عمق الوجع..

عمق الوجع..

عمق الوجع..
خاطرة بقلم الكاتبة /أحلام السيد

أعرف أنني أتغير، أصبحت أكثر هدوءً من ذي قبل، أتجنب المناقشات وكلمات اللوم والعتاب، أشعر بـ الملل من المحادثات الطويلة، لا أطيق التحدث في الهاتف، لا أعبر عما أشعر به لأي شخص مهما كنت غاضبه حزينه ومحطمه أصبحت أكثر عقلانية، أفكر كثيرًا قبل أتخاذ قرار واحد،

ثم ماذا؟؟؟
وإلى متى هذا الهروب من تلك الحقيقة العاريه؟
ربما احاول مواجهة نفسي من بعض الأخطاء التي قمت بها في حياتي وعلى مدار وقت ضائع من زمني عشت فيه كراهبة في معبد الفؤاد..
وربما أقمت جسور بيني و بين أطراف الشفاهِ لكي لا تحدثني نفسي عن نفسي وكيف عرضتها للسلخ من متع الحياة
وفضلت العزلة والغربة بيني وبين حالي..
للحنين وجع بلا صوت
يحفر لحداً بأغبية الخراب
يواري تحت ثرى الحياة ظل
يجعل الصباحات عابرة
وحضن الندى به رائحة الغد
فصار الأنتظار مرفأ بعمق المدى
يمر على جسد الوقت
يجسد الحلم بعروق الفجر
وذاكرتي ممتلئة بالضباب
بها جرعة دفء وصرخة مسورة
وغمام من شوقٍ لا يهطل
تحمل غيث من ألم.. وحزن أغتراب..
فكل شيء لا يخضع لمحو التجربة والحقيقة العملية الواقعية كنت أنظر إليه كنوع من خداع البصر أو كانعكاس للأشعة والألوان على شبكية العين أو كواقعة لم تبلغها بعد معطيات التجربة..
لم يعد هناك أماكن تحتضن الدمعات
فتحول البوح إلى العدم
فأستنشقت الروح عبق رائحة الموت
في جسد راحل فيه قلب يئن
و أعين أُرغمت على عدم البكاء
من خطوات تسير دون صخب الحياة
و هذيان صرخة تحاول الخروج
من عمق الوجع..

إرسال التعليق