بعد تصاعد ظاهرة الإسلام فوبيا في فرنسا ودول أوروبا د/ محمد البشاري رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي أوروبا في حوار خاص
– ندين حادث ذبح المدرس الفرنسي وفي نفس الوقت نرفض تصريحات ماكرون حول الربط بين الإسلام والإرهاب .
– داعش صنيعة المخابرات الإيرانية لتشويه صورة السنة .
شهدت الأيام الماضية تصاعد ظاهرة الإسلام فوبيا في أوروبا بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة عقب حادثة قتل مدرس فرنسي على يد شاب مسلم وما أعقبه من حادث فيينا الإرهابي ، وأعتبر البعض أن تلك الأحداث الإرهابية هي رد فعل للرسومات المسيئة لنبينا الكريم وتصريحات الرئيس الفرنسي الذي ربط بين الإسلام والإرهاب ، ومع تصاعد تلك الظاهرة أدلى د/ محمد البشاري رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي أوروبا بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره عن الأحداث الأخيرة في فرنسا وأوروبا وتداعياتها على الجالية الإسلامية هناك وفيما يلي نص هذا الحديث :-
– ما هي وجهة نظرك في حادثة ذبح مدرس فرنسي على يد شاب مسلم وما أعقبه من تصريحات ماكرون عن ربط الإرهاب بالإسلام ؟
نحن قمنا بإدانة هذا العمل الإرهابي مهما كانت مبرراته لأن الدين الإسلامي حرم القتل ودعا إلى مواجهة الإساءة الموجهة لديننا بالحكمة والموعظة الحسنة ورغم إدانتنا لهذا العمل الإرهابي الذي ترفضه كل الأديان السماوية إلا أننا في نفس الوقت نرفض تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون بربط الإرهاب بالإسلام وعدم التفرقة بين الإسلام المعتدل والمتطرف وأعتقد أن تلك التصريحات تندرج في محاولة ماكرون التقرب من اليمين المتطرف وكسب أصواتهم لذا تبني سياسة التخويف من الإسلام وهو ما يطلق عليه ظاهرة الإسلام فوبيا والتي انتشرت في معظم الدول الأوروبية .
– وكيف تفسر ظاهرة انخراط الكثير من الشباب الفرنسي في جماعات متطرفة كداعش ؟
لاشك أن هذا يعكس فشلنا في مواجهة فكر قادة الجماعات المتطرفة وعلى رأسهم أبو يحيى البريطاني والذي إستطاع تجنيد أعداد كبيرة من شباب أوروبا حتى أن الإحصائيات كشفت عن نجاح قادة داعش في تجنيد 20 ألف مقاتل منهم 20% من الفتيات للقتال في سوريا وليبيا ورغم ذلك قمنا بالرد على الفكر المتطرف لهذا التنظيم والذي يعتبر أخطر من داعش في أكثر من 200 صفحة إلكترونية من خلال كبار العلماء في العالم الإسلامي بأكثر من لغة .
– هناك من يرى أن هناك أجهزة مخابراتية وراء تنظيم داعش ؟
بالقطع فجماعة داعش تقف وراءها أجهزة مخابراتية وعلى رأسها المخابرات الإيرانية التي تحاول تشويه صورة السنة ووصفهم بالإرهاب بينما يظل الشيعة رمز التسامح وللأسف فإن هناك 19 موقعا داعشيا تبث من الأراضي الأمريكية ولم تتحرك أمريكا لوقفها وهذا يضع علامات استفهام على موقف أمريكا من هذا التنظيم .
– وكيف ترى تأثير العمليات الإرهابية على مسلمي فرنسا ؟
للأسف فإن مسلمي أوروبا بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة يدفعون ثمن تلك العمليات الإرهابية فمن المعروف أن فرنسا تحتضن أكبر جالية إسلامية من المهاجرين واستطاع هؤلاء المسلمين أن يتقلدوا مناصب هامة وأن يصلوا إلى مراكز صنع القرار وللأسف فإن وسائل الإعلام في فرنسا وأوروبا تستغل العمليات الإرهابية لتشويه صورة الإسلام والربط بين الإسلام وعمليات القتل وهو الأمر الذي يخدم اليمين المتطرف لاتخاذ سياسة أكثر تطرفا تجاه الإسلام .
– وما هي رؤيتك لأفضل الحلول لمواجهة الفطر المتطرف لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى ؟
يجب أن تكون هناك مواجهة فكرية من خلال تفكيك المضامين الفكرية وتوضيح الخلط في فهم التراث الإسلامي والنصوص الفكرية ونحن بدورنا أسسنا موقع لبيان حقيقة الإسلام والرد على الأباطيل التي توجه إليه بالربط بينه وبين العنف ونتعاون في هذا الصدد مع أتباع الديانات والثفافات الأخرى فيما ينفع الإنسانية .
– في النهاية ما هي توقعاتكم لتداعيات الأحداث التي حدثت خلال الأيام الماضية على مسلمي فرنسا وأوروبا ؟
أتوقع تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين حيث سجل مرصد الإسلام فوبيا في فرنسا 50 إعتداء على المسلمين في المواصلات العامة ومواقع العمل وتهديدات بحرق المساجد لذا يجب على المسلمين أولا أن يتصالحوا مع إسلامهم وأن يتاح للعلماء بلورة خطابا دينيا يتوافق مع وجود المسلمين في فرنسا والغرب .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق