مع تزايد التدخلات الإيرانية على الساحتين الفلسطينية والعربية

مع تزايد التدخلات الإيرانية على الساحتين الفلسطينية والعربية

مع تزايد التدخلات الإيرانية على الساحتين الفلسطينية والعربية
“كفاح كيال” أمينة سر والناطقة بإسم المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني والأسيرة المحررة في سجون الاحتلال الصهيوني في حوار خاص

– العدوان الإيراني يستخدم القضية الفلسطينية لاختراق الأمن القومي وتضليل الوعي العربي بزعمه أنه معني بتحرير فلسطين .
– نعمل بإمكانياتنا المتواضعة ولم نتلقى أي دعم سياسي أو مالي وهناك بعض الجهات تعمل على حصار المنظمة .

شهدت السنوات الماضية تزايد التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية وشمل التدخل عدة مناطق كسوريا والعراق واليمن ولبنان كما تسببت التدخلات الإيرانية في الساحة الفلسطينية في إحداث الانقسام على الساحة الفلسطينية ، وعن أبعاد التدخلات الإيرانية وآثارها على الساحة الفلسطينية والعربية كان لنا هذا الحوار مع السيدة/ كفاح كيال أمينة سر والناطقة بإسم المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني والأسيرة المحررة في سجون الاحتلال الصهيوني :-
– متى تأسست المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني في فلسطين؟ وما هي أهدافها ؟
أعلنا عن تأسيس المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني أوائل عام 2016 وتحديدا يوم الشهيد العربي الموافق 9 مارس ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش العربي المصري  ..وجاء هذا الإعلان بعد اتصالات ومشاورات وسلسلة اجتماعات على مستوى الوطن العربي ومع ناشطين يعيشون في الشتات أيضا , ولقد بادرت فلسطين لهذه اللقاءات لتأسيس أول منظمة عربية من نوعها في الوطن العربي تحدد هدفها بمواجهة العدو الإيراني .
خاصة أن العدو الإيراني “يستخدم” – رغم عزة ورفعة فلسطين- يستخدم القضية الفلسطينية لاختراق الأمن القومي العربي وتضليل الوعي العربي بزعمه أنه معني بتحرير فلسطين زورا وبهتانا. فوجدنا أنفسنا أمام مسؤولية أخلاقية وثورية وقومية لفضح حقيقة الاستعمار الإيراني ومطامعه ونزع منه حيثية استخدام القضية الفلسطينية لتضليل الوعي العربي واختراق الأمن القومي العربي بحجة ما يسميه زورا “مقاومة”.
تتلخص أهداف المنظمة بمقاومة العدوان الإيراني في كل ساحة عربية يحتلها أو يسيطر عليها أو يتواجد بها سياسيا وفكريا وإعلاميا وثقافيا وميدانيا ,كذلك العمل على كشف مخططاته الرامية لإحكام السيطرة الفارسية على الوطن العربي ومقدراته من جهة وتحطيم البنى الاجتماعية والسياسية العربية الرسمية والشعبية لصالح أجندات إيران في خطة ممنهجة لتحويلها أي إيران لمرجعية تسيطر على الشرق .
وتعمل المنظمة على مقاطعة إيران سياسيا ودوليا وإعلاميا وثقافيا واقتصاديا ومقاضاتها قانونيا وقضائيا في المحاكم العربية والدولية هي وكل زعانفها في المنطقة وخاصة الحزب الإرهابي المسمى “حزب الله”.

– وهل هناك دعم من جهات معينة لعملكم ؟
تعمل المنظمة حتى اللحظة  بإمكانياتها الذاتية المتواضعة , ولم تتلق المنظمة أي دعم لا سياسي ولا مالي من أي جهة كانت .بل على العكس عملت بعض الجهات على حصار المنظمة لموقفها الواضح والغير قابل للمقايضة من إيران واستعمارها واحتلالها .
إلا أننا نعتبر وقفة أحرار الأمة العربية إلى جانبنا دعما معنويا نثمنه عاليا ونتعملق به.

– هل تنسقون مع جهات ومنظمات أخرى لتحقيق هذا الهدف؟
نسقنا سابقا ولا زلنا نسعى للتشبيك والتنسيق والتحالف مع منظمات وفصائل وتجمعات وشخوص لتحقيق أهدافنا بدحر العدوان الإيراني عن كل شير من الأرض العربية ابتداءً من الأحواز العربية المحتلة واليمن وسورية وجزر أبي موسى والعراق ولبنان وحتى فلسطين .
ونوجه نداءَنا لكل أحرار الأمة عبركم بالتظافر والتكاتف والانضمام للمنظمة لنحولها لرافعة شعبية ولمجلس عام يضم أحرار الأمة في معركة ضروس مع خصم يسعى لتذويب الهوية العربية وتفريسها تماما كما يفعل العدو الصهيوني في محاولات لأسرلة هوية شعب فلسطين.

– ما هي أبعاد الغزو الثقافي والفكري والاقتصادي الإيراني للساحة الفلسطينية؟
لقد واجهت الساحة الفلسطينية منذ مطلع القرن ال19 كل صنوف العدوانات الأجنبية من الإنتداب البريطاني والعصابات الصهيونية ومن يدور بفلك هذا المحور ,وتعرضت الثورة الفلسطينية عبر موجاتها المختلفة على مدى قرن للمؤامرات من قوى انعزالية وامبريالية ,إلا أنها صمدت وحافظت على كينونتها واستقلاليتها . إلا أن الغزو الإيراني للساحة الفلسطينية قد يكون الغزو الوحيد الذي نجح باختراق مكونات المجتمع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وحتى الوعي الفلسطيني . فلقد عملت إيران منذ سيطر الخميني على الحكم على اختراق الساحة الفلسطينية ومصادرة القرار الفلسطيني وتتبيعه لأجندات إيران . وقد كان من أهم تداعيات هذا حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ,فإيران تشتري ولاءات بعض الفصائل الفلسطينية عبر إغداق المال عليها وتكوين طبقة سياسية اجتماعية تدين بالولاء لإيران تسيطر على مختلف مجالات الحياة لتفريس الحالة الفلسطينية وإبعادها عن عمقها العربي.هذا المال الذي سرقته إيران من مقدرات دولة الأحواز العربية الشقيقة .

– هل هناك تنسيق خفي بين العدو الإيراني وإسرائيل في هذا المجال ؟
نحن نعتبر أن هناك تقاسم وظيفي بين الاحتلال الإيراني الذي أعلن عدوانه على الأمة العربية مجددا في العصر الحديث عام 1925 باحتلاله للأحواز العربية , وبين الاحتلال الصهيوني الذي شن عدوانه على فلسطين في ذات الفترة ليعلن كيانه المزعوم عام 1948, وهناك شواهد تاريخية يطول شرحها حول الرابط بين الاحتلالين والسيطرة على البوابة الشرقية للوطن العربي وقلبه فلسطين .
أما على صعيد الواقع الحالي فهناك مخطط منهجي يسعى لتمهيد الطريق من قبل إيران للاحتلال الصهيوني والأمريكي ولعل العراق نموذج صارخ يكرس حالة التقاسم بينهما.

– هل استطاعت إيران إحداث اختراقات حقبقية في الساحة الفلسطينية وخاصة بالنسبة للشباب والإعلام ؟
للأسف نعم . إيران استطاعت اختراق الفصائل الفلسطينية ومؤسسات ثقافية ووسائل إعلام أيضا .فلديها العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية التي تتلقى دعما ماليا من إيران وتروج لأكاذيب إيران .
والأخطر هو اختراق الوعي الفلسطيني الذي كان محصنا تاريخيا ضد كل الاختراقات ,إلا أن إيران عبر مال الأحواز المنهوب تشتري ولاءات وتقايض على عروبة الأحواز من خلال بناء أحزاب عربية في ساحات عديدة لا عمل لها ألا ترويج مشروع إيرأن الاستعماري ,وبناء وسائل إعلامية تشكل أبواق لتضليل الشباب العربي وكي وعيه وبناء وعي مستجلب مبني على الأضاليل للإجهاز على العقل العربي ومصادرة الإرادة العربية , وهذا برأيي أخطر ما تحاول إيران فعله.

– كيف ترين الدور الإيراني في إحداث الانقسام في الساحة الفلسطينية؟
عملت إيران منذ أول الثمانينات على اختراق الساحة الفلسطينية, وعندما كانت منظمة التحرير بوضعها القوي سياسيا وعسكريا قبل اتفاق أوسلو لم تستطع إيران تحقيق أهدافها الاستعمارية . إلا أنها اليوم للأسف تسيطر على فصائل مختلفة منها الإسلامي واليساري والقومي . وإيران تتحمل كل تبعات الانقسام الفلسطيني وحالة التردي البائسة التي تعيشها الحالة التنظيمية الفلسطينية التي جرى إجهاض وإجهاز ممنهج على حضور وفاعلية قوى الثورة الفلسطينية وتحويل جزء لا بأس به لأدوات تخدم المصلحة الإيرانية وأهدافها على حساب المشروع الوطني الفلسطيني .

– ما هي الآلية التي تتبعونها لمقاومة التطفل الإسرائيلي للساحة الفلسطينية ؟
هناك احتلال صهيوني وليس تطفل على الساحة الفلسطينية, والشعب العربي الفلسطيني يقاوم الاحتلال اليوم بالمقاومة الشعبية وبالصمود على الأرض ويقاوم بكل الأساليب المتاحة لديه ,لقد حول الفلسطيني على مدى عقود الحجر لسلاح مقاومة والقلم وزراعة الأشجار , وقاوم بالثورة والإنتفاضة ولازال صامدا يعمل على تحرير فلسطين من كل أشكال الاحتلالات والتبعية.

– ما هي مطالبكم من مصر والعالم العربي لمواجهة هذا التطفل ؟
إننا من فلسطين ندعو الأشقاء في مصر العروبة للوقوف مع فلسطين والأحواز العربية ففلسطين والأحواز توأمان لا بد من خطوات عربية جامعة للتصدي للعدوانيين الإيراني والصهيوني ,وندعو للاعتراف بدولة الأحواز العربية الشقيقة والالتفاف العربي الرسمي والشعبي حول مطالب أهلنا في الأحواز بالحرية ومطالب أهلنا في فلسطين وسورية واليمن والعراق ولبنان بالتحرر من العدوانات والاستبدادات ووقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلالين الصهيوني والإيراني على حد سواء .

حاورها / مصطفى عمارة

إرسال التعليق