دعوة الی المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإیرانیة عبر الإنترنت
فی یوم 17 من شهر تموز الجاری وبسبب جائحة کورونا لا یمکن لعشرات الآلاف من أنصار مجاهدی خلق والمقاومة الإیرانیة إقامة مؤتمرهم السنوی فی مکان واحد کما تعوّدوا علیه منذ العام 2004. إنهم اختاروا هذا العام تحدّي النظام الإیرانی وجائحة کورونا معاٌ واستخدام أحدث التقنیات الموجودة فی العالم، والمشارکة بأعداد تفوق عدة مرّات الکم الهائل الذی تجمع خلال السنوات الماضیة فی باریس.
خلال الأعوام الستة عشر الماضیة کان الإیرانیون فی خارج إیران ومعهم أبناء جلدتهم داخل البلاد علي وعد مع نهایات شهر حزیران وبدایات شهر تموز ومعهم مئات من الشخصیات السیاسیة فی مختلف دول العالم للمشارکة فی هذا المؤتمر السنوی العام الذی أقیم منذ عام 2004 فی فرنسا، ما عدی الأخیر منه خلال العام الماضي الذی عقد فی معقل مجاهدی خلق – أشرف الثالث- بألبانیا.
هذا الحدث کان ولا یزال أکبر حدث سیاسی للمعارضة الإیرانیة علی مدار السنة وله أکبر وقع علي نظام الملالی؛ لأن هذا الحدث یعتبر مظهراْ حقیقیاٌ للبدیل الدیمقراطی الذی یعرض صورة إیران المستقبل بترکیبته الإنسانیة وبطروحاته السیاسیة وبوجود تأیید عالمی له. فلیس من المستبعد أن یستخدم النظام کل عام علاقاته الدبلوماسیة خاصة مع فرنسا لوصول جواد ظریف قبل الآحدات بأیام إلی باریس والالتجاء إلي الحکومة الفرنسیة لمنع إقامة المؤتمر. لکنهم لم یجدوا آذان صاغیة فی هذا المجال فتوسّلوا إلی آخر دواء في جعبتهم وهو الإرهاب؛ فأرسل النظام فی العام 2018 أحد کبار دبلوماسییه یحمل معه قنبلة لوضعها فی المؤتمر وقتل المشارکین الأبریاء، حتي یتخلص من مثل هذا المنعطف السنوی ضده. هذه المحاولة الدنیئة أیضاٌ فشلت وحاق المکر السیء بأهله حیث الدبلوماسی وثلاثة آخرون من المشارکین فی تنفیذ هذه المؤامرة قابعین فی السجن في بلجیکا منذ أکثر من عامین.
هذا العام کنا أمام حالة نقیض: فمن جهة الظروف داخل إیران تبشّر بالتغییر أکثر من أی وقت آخر. لأن النظام أثبت خلال أزمة کورونا أن وضع أبناء الشعب الإیرانی لا یمهّه، بل بالعکس یعمل النظام بکل طاقته لیجعل من هذا الوباٰء محرقة ومجزرة کبیرة لهم حتی یتوغل أبناء الشعب فی الیأس وفی محنهم ومعاناتهم وفقرهم. وبسبب تصرفات النظام فی هذا المجال تراکمت الاحقاد والغضب فی المجتمع الإیرانی مائة مرّة أکثر عما کان. فالحالة مستعدّة للوثبة والتقدم نحو الهدف في إسقاط النظام. کما أن الظروف الإقلیمیة والدولیة أیضاٌ جاهزة للتعامل مع هذا التطور الکبیر. من جهة أخری هذه الحالة المرضیّة العالمیّة الخطرة جدّاْ تحول دون ذلک. فوجدنا الحلّ فی التطویر والتأقلم مع الحالة من خلال اللجوء إلی أحدث التقنیات الموجودة فی العالم واستخدام الإمکانیات التی توفّرها شبکات الإنترنت فی هذا المجال. فسیشارک الإیرانیون ومؤیدوهم من آلاف المواقع الشخصیّة والمنازل وکذلک التجمعات الممکنة فی کل بلد ومدینة فی یوم 17 من هذا الشهر. ولاشک أن العملیّة صعبة ومعقّدة، لکننا جرّبناها عدة مرّات خلال الأشهر والأسابیع الأخیرة.
مؤتمر هذا العام یحمل عنوان «المؤتمر العالمی من أجل إیران حرة» ویأتی بشکل خاص لتأیید انتفاضة الشعب الإیرانی ولدعم معاقل الانتفاضة داخل إیران نواة جیش التحریر. وسیحضره عبر الإنترنت مئات من الشخصیات السیاسیة من عشرات الدول العربیة والإسلامیة ومن الدول الأوربیة والأمریکیّة وغیرها فی خمس قارات العالم.
ویهدف المؤتمر إلی نقل رسالة الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة إلی آذان العالم بأن الشعب الإیرانی وشعوب المنطقة قد ملّوا من تصرفات نظام الملالی ویبحثون عن طریق التخلص منه. والجدید هو أن هذا الطریق تعمل من أجل فتحه معاقل الانتفاضة التی أشار إلیها مسعود رجوی زعیم المقاومة الإیرانیة بقوله: « ستراتیجیة جیش التحریر تم اختبارها فی معاقل الانتفاضة وفی المدن والبلدات المنتفضة »
کما أن البدیل جاهز من خلال البرامج والخطوط العریضة التی قدّمها المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة والتی جاءت خلاصتها فی الموادّ العشرة التي عرضتها السیدة مریم رجوی وحظیت بتأیید الشعب الإیرانی وتأیید نواب البرلمانات فی عشرات من دول العالم وأخیراٌ جاء قرار أغلبیة أعضاء الکونغرس الأمریکی لإکمال اصطفاف نواب الشعوب فی تأیید البدیل الدیمقراطی للنظام.
إرسال التعليق