مع عودة ظهور تنظيم داعش على الساحة
الإعلامية والخبيرة في الإسلام السياسي سهاد النعيمي في حوار خاص
– إيران استغلت تنظيم داعش لتشكيل وتمويل تنظيم إرهابي شيعي مضاد هو ميلشيات الحشد الشعبي .
– تطوير الخطاب لا يقع مسئوليته فقط على العلماء بل على مؤسسات إسلامية ترعاها الدول الإسلامية المعنية .
أعاد ظهور تنظيم داعش من جديد عبر العمليات التي نفذها في العراق وسوريا من جديد فتح ملف الإسلام السياسي الذي استغلته التنظيمات الإرهابية لتنفيذ أجندات خاصة ترعاها دول إقليمية ودولية وعلى رأسها إيران ، وعن تحليلها لأسباب عودة تنظيم داعش وظاهرة الإسلام السياسي كان لنا هذا الحوار مع الإعلامية البارزة سهاد النعيمي الخبيرة بملف الإسلام السياسي :-
1- ما هي رؤيتك لأسباب عودة تنظيم داعش في بعض المناطق في ذلك التوقيت ؟
لتحديد الاسباب ينبغي التذكير بنشأة داعش بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق واستباحة ايران بالدرجة الاولى لهذا البلد ، فكانت الذريعة يومها دعم كل من يقاتل الاميركيين ، فتشكل هذا التنظيم الارهابي وتمدد ووجدت فيه طهران الذريعة المناسبة لتشكيل وتمويل تنظيم ارهابي شيعي مضاد هو مجموع ميليشيات الحشد ، وذلك تطبيقا لسياسة فرق تسد ، لادامة هيمنتها على العراق .. وغيره .
واليوم ليس من قبيل الصدفة ان يعود داعش ليضرب اي محاولة لتحقيق استقلال العراق عن الهيمنة الايرانية مع حكومة الكاظمي.
2- هناك اتهامات توجه لبعض الدول كايران وتركيا واسرائيل وقوى خارجية أخرى بأنها تدعم تلك التنظيمات لتحقيق أجندتها الخاصة . فما مدى صحة ذلك ؟
هكذا تنظيمات في الاصل مفتعلة وجدت لخدمة اجندات الدول التي أنشأتها وسلحتها مثل ايران وتركيا ، ولانها تدين بالولاء لمن يمولها فان هذا الولاء يمكن ان يشترى ويباع ، مع دول اخرى ، بالاضافة الى ان هشاشة فكرها وزيفه ، يسمح للكثير من المخترقين العمل داخلها وتحوير مهامها ، بحيث تخدم اجندات اقليمية مختلفة عن ولي امرها الاساسي .
3- هناك البعض الآخر يرى بأن تلك التنظيمات ولدت من رحم الإخوان ، فما مدى صحة ذلك ؟
هي ولدت من رحم الفكر التكفيري الذي يعتمد النصوص الاسلامية جامدة مزمتة. وتنظيم الاخوان المسلمين هو اول واقدم تنظيم تكفيري في المنطقة العربية. لاحقا نشأت “القاعدة ” وليس من قبيل الصدفة ان يأتي ايمن الظواهري ، الاخواني الفكر والهوى ، الى افغانستان ليؤسس مع اسامة بن لادن هذا التنظيم الارهابي والذي انبثقت منه تنظيمات مثل النصرة وداعش..
4- هناك من يرى أن مواجهة التنظيمات المتطرفة يتطلب تطوير الخطاب الديني ، فما هو دور المؤسسات الدينية لمواجهة أفكار تلك الجماعات ؟
دورها كبير للغاية ، فتطوير الخطاب الديني ليست مسؤولية العلماء كافراد ، وانما يقع على عاتق مؤسسات اسلامية ترعاها الدول الاسلامية المعنية ، من اجل اعادة انتاج خطاب الااسلام الحقيقي ، بما هو دين الاعتدال والانفتاح والحوار بالتي هي احسن .
هذا الجهد يجب ان يشمل التقريب بين المذاهب لانه الوسيلة الانجع لتحصين وحدة الموقف الاسلامي ، فلا يستغل الخصوم والاعداء والمتربصون شرا بامتنا بعض الاختلافات الفقهية من اجل استخدامها للتفرقة السياسية واثارة الفتن .
هذا ما تفعله التنظيمات التكفيرية ، وهذا ما تفعله ايران بتحويل الاسلام السياسي الى سلاح للفتنة وللتغلغل في نسيجنا العربي والاسلامي وتمزيقه .
حاورها الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق