مع استمرار المعارك بين قوات النظام السوري والجيش التركي محمود حبيب عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي بإسم لواء الشمال الديمقراطي في حوار خاص

مع استمرار المعارك بين قوات النظام السوري والجيش التركي محمود حبيب عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي بإسم لواء الشمال الديمقراطي في حوار خاص

 

– التصعيد الحادث بين قوات النظام السوري والتركي سيناريو متفق عليه بين الدول الضامنة ولا توجد أي بوادر لصدام واسع بين تركيا والنظام السوري .
– الوجود الإيراني في سوريا يستهدف إنشاء هلاك شيعي والعودة إلى الساحة الدولية بقوة .
– مشروع الإدارة الذاتية قائم على الأرض وسنعمل على تحقيقه في أي تسوية قادمة .

شهدت الأيام الماضية زيادة حدة التوتر في سوريا بعد الاشتباكات التي جرت بين قوات النظام السوري والجيش التركي في الوقت الذي دارت فيه معارك أخرى ضد قوات داعش والتي عادت للظهور مرة أخرى في عدة مناطق ، وفي تلك الأجواء المتوترة أدلى محمود حبيب عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي بإسم لواء الشمال الديمقراطي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره عن مجمل التطورات التي تحدث في سوريا وفيما يلي نص هذا الحوار :-

1- ما هي أبعاد المخطط التركي بتعزيز نقاط المراقبة في النقاط المتفق عليها لخفض التصعيد ؟
لقد سحبت تركيا ثلاثة من أهم نقاط المراقبة الإثنتي عشر التي نشرتها على حدود منطقة خفض التصعيد التي تم التفاهم عليها مع كل من روسيا و إيران عبر اتفاقات استانا وهذا تراجع كبير لصالح سيطرة النظام على المناطق المحررة . حيث كانت عند تطبيق الاتفاق في 2018 حوالي 9 الاف كم٢ و تقلصت الآن الى حوالي 4كم٢ بعد انسحابات من معرك وهمية قامت بها الفصائل المدعومة من تركيا أمام ميلشيات إيرانية و عراقية و لبنانية مدعومة جويا من الطيران الروسي ، وفي نفس الوقت عززت تركيا تواجدها العسكري بشكل كبير و مكثف في الجغرافية المتبقية من محافظة ادلب .

2- هل تتوقعون أن يؤدي هذا التصعيد إلى صدام بين النظام السوري والأتراك ؟
أعود للتاكيد أن ما يحدث هو سيناريو متفق عليه بين الدول الضامنة تركيا و روسيا و إيران و لا توجد أية بوادر للصدام بين تركيا و النظام لعدة أسباب منها :
١ . لا يمكن للنظام شن أي هجوم على الجيش التركي بسبب فوارق القوة العسكرية في كل المجالات
٢ . الإنصياع الكامل للنظام و جيشه للقرار الروسي سياسيا و عسكريا
٣ . لا يريد النظام و لا الروس في حفيقة الأمر القضاء على التنظيمات الجهادية التي تتصدر المشهد العسكري للمعارضة لأنها تلبي حاجات أطراف الصراع فهي ذريعة للروس و النظام لضرب المناطق بكل عنف من جهة و أداة بيد الأتراك لتنفيذ الإتفاقيات المبرمة بين الطرفين على الارض من جهة اخرى
إذا لا حرب حقيقية بين الأتراك و النظام وإن حدثت بعض المناوشات هنا و هناك .

3- هل تعني الغارات التي شنتها روسيا على تلك المنطقة أن التفاهمات التركية الروسية إنتهت وأن المرحلة القادمة سوف تشهد مزيد من التصعيد بين الجانبين ؟
يجب أن نفصل بين مناطق معدة للتسليم يستهدفها الطيران الروسي بشكل مكثف في استمرار واضح لسياسة الأرض المحروقة و كلها تقع جنوب طريق M4 الدولي و هذه الضربات لم تؤدي لخلاف بين الطرفين الروسي و التركي و بسببها جرت الإنسحابات من مناطق كبيرة و هامة.
لكن أحيانا تقوم روسيا بشكل قليل و محدد بشن غارات أو توجبه ضربات شمال هذا الطريق و في بعض الأحيان تكون بالقرب من نقاط للجيش التركي و قد قوبلت هذه الضربات بصمت مريب إلا من بعض و سائل إعلام محسوبة على الجانب التركي .. لا أزال أعتقد أن ما يحدث لا يتعدى التفاهمات الروسية التركية في شمال غرب سورية .

