عقب الأنباء التي ترددت عن ترشيح محمد دحلان لرئاسة السلطة الفلسطينية في المرحلة القادمة
د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي في حوار خاص
– رد فعل القيادة الفلسطينية على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل لم يكن مناسبا خاصة أن الإمارات كانت أكثر الدول مساعدة للشعب الفلسطيني وتستوعب 400 ألف فلسطيني .
– محمد دحلان لن يقبل أن يفرض نفسه رئيسا على الشعب الفلسطيني إلا من خلال الإنتخابات .
أحدثت إتفاقية التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات ردود فعل متباينة عربيا وفلسطينيا فبينما رحبت دول عربية بهذا الإتفاق رفضته دول أخرى باعتباره يتناقض مع مبادرة الساحة الفلسطينية ، وعلى الساحة الفلسطينية هاجمت القيادة الفلسطينية والفصائل هذا الإتفاق فيما طالب التيار الإصلاحي الذي يترأسه محمد دحلان بأن يكون رد الفعل متعقلا خاصة أن الإمارات قدمت مساعدات كبيرة للشعب الفلسطيني ، وفي ظل تلك الردود المتباينة أدلى د/ أيمن الرقب القيادي بتيار الإصلاح الفلسطيني بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء التطورات الراهنة :-
– كيف تقيمون إتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وردود الفعل من الجانب الفلسطيني على هذا الإتفاق ؟
نحن موقفنا ثابت من قضية التطبيع مع إسرائيل فنحن نرفض التطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس إلا أن رد فعل القيادة الفلسطينية لم يكن مناسبا وتجاوز الخطوط الحمراء لأننا يجب أن لا نخسر الحاضنة العربية وكنت أتمنى من الرئيس أبو مازن في اللحظة التي أعلن فيها الإتفاق أن يعلن رفضه ويذهب إلى دولة الإمارات ليعاتبهم ويفهم ما دار بالتفصيل ولا يجب أن ننسى أن الإمارات تحتضن أربعمائة ألف فلسطيني كما قدمت مساعدات مالية ضخمة لمساعدة الفلسطينيين ولاشك أن إقدام الإمارات على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في الوقت الذي تحدث فيه نتنياهو عن وجود علاقات سرية بين إسرائيل و 12 دولة عربية يمكن أن تتحول إلى العلن فإن هذا دلالة على فشل الدبلوماسية الفلسطينية .
– وما تعقيبك على تصريح د/ واصل أبو يوسف القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية أن فلسطين سوف تراجع موقفها من الجامعة العربية بسبب موقفها السلبي من الإتفاق ؟
الجامعة العربية حافظت على السلطة الفلسطينية ومنحت أبو مازن رئيس السلطة الشرعية رغم إنهاء صلاحيتها من عام 2009 والموقف الذي اتخذته الجامعة من إتفاق التطبيع الإماراتي موقف عقلاني حتى لا نكرر خطأ تجميد عضوية مصر في الجامعة ونقل مقرها إلى تونس بعد إتفاقية كامب ديفيد صحيح أن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل هو انقلاب على مبادرة السلام التي أقرها العرب عام 2002 ولكن أعتقد أن النظام الرسمي الفلسطيني لن ينسحب من الجامعة العربية وهناك تصريح لصائب عريقات بأن من ينسحب هو من طبع مع الإحتلال إلا أن تصريح رياض المالكي أن السلطة لن تتسلم رئاسة الجلسات التي تترأسها فلسطين لمدة عام كان خطئا لأننا يجب ان نحافظ على ما تبقى من العلاقات بين السلطة والنظام العربي .
– وهل ترى أن هذا الإتفاق يمكن أن يحدث تقارب بين السلطة الفلسطينية وحماس ؟
من الغريب أن ترامب عندما وضع خطته لتصفية القضية الفلسطينية والمسماه صفقة القرن لم تتوحد الفصائل ولكنها توحدت عندما عقدت الإمارات إتفاق التطبيع مع إسرائيل وعقدت إجتماع في 3 سبتمبر في لبنان كان أكثر الإجتماعات تفاهما حيث أعطت الفصائل بما فيها حركة حماس شرعية لأبو مازن حتى أن البيان الختامي اعترف بحدود 67 بما فيها الفصائل التي كانت تعترض على هذا كالجهاد الإسلامي وقد اعزى التفاهم بين حركة حماس وفتح دول معادية لمصر والسعودية والإمارات كتركيا وقطر حيث استضافت تركيا وفدي حماس وفتح لإتمام عملية المصالحة ويمكن أن يكون هناك جلسات أخرى خلال شهر أكتوبر القادم إلا إنني أرى أن هذا التفاهم مؤقت ويرتبط بالانتخابات الأمريكية ففي حالة فوز الديمقراطيين والذين يمكن أن يكونوا أكثر انفتاحا مع السلطة سوف توقف السلطة تفاهمها مع حماس لأن البرنامج السياسي لفتح وحماس مختلف .
– هتاك من يرى أن هذا الإتفاق يدخل في إطار مخطط لاستبدال القيادة الفلسطينية الحالية بمحمد دحلان باعتباره رجل الإمارات. فما مدى صحة ذلك ؟
فكرة إستبدال القيادة الفلسطينية ليست جديدة فسبق أن تحدث بوش وشارون عن فكرة إستبدال عرفات بأبو مازن والآن يعود السيناريو مرة أخرى ولكن لن تستطيع أي جهة في الداخل أو الخارج أن تفرض على الشعب الفلسطيني إرادته والذي سوف ينتخب قيادته بشكل شرعي وديمقراطي وزج أمريكا وإسرائيل لأسم محمد دحلان لقيادة الشعب الفلسطيني ربما تكون محاولة لحرق إسم محمد دحلان والذي قال أن لا أحد سوف يستطيع أن يفرض إرادته على الشعب الفلسطيني والذي سوف يختار قيادته من خلال صندوق الإنتخابات ولكن من حق دحلان المشاركة في الإنتخابات رغم إعلانه أنه لا يسعى لقيادة الشعب الفلسطيني كما أنه لن يبخل عن تقديم أي مساعدة للشعب الفلسطيني في حالة ممارسة العملية الديمقراطية .
– وهل يعني نجاح قطر ان الدور المصري بالنسبة للقضية الفلسطينية بدأ يتقلص خاصة أن مصر أعلنت ترحيبها بالإتفاق الذي تم بين إسرائيل والإمارات ؟
قطر أهم الاعبين على الساحة الفلسطينية فهي تحول 40 مليون دولار شهريا جزء منها يذهب إلى حماس وجزء يذهب إلى الأسر المعوذة في غزة وبالتالي فأنه بالتأكيد سوف يكون لها تأثير على صياغة القرار خاصة أن ذلك يتم بالتنسيق مع الأمريكان وإسرائيل وقد عقد في واشنطن يوم 14،15 سبتمبر وصدر في نهايته بيان اعترفت فيه قطر أن خطة ترامب هي الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وهي رسالة لكل نظام عربي فالعملية هي عملية تبادل مصالح ليس فقط بالنسبة لحركة حماس بل أن هناك مصالح أيضا للسلطة الفلسطينية مع قطر فابناء أبو مازن شركاء في شركة الإتصالات التابعة لقطر تعمل في الأراضي الفلسطينية بنسبة 49% من الأسهم وبالتالي فإن المصالح هي التي تحكم الدور القطري .
– وهل تتوقع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة او تزايد أعمال العنف ؟
يجب أن يسبق الانتفاضة الفلسطينية وجود إرادة سياسية للقيادة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية أعلنت رفضها العمل المسلح واللجوء إلى المقاومة الشعبية والفصائل الفلسطينية ترى أن المقاومة الشعبية أحد أساليب تحرير فلسطين كما أن هناك 200 ألف فلسطيني يعملون داخل إسرائيل فضلا على أن نصف السكان يستفيدون من تلك الحالة لذلك لا أتوقع اندلاع انتفاضة على المستوى القريب .
– في النهاية ماهي البدائل المطروحة لإخراج القضية الفلسطينية من المأزق الذي تمر به ؟
لابد من إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة على أسس صحيحة وبإشراف دولي وإجراء انتخابات جديدة لمنظمة التحرير والتي تجاوز بعض أعضائها سن الثمانين أما الرئاسة والمجلس الوطني فيتم انتخابه فقط من داخل فلسطين وأعتقد أن اختيار المجلس الوطني سيسمح بتمثيل فلسطيني بالخارج وسيكون فرصة أيضا لإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية والتي يمكن أن تعيد الأمل للشعب الفلسطيني لاختيار قيادة وبرلمان .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق