في أول حوار معه

في أول حوار معه

السيد/ حسين فارسي أحد الناجين من مذبحة عام 1988 في حوار خاص

– نظام الملالي متخلف ورجعي لا يؤمن بالديمقراطية والحريات ويجب إجباره على إطلاق سراح السجناء .
– تم القبض على شقيقتي دون ارتكابها أي جريمة وهي في حالة حرجة بسبب التعذيب النفسي والبدني وادعوا المنظمات الحقوقية والدولية للضغط على النظام الإيراني للإفراج عن السجناء السياسيين .

يعد السيد/ حسين فارسي أحد الناجين من مذبحة السجناء السياسيين في السجون الإيرانية في صيف عام 1988 والذي استطاع الهروب من إيران بعد أن أمضى 12عاما في سجون النظام الإيراني ، وفي ظل التعذيب الوحشي الذي يتعرض له السجناء السياسيين في سجون هذا النظام روى السيد/ حسين فارسي في حوار خاص أسرار ما يتعرض له السجناء السياسيين في هذه السجون من واقع تجربته خاصة أن شقيقته مرضية والتي تبلغ من العمر 53 عاما لا تزال تتعرض لتعذيب وحشي من جانب عملاء النظام رغم معاناتها من أمراض القلب والسرطان وفيما يلي نص هذا الحوار :
1- منذ 12 عاما تم اعتقالك في احد السجون الإيرانية، فما هي ملابسات اعتقالك والتهم التي وجهت إليك؟
تم اعتقالي عام 1981، عندما كان عمري 18 عامًا فقط، لكوني من أنصار منظمة مجاهدي خلق. اقتصر نشاطي السياسي في ذلك الوقت على توزيع المنشورات والبيانات والمشاركة في التجمعات السلمية والتجمعات السياسية والتجمعات السياسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. لقد سُجنت حتى عام 1993، أي حتى عمر الثلاثين.

2- وهل تم التحقيق معك في التهم الموجهة إليك؟
إذا كنت تقصد بحثًا قانونيًا وطرقاً قضائيًا ووجود محامٍ واستجواب، فلا يوجد على الإطلاق أي إجراء قانوني في نظام الملالي. وبالطبع، كان الاستجواب مصحوبًا بالتعذيب الوحشي، بما في ذلك ضرب الكبلات على باطن القدمين، وبعد الاستجواب كانت المحاكمة قصيرة وسريعة، ولم تستغرق محاكمتي أكثر من 10 دقائق، وحُكم عليّ بالسجن لمدة طويلة.

3-ما هي طبيعة المعاملة داخل السجون الإيرانية؟
المواجهات لاإنسانية تماما وتستهدف سحق وتدمير السجناء. على وجه الخصوص، السجين السياسي الذي يعارض هذا النظام ليس لديه حقوق. على سبيل المثال، أثناء الاستجواب، لا يستطيع السجين الاتصال بمحام ولا يتمتع بحماية قانونية. لا يحق له الاستعانة بمحام. هناك محامي منتدب في محكمة السجناء السياسيين يدافع عن حقوق النظام أكثر من حقوق السجين. هؤلاء المحامون المسخرون من قبل النظام، عددهم قليل، وهم موضع ثقة النظام، وقد تم اعتمادهم وتقديمهم من قبل رئيس السلطة القضائية. بعد إدانته في المحكمة، لا يملك السجين حماية قانونية وسيتعامل معه عملاء النظام بأي شكل يروونه مناسباً. من ناحية الظروف المعيشية والحياتية، كان الوضع سيئًا ومرهقًا جدًا، ويجب أن أقول إن هذا هو الوضع سائد في جميع السجون الإيرانية. لا يوجد طعام كاف للسجناء على الإطلاق. في بعض السجون، لا توجد مياه شرب، ويضطر السجناء إلى شراء مياه الشرب من متجر السجن بسعر مرتفع. كما أن الحالة الطبية والعلاج الطبي للسجناء سيئة للغاية، وبكلمة واحدة، فإن الأوضاع في السجون الإيرانية غير إنسانية.

4- وهل خرجت من إيران بالطرق الشرعية أم كان ذلك هروبا من معاملة النظام؟ وما هو الدور الذي تقوم به الآن؟
لا، لقد غادرت إيران بشكل غير قانوني لأن النظام لم يمنحني وآخرين مثلي جواز سفر ولم يُسمح لي بمغادرة إيران. بعد إطلاق سراحي، اضطررت للذهاب إلى مركز تابع لوزارة المخابرات على أساس شهري، حيث تم استجوابي من قبل عملاء وزارة المخابرات. كانوا يراقبونني باستمرار ويهددونني في كل مرة. لذلك قررت الهروب منهم والانضمام إلى المقاومة. أنا حاليًا عضو في المقاومة الإيرانية، وأحد الأعمال التي أقوم بها هو نشر أخبار انتهاكات حقوق الإنسان للشعب الإيراني في الخارج وتنوير الرأي العام لشعوب العالم، وخاصةً بشأن السجناء السياسيين الذين مررت بتجربتهم شخصيًا وأعلم ما يقاسونه من ظروف معيشية قاسية ويمكنني إعطاء صورة حقيقية للسجون الإيرانية للرأي العام.

5- ما هي ملابسات اغتيال شقيقك وشقيقتك وثمانية من أفراد أسرهم؟ وما هي التهم التي وجهت اليهم؟
قد احتجزهم النظام بسبب روابطهم العائلية مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ولم تكن هناك اتهامات محددة وقت اعتقالهم. هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام بذلك، ففي السنوات الأخيرة، تم اعتقال والدي وأخي وأختي بشكل متكرر واستجوابهم وتهديدهم من قبل وزارة المخابرات. عندما يصبح الوضع في المجتمع متوترا ويرى النظام نفسه في خطر، فإنه يذهب إلى أسر منظمة مجاهدي خلق لأنه يعتبرهم دائما تهديداً له. في الوقت الحالي، ليس فقط أسرتي في معتقلات وزارة المخابرات، ولكنهم اعتقلوا أسر مئات من أعضاء المقاومة الآخرين. إن عائلة أعضاء منظمة مجاهدي خلق وحتى أسر الشهداء وسجنائهم هي أحد الأهداف التي كانت دائمًا موضع مضايقة واضطهاد من قبل عملاء النظام خلال هذه السنوات.

6- ما هي طبيعة المعاملة التي لاقتها عائلة أحمد أثناء السجن والاستجواب؟ وما هي طبيعة الاسئلة التي وجهت إليهم؟
تستخدم وزارة الاستخبارات مجموعة متنوعة من أساليب التعذيب النفسي والجسدي أثناء الاستجواب. عائلتي ليست استثناء. أما بالنسبة للأسئلة، فأنا لا أعرف بالضبط ما طُلب منهم، لكنهم تعرضوا للضغوط بالتأكيد للاعتراف بما لم يفعلوا.

7- لماذا تم الاحتفاظ بالسيدة مرضية فارسي في السجن على الرغم من الظروف الصحية التي تمر بها؟
يوضح هذا النهج والتعامل الوحشي الطبيعة اللاإنسانية للنظام. إنهم يبحثون عن طموحاتهم وأهدافهم السياسية، ولا يهمهم مرض أختي وحالتها البدنية. إنهم يريدون أن يستغلوا حالة مرضها كوسيلة ضغط عليها لإجبارها على الاعتراف ضد منظمة مجاهدي خلق واستغلال ذلك في الدعاية ضد المقاومة الإيرانية. هذا أسلوب معروف وقديم لنظام الملالي.

8- ما هي طبيعة المعاملة داخل السجون الإيرانية خاصة مع انتشار وباء كورونا؟
بعد انتشار فيروس كورونا في إيران، زعم النظام أنه أطلق سراح معظم سجنائه أو أرسلهم في إجازة، لكنه شدد على أنه لن يتم الإفراج عن السجناء السياسيين وأن وضعهم هو “الاحتجاز”. بالطبع، تم إرسال بعض السجناء الذين ارتكبوا جرائم مالية، ….إلخ، في إجازة. ورفضوا الإفراج عن السجناء السياسيين أو إطلاق سراحهم مؤقتًا من السجن. كانت هناك حالة في سجن إيفين، عندما أصيب سجين سياسي يدعى أرمين إيزدبناه بكورونا، لم يتم طرده فحسب، بل رفضوا هم الآخرون الاعتناء به وأخذوه إلى الحبس الانفرادي. لسوء الحظ، مات هذا السجين السياسي هناك. حتى الآن، مات العديد من السجناء في سجون طهران ومدن أخرى بسبب مرض كورونا.

9- في النهاية ما هو الدور الذي قامت به منظمة مجاهدي خلق والمنظمات الحقوقية والإنسانية في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين ؟ بعد أن أجبر قضاء نظام الملالي، على الاعتراف باعتقال اثنين من طلاب النخبة في جامعة شريف للتكنولوجيا يدعيان أمير حسين مرادي وعلي يونسي بعد حوالي شهر، أعلنت منظمة مجاهدي خلق أسماء 18 معتقلاً آخرين، من بينهم أختي مرضية فارسي. وفي الوقت نفسه، دعت السيدة مريم رجوي مراراً وتكراراً إلى الإفراج عن السجناء السياسيين، مؤكدة أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب والإعدام، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات فورية من أجل الإفراج عنهم وقيام الوفود بزيارة سجون النظام والالتقاء بالسجناء وتفقد أحوالهم. وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيانها، أن على نظام الملالي أن ينشر أسماء جميع المعتقلين ويحترم جميع حقوقهم وفقاً للاتفاقيات الدولية التي وقع عليها. في أعقاب هذه الدعوة، أصدرت العديد من المنظمات والسلطات السياسية والمدافعون عن حقوق الإنسان دعوات لإنقاذ حياة السجناء … من بينها يمكن الإشارة إلى بيان منظمة العفو الدولية الصادر بعد اعتقال طالبين عبقريين في الجامعات الإيرانية، علي يونسي وأمير حسين، حيث دعا البيان إلى إطلاق سراح السجناء. كما يمكنني أن أذكر عدد من الهيئات والجمعيات الأخرى التي طالبت بالإفراج عن السجناء: الاتحاد الإيطالي لحقوق الإنسان جمعية القلم الدولية منظمة شباب حزب العامل النرويجي اللجنة الكندية لأصدقاء إيران الديمقراطية لجنة البرلمانيين الإيطالية الرابطة الإيطالية لا تلمسوا قابيل لجنة العمدات الفرنسية عدد من الفائزين بجائزة نوبل وأصدرت العديد من الشخصيات السياسية والمنظمات الحقوقية الأخرى بيانات تطالب بالإفراج عن السجناء، بمن فيهم 22 عضوًا في البرلمان الأوروبي، في رسالة مشتركة إلى أنطونيو غوتيريز تدعو إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين. وأيضاً بعد اعتقال طالبين عبقريين من الجامعات الإيرانية (علي يونسي وأمير حسين)، أصدرت وزارة الخارجية الإمریکیة ومنظمة العفو الدولية بيانات تدعو إلى الإفراج عن جميع السجناء السياسيين. من الطبيعي أن يكون لهذه الضغوط تأثير ونتوقع أن تستمر هذه الضغوط حتى يتم الإفراج عن السجناء بالكامل. هذا النظام المتخلف والرجعي لا يؤمن بالديمقراطية والحريات الأساسية يجب أن يتم إجباره على هذا العمل.

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق