الترفع في العلاقات العربية
الترفع في العلاقات العربية
تابعت بأسف وأسى حملة الردح المتبادلة بين المصريون والكويتيون وإذ كنت أرفض بالقطع أن تسيئ نائبة كويتية أو أي كويتي آخر أيا كان منصبه حتى لو أخطأ أحد او مجموعة من المصريون فأنني أرفض أيضا أن نقابل الإساءة بالإساءة لأن هذا ليس من أخلاقيات الإسلام ولكنه عودة للجاهلية والأولى أن يكون قدوتنا رسولنا الكريم عندما قال ليس المرمن بالسباب او اللعان او الفاحشة ، وعندما قام أحد الأفراد بسب أبو بكر ألتزم أبو بكر بالصمت وعندما قام أبو بكر بالرد عليه قام رسولنا الكريم وعندما سأله أبو بكر لماذا قام بهذا الفعل قال أن الملائكة كانت ترد عنك عندما كنت تصمت والآن الشيطان يرد عنك وأنا لا أجلس في مجلس به شيطان . هكذا كانت أخلاقيات الرسول التي يجب أن نقتدي بها وللأسف فإن العرب اعتادوا منذ فترة ليست بالقليلة على لغة السباب التي هي لغة الجهلاء وتعميم الأمور وتضخيمها فليست الكويت او مصر او أي بلد عربي آخر بل هم مجموعة من الأفراد ولكن العلاقات أكبر من ذلك بكثير إنها علاقات إسلام وعروبة وتاريخ ومصير مشترك وللأسف فأنه في الوقت الذي يتبارى فيه العرب في لغة السباب والتخوين بينهم لم نسمع أحد غار على دينه وهاجم إسرائيل عندما اقتحمت المسجد الأقصى او استباحت الأعراض وإذا كنا وصلنا إلى مرحلة أن تكون كرامتنا الشخصية أو مصالحنا الذاتية أعز علينا من ديننا فإن ذلك يعني إننا أمة لا تستحق الحياة وينطبق علينا قول رسولنا الكريم ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها قال الصحابة أمن قلتنا يا رسول الله قال بل أنتم كثرة ولكن كثرة كفناء السيل ، ويبدوا إننا للأسف وصلنا إلى تلك المرحلة وللأسف إننا حتى الآن لم نفهم المعنى الحقيقي لديننا وأن الأمر لا يقتصر على تأدية العبادات لأن جوهر ديننا هو المعاملة كما قال رسولنا الكريم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وعندما سئل رسولنا الكريم عن امرأة عن مقاومة فيروس لا يرى بالعين هو درس إلهي للمسلمين قبل أن يكون درس للغرب كي يعودوا إلى دينهم وإلى أخلاقيات الإسلام كما أن هناك مسئولية خاصة منوطة بأولي الأمر بإصدار أوامر صريحة وسن تشريعات تجرم كل من يسهم في الإساءة إلى العلاقات بين دولنا حتى يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى تلك العلاقات لأن الحرية لا تعني الفوضى أو الإساءة لقيم المجتمع وتقاليد او تهديد أمننا القومي العربي والعمل على تفتيته وإثارة الفتنة بين بلدانه .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق