الحب بين الروح والعقل والمواقف

الحب بين الروح والعقل والمواقف

لاشك أن الحب هو أنبل عاطفة في الوجود وهو الذي يجعل للحياة رونقا ومعنى ، والحب عدة أنواع فهناك حب الله ورسوله وقد يكون حب الوطن أو حب بين البشر ولاشك أن حب الله ورسوله فهو أرقى أنواع الحب لأنه الحب الباقي الذي لا يموت وبدون حب الله فإن الحب لن يكون له معنى وهدفا لأن الإنسان إذا لم يحب خالقه الذي منحه كل تلك النعم بل وهبه الحياة كلها فكيف له أن يحب بشر لا يضر ولا ينفع وقد يتغير في أي وقت ، أما حب الوطن فهو الوفاء للأرض التي علش فيها الإنسان ونهل من خيراته وأعطى لكيانه الشرعية لممارسة حياته في الداخل والخارج أما حب البشر بعضهم لبعض فهو الحب الذي يزرع السلام والطمأنينة سواء داخل الأسرة أو المجتمع أو العالم إلا أن الحب الشائع المتداول بين الناس فهو حب الرجل للمرأة وهو عاطفة لا دخل للإنسان فيها لأنه حب من الله كما قال رسولنا الكريم الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ، وأحيانا يشعر الإنسان بعاطفة تجاه امرأة معينة دون أن يعرف سر هذا الحب وحتى تارجم تلك العاطفة إلى واقع لابد أن يحكم عقله فبدون وجود التكافؤ العقلي والنفسي والاجتماعي بين الرجل والمرأة فإن هذا الحب لابد أن يموت يوما ما بل قد يتحول إلى كراهية فمن غير المعقول أن يرتبط إنسان متدين بعاهرة ليس لها دين وخلق وهو ما أوصانا به رسولنا الكريم عندما قال تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك . وعرف تلك المرأة الصالحة بأنها إذا نظر إليها زوجنه سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه وفي كل أنواع الحب فإن المواقف وحدها هي التي تبين صدق هذا الحب أم عدمه ، فكما قال الله في كتابه الحكيم : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ، فلا معنى أن يقول الإنسان أنه يحب الله ورسوله ويرتكب كل المعاصي والأثام التي نهى عنها الله ورسوله وكيف يدعي الإنسان أنه يحب وطنه وهو لا يعطيه أي شيء بل قد يتأمر عليه وكيف يدعي إنسان أنه يحب إمرأة أخرى وهو لا يسعى للارتباط بها أو أن يتقي الله فيها بعد الزواج وكيف تدعي المرأة أنها تخب زوجها وهي لا تتقي الله فيه ، فما أسهل حب الكلمات ونا أصعب حب المواقف التي أصبحنا في حاجة ماسة إليها حتى يصبح هذا الحب أداه للبناء والسلام والمحبة داخل الأسرة أو المجتمع أو بين العالم كله .

مصطفى عمارة

إرسال التعليق