في الذكرى الثامنة والستين لثورة يوليو جمال عبد الحكيم عامر يكشف دور عامر في الثورة وأسرار خلافه مع عبد الناصر

في الذكرى الثامنة والستين لثورة يوليو جمال عبد الحكيم عامر يكشف دور عامر في الثورة وأسرار خلافه مع عبد الناصر

– المشير هو الذي رشح اللواء محمد نجيب لرئاسة تنظيم الضباط الأحرار .
– عبد الناصر كان على ثقة وثيقة بالإخوان واجتمع معهم عدة مرات ثم تخلص منهم بعد أن أستتب حكمه .
– ثورة يوليو لم تحقق أهدافها لإصرار عبد الناصر على الانفراد بالسلطة وإلغاء مجلس قيادة الثورة .

على الرغم من قيادة الزعيم الراحل عبد الناصر لثورة يوليو إلا أن نجاح تلك الثورة أعتمد في المقام الأول على الدور الذي لعبه عدد من قادتها ، ويعد المشير عبد الحكيم عامر واحد من ابرز هؤلاء الرجال الذي لعب دورا مؤثرا في نجاحها ، ومن هذا المنطلق كان حوارنا مع السيد/ جمال عبد الحكيم عامر نجل المشير الذي كشف في حوارنا معه الدور الذي لعبه المشير في الثورة وعلاقته بعبد الناصر وأسرار خلافه معه وفيما يلي نص الحوار :

1- متى وكيف بدأت علاقة المشير بعبد الناصر وباقي الضباط الأحرار؟ وكيف توطدت العلاقة بينهما حتى أصبح الصديق المقرب من عبد الناصر ؟
كانت بداية العلاقة في العسكرية بالمنطقة الشمالية وتوطدت بينهما في السودان عندما كانا يخدمان في جبل الأولياء وكانا يتبادلان الكتب وتوطدت العلاقة بينهما عندما قرر الملك فاروق دخول الجيش المصري حرب فلسطين .

2- كانت قضية الأسلحة الفاسدة من القضايا الرئيسية التي تسببت في الثورة ، فما هي حقيقة تلك الاسلحة خاصة أن حيدر باشا خال المشير كان وزيرا للدفاع وقتئذ ؟
حيدر باشا كان من أشد المعارضين لقرار الملك دخول حرب فلسطين لأن الجيش المصري لم يكن مستعدا لدخول تلك الحرب ولم يكن له أي صلة بقضية الأسلحة الفاسدة والتي يسأل عنها من قام بشرائها رغم إنها غير صالحة للإستخدام وتسببت في سقوط ضحايا مقابل عمولات حصل عليها .

3- وما هو الدور الذي قام به المشير أثناء الثورة ؟
دور المشير في الاعداد للثوره كان كبير حيث كان فى البداية يرأس شؤون الضباط مما مكنه من معرفته لغالبيه الضباط بحكم موقعه مما مكنه من تجنيد أكبر عدد من الضباط وضمهم للتنظيم وكان لثقه عبد الناصر في عبد الحكيم عامر وقدراته وصلاته الكبيره فى الجيش حيث إن المشير عبدالحكيم عامر كان ثانى دفعته عندما حصل فرقه أركان حرب وهو برتبه ملازم وهى حاله نادره والاول كان صلاح سالم من الضباط إلاحرار أيضا وبعد ذلك كان أركان حرب اللواء الضارب تحت رئاسة اللواء محمد نجيب وفي حرب ١٩٤٨ كان على رأس قواته واقتحم واحتل مستعمره ميت سليم من العدو الصهيوني ولقد اصيب خلال هذه العمليه وتم اخلاءه ومن المعروف إن الضابط الذي يصاب فى العمليات لا يعود للحرب ولكنه المشير عاد مره أخري لقواته في الميدان وقام الملك بترقيته استسناءي وأعطاه اعلى وسام في ذلك الوقت وكان الضابط الوحيد ألذى تم ترقيته اثناء الحرب على مستوى القوات المسلحة النقطة المهمه فى تلك إلاحداث إن عبد الحكيم عامر كان لا يحتاج لعمل ثوره لإنه حقق فى الحرب إنجازا كبيرا و الترقيه للرتب العليا كان ممهد إمامه وكان من عائلة ميسوره ولكنه كانت دوافعه وطنيه ونبيله وكان زملاءه من الضباط يطلقون عليه إسم جاك نسبه إلى جان جاك روسو مفكر الثوره الفرنسية لنبله واخلاقه الكريمه وذلك كان قبل الثورة بالطبع ولقد كلفه مجلس قياده الثوره ومعه ذكريا محىى الدين بوضع خطه الثوره وهى مكتوبة بخط يده وتم التصديق عليها من الضباط الأحرار وليلة الثوره كان هو وعبد الناصر يمرون على الوحدات المشاركة وعند هيئه أركان حرب الجيش شاهدوا أن المبني مضاء وكانت هناك تحركات بالمبنى فقال والدى لعبد الناصر إن جميع قياده الجيش موجود كلها داخل المبنى مما يؤكد وصول معلومات بتحركات في الجيش وقال عامر إنها فرصه لاعتقالهم جميعا داخل هيئه إلاركان وبالفعل أخذ عامر قوه وعند محاولة اقتحام البوابه رفض عسكرى الحراسه فتح البوابه مما أدي إلى أن أطلق المشير عليه الرصاص وأرداه قتيلا وكان هذا العسكرى الوحيد ألذى قتل ليله الثوره وكان من محافظة المنيا ودخل القياده وقبض على اللواء حسن فريد رئيس إلاركان و الضباط الكبار المتواجدين في القياده مما ترتب عليه من شلل في قياده الجيش .

4- ما هو الدور الذي لعبه لإنهاء التمرد الذي قام به سلاح الفرسان بعد الثورة ؟
تمرد سلاح الفرسان بدء عام 1954 بمطالبة أفراد هذا السلاح بحل مجلس قيادة الثورة واعتقالهم وكتب أعضاء مجلس سلاح الفرسان استقالتهم إلا أن المشير عبد الحكيم عامر رفض ذلك وحاصر مبنى سلاح الفرسان وهدد بضربهم بالقوات الجوية وفي النهاية استسلموا وقتها وقال جمال عبد الناصر أمام الجميع «يا حكيم أنت عملت اللي ما اقدرش اعمله» وقال أنور السادات في كتابه هذا هو عبد الحكيم عامر رجل المهام الصعبة .

5- هناك آراء متضاربة حول الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب ، فكيف كانت وجهة المشير في هذا الخلاف؟
المشير عبد الحكيم عامر هو الذي رشح اللواء محمد نجيب لقيادة تنظيم الضباط الأحرار نظرا لمعرفته الوثيقة به لأنه كان يشغل أركان حربه وكان المرشح لهذا المنصب لواء أعتقد أن إسمه صادق ، وفي النهاية تمت الموافقة على ترشيح المشير للواء محمد نجيب ومن شدة حب نجيب للمشير كان يقول «لو فتحتوا قلبي هتلاقوا المشير بداخله» إلا أن الصراع انفجر بين عبد الناصر ونجيب لأن عبد الناصر كان يعتبر نفسه صاحب الثورة أما نجيب فكان ترشيحه ناتج لأنه ضابط برتبة كبيرة أما بقية ضباط الثورة فكانوا صغار السن .

6- ما هي حقيقة علاقة عبد الناصر بجماعة الإخوان المسلمين ؟
عبد الناصر كانت له علاقة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين واجتمع معهم مرات عديدة ولم يحضر المشير أي من تلك الإجتماعات وكان عبد الناصر يعرف أنهم أكبر قوة فاعلة لذا حاول استمالتهم وحل كل الأحزاب فيما عدا جمعية الإخوان المسلمين الذين شاركوا بكتائب في حرب فلسطين وحرب السويس وبعد أن أستتب له الأمر قضى عليهم .

