( الأب والورقة السوداء )

( الأب والورقة السوداء )

عجز الأب من سلوك ابنه السيئ الذي يبلغ من العمر سبعة أعوام.. فهو طفل مشاكس،و سيئ الطباع.. ويؤذي الٱخرين بهمجيته..كالعض، والضرب، ورمي الأوساخ والألعاب على الأرض، وغير ذلك من التصرفات السيئة التي يقوم بها ذلك الطفل وسام.. واحتارت أمه بكيفية التعامل معه أيضاً..فجلس الأب يفكر في حلّ لهذه المشكلة،وطريقة مثلى علّها تغيرمن سلوك ابنه ، وبعد قليل خطرت في باله فكرة جيدة وصرخ قائلاً: وجدتهـــــــا.. ثم ذهب وأتى بورقة صغيرة سوداء ليس عليها أي لون غير السواد.. ونادى على إبنه وسام. فأتى إليه وقال له: ماذا تريد ياأبي؟ قال الأب: أنظر يابني إلى هذه الورقة، ماذا ترى فيها ؟؟ فنظر وسام إليها وأمعن النظر فيها ثم قال لأبيه: لم أجد فيها شيئاً..إنها ورقة سوداء.. فسأل الأب إبنه: هل تراها جميلة هذه الورقة؟؟ أجاب وسام: لا.. ليست جميلة إنها فقط سوداء، فقال له أبوه: وهكذا هي أفعالك ياوسام..كهذه الورقة الصغيرة، سوداء وليست جميلة.. وسلوكك سيئ جداً،،فنظر وسام إلى أبيه باستغراب متعجب ومتفاجئ مماسمع.. إنه يسمع كلاماً غريباً ولأول مرة ..ولكن هذا الكلام من والده أشعره بالخجل والارتباك فخفض رأسه وبدأ يفكر فيما قاله له والده.. وضع الأب يده على كتف وسام وقال له: يابني: مارأيك أن تجعل من هذه الورقة السوداء ورقة بيضاء جميلة؟؟ فقال وسام: ولكن كيف ذلك ياأبي؟؟ قال الأب: سأعلق هذه الورقة على باب غرفتك،وكلما قمتَ بعمل جيد أَرسمُ خطاً باللون الأبيض على تلك الورقة وهكذا إلى نهاية الأسبوع ولنرى إذا أصبحت كلها بيضاء أم بقي فيها شيئ من السواد ..فإن أصبحت كلها بيضاء ناصعة لك مني هدية جميلة، فقفز وسام وصرخ من شدة الفرح وهو يقول: نعم.. نعم.. موافق .سوف أجعلها كلها بيضاء وأنال هدية جميلة.. وأصبح وسام ولد هادئ ومطيع لوالديه، يراقب سلوكه وحريص كل الوقت بأن لايبدر منه فعل سيئ أو مزعج أبداً،،و في كل أسبوع تصبح الورقة السوداء كلها بيضاء.. وكثرت الهدايا،، إلى أن كبر وسام ونضج..وأصبح ذو أخلاق حميدة.. ويتصرف بلباقة مع الٱخرين، وقد تعلم كيف يفعل الخير لكل الناس ودون مقابل،،وعاش مع أسرته والسعادة تملأ قلوب الجميع، ولم يعد هنـــــاك……. ورقة سوداء..
وفعلاً كانت طريقة مثلى، وذكية لتغييرسلوك الطفل من السيئ…. إلى الجيد..
قصة من خيال الشاعره والاديبة ✍..إيمان جميل النبشة

إرسال التعليق