محمدنايف عبيدات يكتب التطبيع سلسلة في حلقات الحلقة الرابعة .. ( الشعب المصري )
الشعب المصري يرفض التطبيع
لم تفلح كل الجهود السياسية على مدار اربعة عقود في تغيير الصورة النمطية للعدو الصهيوني فقد كان الشعب المصري يستغل اي مناسبة وطنية او قوميّة للخروج بهتافات ضد العدو الصهيوني ويُندِّد بالسلام، مطالباً بحقوق الشعب الفلسطيني، وخير شاهد على ذلك ما فعله الّلاعب محمد ابو تريكه عندما كشف عن عبارة مكتوب عليها ( تعاطفاً مع غزة ) بعد تسجيله هدفاً في نهائي الأمم الافريقية عام 2017 وكانت غزّة محاصرة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي.
هذا وقد شهد يناير 2012 مظاهرات مُندِّدة بكامب ديفيد، وهاجم جموع المصريين السفارة الإسرائيلية واقتحموها تعبيراً عن واقع أليم كان حبيساً طيلة فترة حكم العسكر ممثلة في مبارك والسادات.
هذه هي حقيقة التطبيع الشعبي فقط سقطت كلّ مخططاته مع اول فرصة حرية عاشها الشعب المصري.
لَم ينعم الشعب المصري بالديمقراطية والحكم المدني لأكثر من سنه ليعود الحكم العسكري في انقلاب السيسي الذي رمى بمصر في احضانِ اسرائيل دون قيد او شرط ومَتَّن علاقته العسكرية والاقتصادية مع اسرائيل على حساب الشعب المصري الا ان الشعب المصري لم يكن يوما موافق او مؤيداً لخطوات السيسي بل كان هذا التقارب سببا في ترسيخ عقيدة الكراهية ضد السيسي نفسه
وشهدت حقبة السيسي أكبر التنازلات التي يمكن ان يقدِّمها رئيس دولة مقابل البقاء على عرش مصر تتنازل في البداية عن جُزر تيران وصنافير وهي جزر مصرية خالصه تنازل عنها للسعودية وبذلك فتح خط ملاحي بحري بين اسرائيل والسعودية دون قيد او شرط ثم كانت الضربة الفاضية بتوقيع اتفاقية سد النهضة مع اثيوبيا لِيُضيِّق الخناق على مصر فتقع بين خيارين إمَّا جفاف النيل أو اقتسام الماء مع اسرائيل. الى جانب تنازله عن الغاز في البحر المتوسط لإسرائيل من خلال اعادة اتفاقيات ترسيم الحدود بين مصر واليونان.
ومع كل هذه التنازلات يبقى الرهان دوماً على الشعب المصري الذي لم ينسلِخَ يوماً عن قومِيَّته وعروبته وسيتنصل من كل هذه الاتفاقيات في أقرب فرصة متاحة كما فعلها وتنصّل من السفارة في حقبه مرسي لأن هذا هو الشعب المصري العريق الغيور على دينه ووطنه وقوميته ..
بقلم :
محمدنايف عبيدات
إرسال التعليق