يحتاج المرء أحيانا أن يقف

يحتاج المرء أحيانا أن يقف

يحتاج المرء أحيانا أن يقف وقفة تأمل تجاه حياته التي مضت، وينظر بنظرة الناقد لأفعاله، وقراراته واختياراته وحتى مشاعره احيانا…
نكتشف كثيرا كم أننا اتخذنا قرارات ظلمنا بها أنفسنا او جعلتنا نقع في أخطاء أو تحديات أتعبتنا … وحين أقول قرارات أقصد أيضا بعض المشاعر التي نكنها تجاه أشخاص يستغلون نقاءنا أو محبتنا كي يصلو لأهداف معينة دون اعتبار للجرح الذي تركوه لنا جراء خذلانهم او سلوكهم…
لكنني وقفت عند نتيجة أيقنتها عن تجربة،
ووعيتها عن تأمل وتفكير، ألا وهي أن كل تحد يعترضنا في حياتنا، وأن كل خذلان وجرح يُصيبنا هو أروع شيء يحدث في حياتنا … وبأن كل ما نسميه مصائب، وأحزان ومشاكل هو بالعكس خير وهدية القدر لنا لكننا لا نعي ذلك….
فإن أخذنا الموقف من وجهة نظر معاكسة لرأينا أنه ما كان للنجاح وجود لولا الفشل، وأنه ما كان للفرح معنى لولا الحزن، وما كان للأمل معنى لولا الاحباط وما كان للتألق معنى ولا وجود لولا الخذلان….
وان كل قصص النجاح كان ورائها تحد واصرار سببه خذلان أو جرح أو وجع كبير….
سيجيب البعض كيف ذلك والانسان ان اصيب بشيء احبطه يكتئب ويفقد الامل ويشعر بالوحدة ولا يتقدم ابدا.؟؟؟
نعم، يحدث ذلك، لاننا لو لم تكن ردة فعلنا هكذا لما كنا بشرا ولما ميزنا الله بالمشاعر والاحاسيس، اذ ان البكاء والحزن وحتى احيانا الاكتئاب هي علامات تدل على اننا مازلنا على قيد الحياة، لكن ماهو غير عادي هو ان تتواصل هذه الحالة، ان نستسلم ونفقد الامل في انفسنا … نعم اقول في انفسنا…. وفي الله عز وجل….
ان الله طلب من عباده ان يدعوه وطمأنهم أنه قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه، واكثر من ذلك فان الله لم يضع سقفا للدعاء ولا حدودا اي ان كل الادعية مهما كان طموح الانسان فيها محققة ومستجابة باذن الله مالم يكن فيها شر ولا أذية للغير…..
وان كان الله هنا مع عبده يستجيب لدعائه، فلماذا نحبط، ولماذا نحزن ولماذا نفقد الأمل؟؟؟؟
لابد ان نستغل كل خطئ وكل حزن وكل خذلان كي نخلق قصة نجاح ترفعنا، وتزيدنا معرفة … وتجعلنا نقترب اكثر من الله كي نرى عجائبه، عطفه وحبه لنا…. يُخيل لنا احيانا اننا نواجه الحياة بمفردنا لكننا ننسى أن العلي القدير هنا لا يتركنا لحظة واحدة ولا يسهو لحظة عن ما يصيبنا، يختبر صبرنا، وقدرتنا على التحمل وبمجرد ان يرانا نتضرع له ونطلب عونه حتى يرينا قدرته ويشعرنا بوجوده ….
اليوم أصبحت أحب الخذلان، وأحب المصاعب والتحديات لأنها أولا مكنتني من اكتشاف مواهب وقدرات داخلي ما كانت لتظهر لو واصلت العيش في الرفاهية والعز والدلال، عرفت مقدرتي على تحقيق اهدافي، وعلى حل الأمور بحكمة … أصبحت أستغل ذكائي بكل الطرق،
كي أنقذ نفسي.. وأعيد توازني…?
#بقلمى/أحلام السيد

إرسال التعليق