7- وهل ترى أن ترقية المشير إلى تلك الرتبة أحدث انقساما داخل مجلس قيادة الثورة خاصة أن بعض الضباط رأى أنه ليس أحق بتلك الرتبة ؟
الترقية الاستثنائية أمر موجود في جيوش العالم ولم تكن بدعة في مصر وتاريخ المشير يؤكد أنه يستحق تلك الترقية فلقد كلفه مجلس قيادة الثورة بتولي إدارة شئون الجيش خاصة أن محمد نجيب لم يكن لديه الوقت الكافي لأنه كان رئيس للجمهورية وكان من الطبيعي أن يتولى أحد الضباط الأحرار تلك المهمة ولقد وقع الإختيار على المشير نظرا لتاريخه المشرف في حرب 1948 وثانيا لأنه كان ثاني دفعته في كلية أركان الحرب وتم تعيينه أركان حرب اللواء الضارب وهو أقوى لواء في الجيش المصري حيث عرف بخبرته وقدرته على الضبط كما قام بتنظيم الجيش وإعادة هيكلته وإرسال البعثات العسكرية لتأهيل الضباط إلى روسيا والذي تولى عدد منهم القيادة فيما بعد كالمشير أحمد بدوي وإسماعيل علي وحسن أبو سعدة وجلال هريدي وغيرهم وإنشاء سلاح الصاعقة والمظلات وهيئة التسليح وتم تسليح الجيش بالأسلحة والصناعات العسكرية والصواريخ وتصنيع الطائرة المقاتلة القاهرة 300 التي صنعت في مصر بمساعدة خبراء من المانيا وطوروا نموذجا منها عام 1964 وحتى الآن توجد طائرة منها في معرض برلين .

8- متى بدأت الخلافات الحقيقية بين عبد الناصر والمشير حتى إنتهت إلى تلك النهاية المأساوية ؟
أما عن الترقيه الاستثنائية فهو أمر موجود في جيوش العالم والخلاف بين المشير وعبد الناصر بدء قبل حرب ١٩٥٦ أو حرب السويس عندما ابلغ عبد الناصر المشير عبدالحكيم عامر قبل قيامه بتاءميم قناه السويس بأسبوع واعترض المشير بشده للعواقب الخيمه لقيام حرب تدمر البلد وعدم قدره الجيش المصري على مواجهه هذه الجيوش خاصه لم إلا ٤ سنوات على قيام الثوره وكانت إلاسلحه التى في جوزه الجيش من مخلفات الجيش الإنجليزي وصفقه إلاسلحه التشيكيه وبعد الحرب استقال المشير ولكن عبد الناصر أقنعه بالبقاء الاستقاله الثانية سنه ١٩٦٢ وهى أول استقالة مسببه في عصر عبد الناصر حيث كانت الخلافات في أشدها وكانت الاستقاله إلاخيره سنه ١٩٦٧ وما تبع ذلك من قتل المشير كما ثبت في القضيه وخلال تلك الفترة تم اغتيال معنويا بعد قتله من الاعلام وعلى راسهم حسنين هيكل الذي إدار هذه الحمله على مدار سنين طويلة ولقد اتهمته في القضية بالتحريض على قتل المشير وطلبت من النيابه استدعاءه للتحقيق وكل ذلك لتحميل كارثة ١٩٦٧ وتبرءه عبد الناصر من المسؤليه .

9- في النهاية ماهي وجهة نظرك في الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق ثورة يوليو لأهدافها التي وضعتها خاصة فيما يتعلق بإقامة حياة ديمقراطية سليمة ؟
لم تحقق الثوره اهدافها لاصرار عبد الناصر الانفراد بالسلطه والغاء مجلس قياده الثوره و التخلص منهم للانفراد بالسلطه وكان لا يطيق إن يعارضه أحد وكما قال ابى في مذكراته لقد تغيرت شخصيه جمال عن بدايه الثوره وكان يبحث عن مجده الشخصى فقط .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق