دور المرأة العربية في بناء الامة

دور المرأة العربية في بناء الامة

المرأة خير شريك للرجل في بناء الاسرة . تؤثر وتتاثر وتتكامل ادوارها مع الرجل لاحداث التغيير المنشود

اعداد /دكتورة اسماء ابو لاشين
رئيس هيئة المستشارين
المشرف والمفوض العام لمركز الاتحاد العربي للقبائل للبحوث والدراسات الانسانية .

تعتبر المرأة عبر الأزمنة محور علاقات الأسرة، والمؤثرة على البنية الاجتماعية، وتعد محورا وعاملا أساسيا في التغيير الاجتماعي. فهي تؤثر وتتأثر، وتتكامل أدوارها مع الرجل لإحداث التغيير المنشود من تحول وتطور في اسلوب الحياة، مما يؤثر على المجتمع وقيمه وعلاقاته ومؤسساته.

لقد كانت المراة خير شريك للرجل في أداء رسالة الاسرة ….كما أنها خير شريك للمجتمع في بناء قواعده وركائزه مما أضاف للمراة الكثير …ولم ينقص من مكانتها ودورها وقدرها، رغم كافة التحديات التي تواجهها والمصاعب التي تعيق تقدمها ، والتي لا تقبل بالاستسلام لها بل تعمل بكل جهدها وطاقاتها على تحقيق نجاحها، واثبات ذاتها وتعظيم دورها ومكانتها داخل الأسرة وبمكان العمل وعلى مستوى المجتمع .

دور اجتماعي ومسؤولية شاقة حملتها المرأة منذ القدم لبناء الاسرة و للنهوض بالمجتمع وتربية الأجيال، حيث كانت ولا تزال الشريك الأهم للرجل الذي كان يترك المنزل سابقاً ويغيب لفترات طويلة تصل إلى بضعة أشهر أحياناً، طلباً للرزق وسعياً لتوفير الحياة الكريمة لأفراد أسرته، فكانت المرأة تتولى في هذه المدة إدارة شؤون المنزل وتدبير احتياجاته لتقوم بواجباتها الأسرية وتؤدي مهام رب الأسرة.

وهكذا ظلت إمكانات المرأة وإبداعاتها مغيبة ردحا طويلا من الزمن ، خاصة في عالمنا العربي.. كلما حاولت المرأة أن تنفض عنها غبار التخلف وتنهض لتشق طريقها نحو حياة أفضل وجدت من يضع أمامها العراقيل ويسد طريقها بكل العقبات والمعوقات.. ولكنها لم تيأس ولم تستسلم وظلت مؤمنة بحقها في مشاركة الرجل لأنها نصف المجتمع.. وهي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة.. وهل يكون مجتمع بغير المرأة ؟ وهل يطيق الرجل حياة بغيرها؟

استطاعت المرأة العربية أن تثبت وجودها ، وأن تحتل مراكز مرموقة . تحدت فأبدعت في كل الميادين وبرزت أسماء لامعة في مختلف العلوم .. حق للعالم كله أن يفاخر بها ويعتز

خاضت المرأة العربية معترك الحياة بكل ثقة مستمدة ذلك من تاريخ حافل قدمت فيه أروع الأمثلة في كل الميادين.. حتى معارك النضال والتحرير
إذن فالمرأة العربية تخطت كل الصعاب ووصلت إلى مراكز متقدمة وتولت مناصب وزارية كانت حكرا على الرجل، وليس هناك الآن سبب لحجب أي منصب عنها.. تغير كل شيء وأصبح المستحيل واقعا ملموسا…

ورغم ذلك فان المجتمع في الوقت الحاضر لا تهمه مكانة المرأة العلمية أو مؤهلها الأكاديمي، وإنما تهمه إلى حد كبير مشاركتها في الأعمال التي يحتاجها المجتمع، فالمرأة هي المسؤولة عن بيان دورها والمطلوب منها وفق ما يحتاجه المجتمع. لان مجال الأعمال الاقتصادية والتي تدر عائدا على الأسرة والمجتمع العربي تقوم بها المرأة في القطاع غير المنظم تعد المرأة إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل بيئة نظيفة خالية من الكربون، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات تغير المناخ ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام.

“المرأة هي نواة المجتمع وإذا استطعنا أن نطور أو نغير من سلوكيات المرأة يمكن تغيير سلوكيات الأسرة ومنها المجتمع. فالمرأة لها تأثير كبير على الأطفال والرجال ويمكن أن تعمل على تغيير الثقافة الاستهلاكية لدينا.

وانطلاقاً من الدور الأسري الذي تقوم به المرأة وأهميته بتطوير قدراتها ومساعدتها على تذويب العوائق التي تقف أمامها، بهدف صقل خبرات المرأة وتزويدها بالمعلومات الأساسية التي تسهم في زيادة التماسك الأسري وترفع الوعي بتربية الأبناء وتحقيق التنمية المستدامة.

ومن هنا يمكن القول “إلى أي مدى ساهمت المرأة العربية في عملية التنمية وبناء الاوطان والامة؟
استثمرت المرأة المناخات المواتية التي هيأتها حكومتنا الرشيدة لها لتساهم في مسيرة التنمية، فعادت للظهور على خارطة العمل التنموي بصورة جديدة وبمعدلات انتاج مختلفة بعدما تسلحت بالعلم والمعرفة وكونت ثقافتها التي تميزها وتمكنها من الانخراط في صفوف العمل التنموي بالمجتمع.

وساهمت النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد العرببة في هذا العهد الزاهر في تغيير المفاهيم الاجتماعية للمرأة ومنحها دورا أكبر من العمل التطوعي وزيادة تأثيره في الأسرة والأبناء بشكل أكثر وعيا بما توافر لديها من علم وثقافة، وانخراطها في سوق العمل والمشاركة الأسرية والمشاركة الثقافية والمشاركة المجتمعية في صياغة السياسات التنموية وتنامي حجم قوة العمل النسائية باستمرار.

وها نحن اليوم نعيش عصر المرأة العاملة ، التي تؤدي دورها بمكان عملها وداخل أسرتها ومتابعتها لأبنائها والعيش مع زوجها في اطار اسرة قادرة على مواجهة تحدياتها الاجتماعية والاقتصادية .

وهكذا ومع النهضة العلمية المعاصرة أنشئت الجامعات فغطت كل التخصصات ودخلتها المرأة بحماس شديد وبإيمان قوي وأقبلت على التعليم لتنهل منه ما استطاعت مثبتة قدرتها على الوصول إلى الأوج وبلوغ الغاية وقطعت شوطا بعيدا تفوقت فيه على الرجل.. أصبحت المرأة طبيبة ومهندسة ومخترعة وعالمة و..و. ونالت الجوائز وشهادات التفوق.
وعرف العالم عالمات عربيات ينحني لهن احتراما وتقديرا بمجرد سماع أسمائهن، وأصبحن ملء السمع والبصر!.

وباعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع ومشارك رئيسي في تحقيق رفاهيته ورفع مستوى تعليمه والحفاظ على صحته وصيانة مقدراته والمحافظة على موارده.. ولابد لنا هنا ان نؤكد على أهمية دور المرأة في بناء وتكوين حياة الاسرة والاطفال وبهذا فهي الى جانب كونها مسؤولة عن نفسها فهي ايضا مسؤولة عن النصف الآخر في المجتمع «الطفل» وفي بناء الاسرة و المجتمع.
فمن هنا نجد أن ما نسبته فوق الـ 75٪ في المجتمع هم من النساء والأطفال. ،
ويمكن للمرأة أن تلعب عدة أدوار في خدمة عملية التنمية والبناء في أي مجتمع يهدف الى تحقيق برنامج تنموي،

إرسال التعليق