الحب بين العاطفة والسياسة
منذ طفولتي المبكرة بدأ الحس العروبي والإسلامي يسري في دمائي فلقد كنت عاشقا للتاريخ والذي تفوقت فيه عبر رحلتي الدراسية خاصة التاريخ الإسلامي والعربي كما كنت متميزا في دراسة التربية الدينية ولعل هذا كان مؤشرا لتوجهاتي الشخصية خاصة أن التوجه العروبي والإسلامي أصبح يشكل جزء أساسي من كياني إن لم يكن كياني كله وساهم في ذلك أن المرحلة التي نشأت فيها كانت عامرة بالأحداث في المنطقة العربية حيث شهدت انطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة أبو عمار كما شهدت احتدام الصراع العربي الإسرائيلي وقيام الوحدة المصرية السورية تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة في ظل وجود الزعيم الراحل عبد الناصر الذي أيقظ بمواقفه المشاعر القومية من المحيط إلى الخليج ، وقد انعكس توجهي الإسلامي والعروبي على حياتي العملية والشخصية فمارست السياسة من خلال أحزاب ذات توجه عروبي واسلامي إلا إنني اكتشفت أن تلك الأحزاب يقودها أشخاص تحكمهم المصالح الشخصية والصراع على الزعامة بعيدا عن الشعارات المرفوعة التي تستهدف تضليل الجماهير وخداعهم ، لذا قررت ترك تلك الأحزاب والتفرغ للعمل الصحفي والذي يعبر عن توجهاتي لأنني أؤمن بأن الصحافة رسالة لخدمة قضايا أمتي وليست تجارة كما يمارسها البعض . ونظرا لايماني بتلك الرسالة فلقد أصبحت بفضل وتوفيق من الله واحدا من ابرز الصحفيين على مستوى الوطن العربي ، أما إنعكاس السياسة وما تحمله من توجهات إسلامية وعروبية ملكت كل كياني على حياتي الشخصية فكان لا يقل تاثيرا عن حياتي العملية فلقد حلمت ولا زلت أحلم بالزواج من امرأة عربية خاصة من منطقة الشام والتي تشمل على وجه الخصوص سوريا وفلسطين والتي ربطتهما بمصر علاقات تاريخية وكفاح ونضال مشترك حتى اترجم مشاعر الوحدة التي بداخلي من المستوى السياسي إلى المستوى الشخصي وفي ظل صعوبة تحقيق ذلك الحلم في فترة من فترات حياتي فلقد خضت تجربة زواج لم تكن موفقة مع سيدة مصرية إنتهت بالانفصال ورغم أن هذا الإنفصال جاء متأخرا إلا أن حلم الارتباط عاودني مرة أخرى للارتباط بسيدة من منطقة الشام والتي تشمل وكما قلت سوريا وفلسطين بعد أن قادتني المصادفة إلى قصة حب مع أديبة من تلك المنطقة تحمل نفس المبادئ والتوجهات أدعوا الله أن تترجم إلى ارتباط يترجم توجهي العروبي والقومي الذي ملئ كل كياني منذ طفولتي المبكرة .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق