في ظل الاضطهاد والتمييز التي تعاني منها المرأة الأحوازية

في ظل الاضطهاد والتمييز التي تعاني منها المرأة الأحوازية

السيدة/ منى عودة مدير رابطة نساء الأحواز (رنا) في حوار خاص

– الساحة الأحوازية تعاني من عدم المشاركة الفعالة للمرأة في كافة الفعاليات والأنشطة سواء من جانب المجتمع الأحوازي او السلطات الإيرانية الحاكمة .
– رابطة نساء الأحواز على استعداد تام لتوطيد علاقتها مع جميع المنظمات النسوية في الداخل والخارج من أجل حصول المرأة الأحوازية على حقوقها .

عانت المرأة الأحوازية خلال العقود الماضية من ظروف قاسية سواء من جانب المجتمع الأحوازي الذي عمل على تهمييش دور المرأة في المجتمع او مع النظام الإيراني المحتل الذي تعامل معها بعنصرية ، وفي ظل تلك الظروف التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان قررت مجموعة من النساء الاحوازيات تشكيل رابطة نساء الأحواز (رنا) للدفاع عن حقوق المرأة الأحوازية في مواجهة التهمييش والعنصرية ، وعن ملابسات تشكيل تلك الرابطة وأهدافها وواقع المرأة الأحوازية كان لنا هذا الحوار مع السيدة/ منى عودة مديرة الرابطة :

– ما هي الأسباب التي دعتك إلى تشكيل رابطة نساء الأحواز؟ وما هو الدور الذي تقوم به ؟
كما جاء في بيان الإعلان عن تشكيل رابطة نساء الاحواز(رنـــا) ان المساواة بين الجنسين من مقتضيات النجاح والازدهار للأسرة وللمجتمع بشكل عام.
وان التوازن بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، احدى اهم السبل الرئيسة لتحقيق الأمن والاستقرار والسعادة والرخاء والتطور للشعوب والمجتمعات.
لذا يستوجب منح المرأة المكانة المستحقة وتعزيز وتفعيل دورها في كافة ميادين العمل لتكون عنصرًا بناءً ونشطا جنبا إلى جنب الرجل لبناء مجتمع راقي ومتقدم ومتعلم ومثقف.
بالطبع يأتي هذا الدور تكاملاً مع دور الأمومة للمرأة ومربية للأجيال وعماد للأسرة.
على ضوء هذه المفاهيم ومن خلال قراءتنا لمتطلبات الساحة الاحوازية التي تعاني من عدم المشاركة الفعالة للمرأة في كافة الفعاليات والأنشطة، كما انها تعاني من عيوب كثيرة، منها عدم فهم دور المرأة سياسياً واجتماعياً وثقافيا، بات دورها مغيب ومحارب بشكل أو باخر وفق التقاليد والعادات البالية لمجتمع ذكوري، اضافة إلى التعمد والتقصد من قبل الجهات الحكومية التي لطالما تعاملت مع ابناء الشعوب لا سيما المرأة الاحوازية بتمييز وعنصرية وغيبتها من المشاركة في جميع الأصعدة.
لذا استوجب علينا في سبيل تصحيح هذه الأخطاء والإشكاليات إلى حتمية تأسيس وبناء كيان نسائي يمثل المراة الاحوازية في المجتمع الدولي.
كما نسعى من خلاله ان نعرف للمرأة الاحوازية حقوقها التي لا تتنافى مع ثقافتنا العربية الأصيلة وأيضا نحاول في تعديل وتصحيح الأخطاء والعيوب السائدة في مجتمعنا الاحوازي.

– وهل حققت تلك الرابطة الأهداف المرجوة منها ؟
لا زالت الرابطة حديثة الولادة ولكن تسعى جاهدة إلى توطيد العلاقات مع المؤسسات والكيانات النسوية العربية والأجنبية ولا سيما الكيانات النسوية الأخرى للشعوب في خارطة إيران السياسية. كما ان الرابطة لا حدود لعلاقاتها وعملها المشترك مع المنظمات الاحوازية الأخرى بكل اطيافها ومسمياتها وتوجهاتها.
جدير بالذكر ان الرابطة سوف تعمل على تمثيل المراة الاحوازية في المجتمع الدولي والمؤسسات صاحبة القرار حتى تتخلص المرأة الاحوازية من القيود المفروضة عليها وتتحرر من التقاليد المصبوغة بصبغة جاهلية.

– وما هو الدور الذي تقوم به الرابطة في مواجهة هذا الاحتلال والحصول على الاستقلال ؟
تعيش المراة الاحوازية حالة استثنائية، حيث تعاني أضعاف النساء المضطهدات في أنحاء العالم بتحملها الأمرَّين؛ الأول ان السلطات الإيرانية تتعمد إقصاء وإبعاد المرأة الاحوازية من الحضور والمشاركة في كافة المجالات العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية عبر حرمانها من ابسط حقوقها، منها عدم حريتها باختيار الفرع الدراسي والمهنة التي تود ان تمتهنها ومنعها من اختيار الهندام أو الزي الذي تود ارتداءه. كما ان السلطات لا تسمح للنساء في الاحواز بتأسيس كيانات نسوية ثقافية، خشية ان المؤسسات الثقافية تعمل على توعية المراة وتمكينها علمياً وثقافيا وخروجها من وحل الأمية وهذا بالتأكيد يؤدي الى تربية اجيال مثقفة وواعية ومتعلمة وهذا ما لا ترغب فيه السلطات الإيرانية على الإطلاق.
أما الأمر الأبشع والأسوأ من الأول هو المجتمع الذكوري،
الذي يودي بالرجل ان ينتهك حرية المراة وحقوقها الشرعية والطبيعية كامرأة وكإنسان بشكل عام، و يضاعف معاناتها لتصبح تعاني من معاناة مزدوجة بقمعها وتحديدها لأسباب واهية منها التقاليد الجاهلية والتعصب القبلي الزائف والغيرة المَرَضية وغير صحية .

– وكيف استطاعت المرأة الأحوازية الصمود أمام محاولة السلطات الإيرانية طمس هويتها ؟
بالنسبة للمرأة الاحوازية الأمر الأول من السهل مواجهته ومحاربته والسبب، ان الأول هو محتل غاشم يبغض ويكره ويسلب ويتعمد الاضطهاد والظلم والتمييز والعنصرية وغيرها، لذا من مبدأ عدم شرعية الاحتلال، يستوجب مقارعة المحتل من قبل كل من يقبع تحت وطأة هذا الاحتلال سواء رجل او امرأة.
لذلك نرى المراة الاحوازية رغم القيود المفروضة عليها من قبل الاحتلال الفارسي، مُصِرة ان تتمسك بلغتها وهويتها العربية وتسعى ان تُعرِّف هويتها وثقافتها إلى العالم على انها لا تمت لايران بصلة، بل انها جزء لا يتجزا من الثقافة والهوية العربية الأصيلة.
أما بالنسبة للأمر الثاني يصعب قبوله كما تصعب محاربته، يقول الشاعر العربي طرفة بن عبد “وظلم ذوي القربي أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند”. لذلك بما ان يصعب على المرأة بمفردها مواجهة المجتمع الذكوري، فهنا يأتي دور المؤسسات والمنظمات الحقوقية والنسوية والنخبة المثقفة والفئة الواعية ان تلعب الدور المطلوب لتوعية عامة الشعب وبالذات تغيير روية الرجل تجاه المراة و دورها في بناء المجتمع في سبيل التقدم والارتقاء.

– وما هو الدور الذي تقوم به المؤسسات والأحزاب الأحوازية في تمكين المرأة؟
نعلم جيدا ان المؤسسات والأحزاب والتنظيمات تمثل دورا رئيسياً في تمكين المرأة عن طريق تعزيز وتقوية مكانتها في الأسرة والمجتمع. هذه الفقرة للأسف كانت ولا زالت مفقودة عند جميع التنظيمات والمؤسسات الاحوازية. لذلك رابطة رنــــا تحاول جاهدة ان تغطي هذا الفراق الموجود وتعمل على توعية المراة وتمكينها في المجتمع.

– وما هي مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة والمنظمات النسائية العربية بصفة خاصة ؟
بالنسبة لمطالبنا من العالم العربي؛ صراحتاً هذا السؤال طرح على الاحوازيين كثيرا و أجبنا عليه مرارا، انا لا اود ان ادخل مداخل سياسية هنا لكن يكفي القول اننا نؤمن ايمانا تاما على ان الاحواز لابد وان ترجع الى الخارطة او بالأحرى الحاضنة العربية كما كانت تاريخيًا وجغرافياً وسياسياً وثقافياً جزء منها على امد العصور.
لذلك بالتأكيد نعول على الأشقاء العرب كثيرا. قال حكيم: “ما ضرني غريب يجهلني؛ إنّما أوجعني قريب يعرفني”
لكن هذا لا يعني اننا نمكث مكتوفي اليدين نترقب الوطن العربي يكسر القيود التي تحيط بنا. بل اننا نسعى ان نرعى انتباه المؤسسات الدولية وصاحبة القرار لتقف وقفة حق بجانبنا للحصول على حقوقنا المشروعة.
أما على صعيد المراة كما اشرت آنفا ان رابطة نساء الاحواز (رنـــــا) على استعداد لتوطيد وبناء علاقات مع جميع المنظمات النسوية في جغرافية ما تسمى ايران ولا سيما المنظمات والمؤسسات النسوية والحقوقية في الوطـــن العربــي والمنظمات الحقوقية الأجنبية في البلاد الأخرى .

حاورها/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق