مراثون السلام العالمي
مراثون السلام العالمي
في اطار الاحداث التي تشهدها المنطقة لم يعد مستغربا اي من الممارسات على الصعيد السياسي والامني فهناك اجندات قد اعدت مسبقا لتنفيذها في منطقة الشرق الاوسط
ان الوعي الجيواستراتيجي الذي تتمتع به الدول العظمى والذي مكنها من رسم خارطة العالم وفق معايير ومحددات من شأنها ضمان مستقبل نفوذ هذه الدول في المنطقة العربية والتي تعاني من قلة الوعي بهذه الاستراتيجيات رغم كل الامكانيات التي تتمتع بها من موارد طبيعية تؤهلها للنهوض والتقدم والازدهار الا انها تفتقر للعديد من المؤهلات الاساسية في تنفيذ الخطط التنموية.
حيث تعود اسباب عدم التقدم للتدخلات الاجنبية في رسم السياسات والاجراءات من قبل الحكومات وغيرها من التنظيمات الفاعلة في المنطقة ولا سيما تلك التي صنعتها دول الاستعمار بهدف تعطيل النهضة وتقدم تلك الدول التي تعاني اصلا من تصدعات في البنية الاجتماعية بسبب عدم توفير مقومات الحياة الطبيعية لمواطنيها مما يؤدي لعدم الاستقرار وغياب العدالة الاجتماعية وغيرها من الشروط التي تضمن للدولة الاستقرار واستقلاليتها في تنظيم الحياة السياسية والامنية بما يتناسب مع مصالح شعوبها
ولهذا نجد العديد من الدول العربية في سباق مضني نحو تحقيق السلام للنأي بنظامها من التهديدات الداخلية التي صنعتها لنفسها وغيرها من التهديدات الدولية التي تلوح بها الدول العظمى في اشارة لبعض الاجراءات الدولية من عقوبات وحصار وعزلة بموجب القوانين والاعراف الدولية التي وضعتها دول الاستعمار
ومن هنا تأتي بعض الممارسات السياسية والامنية لتلك الدول الخاضعة لتلك الفوانين للتصرف بتبعية مطلقة وتقوم بتنفيذ اجندات مرتبطة باحدى الاطراف الدولية القادرة على حمايتها رغم وضوح المصلحة الغالبة بطبيعة الحال للدولة العظمى التي تتبنى منهجية هذه الدولة التي تتصرف وفق المعايير التي وضعتها لها مسبقا.
واصبح من الواضح ان كل ما يجري في المنطقة العربية ومحيطها هو ممنهج وله تداعيات مدروسة ومعدة مسبقا وفق التقسيم المرتقب والمتفق عليه من الدول العظمى وحلفائهم .
وبالنظر لما هو حاصل على الصعيد الامني نجد ان هناك اعادة تشكيل للحلفاء بما يتناسب مع التقسيمة الجديدة.
حيث ان هذه الحقبة تشهد تغيرات جوهرية في اعادة تقسيم المنطقة بموجب الاتفاقيات البائدة والتي انقضت فعاليتها وعلى سبيل المثال اتفاقية لوزان وغيرها من الاتفاقيات .. وعلية توجب على هذه الدول تبني منهجية جديدة اختلفت فيها الاطراف على شكل ومضمون الاتفاقيات الجديدة مما ادى الى تغيير في الخريطة الجيواستراتيجية والتي اجبرت هذه الدول على تغيير منهجيتها في اختيار الحلفاء الامر الذي ادى الى احداث تغيرات نوعية في طريقة تجهيز المنطقة واجبارها على تغيير ديمغرافي وايدلوجي يتيح لتلك الدول وضع استراتيجية جديدة تناسب موازين القوة وتحديد المنهجية الفكرية والثقافية لهذه الدول محل التقسيم لضمان خضوعهم لفترات زمنية طويلة وذلك لتحقيق مكاسب على المدى البعيد
وبعيدا عن المصطلحات والشعارات القومية المستهلكة .. نجد ان الامة العربية قدمت الكثير لتخسره خلال السنوات السابقة ولازالت مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات مقابل الامن والاستقرار حتى وان خلى من الاستقلال وهذه المصطلحات باتت لا تجدي نفعا بل بالعكس كانت هي سبب معاناة الشعوب .
ومن دواعي الخنوع تتجه بعض الدول في هذه الفترة لتقديم ما يمكن تقديمه من تنازلات للنأي بنفسها وبشعوبها عن بؤر التوتر والبحث عن سبل انقاذ شعوبها من ويلات الحروب التي فتكت بالاجيال السابقة دون جدوى .
فالسباق الى تحقيق السلام اصبح سهلا طالما استسلمت وسلمت للامر الواقع واعترفت بكل ما يجري من حولك بارادتك ..
ويتبع هذا الاستسلام بطبيعة الحال الي تحقيق العدالة والمساواه والتعددية الدينية والمذهبية وغيرها من الممارسات الديمقراطية
علاء الدين عبيد
إرسال التعليق