للإعراب من خلالكم عن تقديرنا للجهود التي يبذلها الاتحاد والمحطات الفضائية والاذاعية العربية من حملات توعوية وارشادية لرفع حصانة المواطن العربي في التعامل مع هذا الحدث الطارئ، فكل التحية والتقدير لجيش الإعلاميين والمؤلفين، والفنانين، والمنتجين، والمخرجين والطواقم المساندة والمساعدة التي انجزت الكثير من الاعمال الدرامية والترفيهية هذا العام 2020 ما يجعل بقاء المواطن في بيته أمراً ممكنا، حفاظاً على حياته وحياة الآخرين.
وفي هذا الشهر، شهر رمضان المبارك، حيث الجهد الإعلامي ينصب على إعطاء المواطن الوقت والمضمون الجيد، النافع، الذي يساعده في تكوين الفكر والمعرفة والرأي، خرجت علينا للأسف بعض القنوات العربية بأعمال مسيئة لأمتنا العربية وقضيتها المركزية، القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وفيها ما يشوه نضاله وصموده ورباطه في أكناف بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
أخي العزيز رئيس اتحاد الإذاعات العربية
بعيداً عن القرارات الملزمة للكل العربي تجاه كيان الاحتلال، فإن مسألة الصراع مع المحتل الإسرائيلي، صراع فرض علينا كأمة عربية بشكل عام ،وكشعب فلسطيني بشكل خاص، وقد قلناها في عدة ندوات لاتحاد الإذاعات العربية والمؤتمرات الاعلامية، تلك التي عقدتها جامعة الدول العربية في أكثر من بلد عربي، أو تلك المؤتمرات التي تعقدها منظمات واتحاد إعلامية وفنية إقليمية، أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً على ارضه في مواجهة هذا الاحتلال، بحقه وبصدره العاري سيواجه الاحتلال والمتآمرين والمتخاذلين، وقد قلناها بصوت عال لا للمخططات التصفوية، ونحن على يقين أن ظهرنا لن يكون عارياً، بل مسنوداً بعمقه العربي الذي لا يُمنن أخاه الفلسطيني على رباطه وتضحياته، فإن كان البعض سقط عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي بدأت تظهر بعض الأبواق “الناعقة” بكل معنى الكلمة، ولم نأخذ لها بالاً لأنها لا تمثل شيئاً، ولا موقفاً في الشارع العربي، فإن من المخجل والمؤسف أن نرى مؤسسات إعلامية تنساق وتسقط في ذات الشرك.
يواجه الفلسطيني قوة الاحتلال الإسرائيلية على الأرض، فنتألم على فقدان ارواحنا الطاهرة، ليبقى الحق ظاهراً والحقيقة ناصعة، ومع قدرة الاحتلال على امتلاك الكثير من الأدوات الإعلامية عبر العالم، لم يستطع مواجهة الرواية والحق الفلسطيني، غير أن طعنة الظهر من أخيك تكون أكثر ايلاماً،
ومن المؤسف حقاً أن يستغل بعض تجار الدراما وبعض القنوات، هذا الشهر الفضيل، حيث يتسمر المُشاهد أمام الشاشة الصغيرة بحثاً عن بعض الترفيه والمعرفة، فإذا به يَتلقى صفعة من هول الخنجر الذي أُعمِل في صدر وقلب وعقل الفلسطيني، متسائلاً ما هو مبررها وهدفها ورسالتها، ولمن هي موجهة؟ للمشاهد العربي، أم لأم الشهيد والاسير الفلسطيني، أم للمحتل الإسرائيلي، هل هي رسالة تعبر عن جاهزية تلك الأبواق لتكون أداة إضافية في يد الاسرائيلي؟؟!!
منذ وقت ليس بالقصير ونحن نتابع انحراف بعض المضامين والاعمال الفنية والبرامج السياسية، حتى بات الإسرائيلي، القاتل والمجرم، المغتصب للأرض والتاريخ والتراث، ضيفاً شبه دائم على شاشات بعض الفضائيات العربية، في تشويه مبرمج للرواية العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية. غير أن انتقال هذه الموجة الى الشاشات العربية الصغيرة في أعمال درامية، تسويقية مغلوطة ومسيئة للفلسطيني، تروج للاحتلال، فهذه هي الخطورة التي وجب التوقف أمامها بكل حزم التزاماً ليس بالقرارات فحسب وإنما بالمبادئ والأخلاق، حتى لا يستمرئ البعض الخروج على القيم والأخلاق فتصبح عادة لديهم، وأرى في هذا المكان ضرورة اتخاذ موقف واضح من قبل اتحاد الإذاعات العربية، واللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، واتحاد المنتجين العرب.
أخي وصديقي محمد العواش
رئيس اتحاد الإذاعات العربية
لن اسمي قناة أو عملاً بعينه، فالجميع أصبح يرى بوضوح، وقد ضجت صفحات الاعلام العربي وشبكات التواصل الاجتماعي بالحديث حول الهدف من تلك الاعمال والافعال، لكنني أدعوكم ومن موقعكم الى ضرورة اعلاء الصوت في مواجهة هذا السقوط الأخلاقي لبعض الاعمال الدرامية في وقت أحوج ما نكون فيه الى رص صفوفنا في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مخاطر متمثلة بسايكس بيكو جديد يستهدفنا جميعا، ورأس حربة هذه المؤامرات هو “كيان الاحتلال – إسرائيل”، ومن لا يرى ما يجري في العالم من متغيرات، فهو كالنعامة يدفن رأسه في الرمل.
أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم ولجميع الكوادر العاملة معكم، مجددا تقديري لجهودكم التي واكبتُ بعضها عن قرب، من أجل الارتقاء بالمضمون الثقافي الإعلامي العربي، متمنياً عليكم، ومن موقعكم على رأس هذا الصرح الإعلامي العربي للمساهمة في وقف هذه المهازل الدرامية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
وكل عام وأنتم بخير
أخوكم
السياسي الإعلامي د. محمود خليفة
إرسال التعليق