4- ما هي توقعاتكم لسياسة الإدارة الأمريكية السابقة لخفض قواتها المتورطة في نزاعات خارجية ؟
لا أرى أن الإدارة الأمريكية متورطة أصلا عندما تنشر قواتها في مناطق الصراعات لأن دورها الذي يشكل حجر الزاوية في الإستقرار الدولي و خصوصا بعد أن اتبعت سياسة القطب الواحد يفرض عليها المحافظة على الأمن و السلم الدوليين و قد رأينا تبعات إنسحابها من سورية عندما استغلت تركيا هذا الإنسحاب و شنت هجوم احتلت من خلاله مساحة كبيرة من الأراضي السورية بطول 110كم و بعمق 32كم في شمال شرق الفرات لذلك أتوقع أن الإدارة الحالية لن تتمكن بسبب معارضة الكونغرس و البنتاغون من إتمام عملية الإنسحاب الكبير و لا تكفي المدة الزمنية المتبقية لها في البيت الأبيض لتفيذه .

5- كيف ترى تأثير قيام تركيا بنقل الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال في أذربيجان ومناطق أخرى كسوريا ؟
إن استخدام تركيا للسورين كمرتزقة لتنفيذ مصالحها أمر خطير و له تاثيرات سلبية كثيرة منها :
١ . إفشال الثورة التي كلفت مليون شهيد و ملايين المهجرين و كادت أن تطيح بنظام القتل و الإجرام
٢ . إرسال هؤلاء المرتزقة و استغلالهم ليكونوا وقودا لمعاركها التي تلبي مصالحها و أطماعها
٣ . خلق صراعات بين السوريين و دول و قوميات اخرى قد تمتد لفترات طويلة
٤ . تقوية تيار الإسلام السياسي عسكريا و هو تيار منبوذ دوليا الأمر الذي سيجعل من الدول التي يسيطر عليها فاشلة و لنا في ليبيا و تونس و سورية أوضح مثال
٥ . استخدامهم في سورية أسس لصراع دموي بين مكونات الشعب أضر كثيرا بالنسيج الإجتماعي و هناك تأثيرات لا يتسع المجال لذكرها
لنقل إنه استثمار تركي رخيص تستفيد منه في الوقت الحالي و لكنه سيكلف تركيا كثيرا إذا أراد المجتمع الدولي يوما أن يحاسبها عليه حيث إرتكب هؤلاء المرتزقة جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية و كلها موثقة لدى جهات حقوقية دولية و كانت كلها برعاية تركية .

6- ما هي أبعاد المخطط الإيراني في سوريا في المرحلة المقبلة ؟
لا تريد إيران أن تتراجع عن اهدافها و مصالها في سورية و أهمها :
١ . إنشاء الهلال الشيعي او الهلال الخصيب كما يسمى جغرافيا و الذي يمتد من إيران إلى العراق إلى سورية و صولا إلى لبنان و بذلم تضمن إيران نفوذها من مضيق هرمز إلى شواطئ المتوسط
٢. نشر المذهب الشيعي و الإمامية الإثناعشرية التي يستطيع من خلاله المرشد الأعلى في إيران أن يكون الحاكم الفعلي لأتباعه أينما كانوا و هذا ما تطمح إيران لتحقيقه و لعودة الإمبراطورية الفارسية من خلاله
٣ . العودة إلى الساحة الدولية بقوة من خلال التحكم بلملفات الشرق الأوسط و أهمها سورية.
حتى ألآن لا يزال المخطط الإيراني قائم و لكن يعيق حركته السيطرة الروسية التي تسحب منه شيئا فشيئا الامتيازات و تتحكم بالملف السوري إقليميا و دوليا .
و هناك الإصرار الإسرائيلي المدعوم من أمريكا و أوربا لإخراج إيران من سورية نهائيا .. أعتقد أن التغيرات الحقيقة ستظهر بعد استلام الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن و لكن من الممكن أن يقوم ترمب بتوجيه ضربة قوية لإيران بالتعاون مع اسرائيل قبل إنتهاء ولايته و قد رأينا التعزيزات الأمريكية و منها وصول قاذفات بي 52 إلى المنطقة وألأمر متروك للأيام القليلة القادمة .

7- هل تتوقع أن تقدم إسرائيل في المرحلة المقبلة بضرب الوجود الإيراني في سوريا؟
نعم هناك بوادر و مؤشرات عديدة لقيام إسرائيل بضرب إيران لعدة أسباب منها :
١. ترى اسرائيل أن النفوذ الإيراني المتصاعد في الشرق الاوسط عموما و في سورية و لبنان خصوصا تجاوز حدوده و أصبح يشكل تهديدا لأمنها و وجودها
٢. إن الحكومة الإسرائلية اليمينية بقيادة نتناياهو هي الأقدر على خوض الحرب ضد إيران
٣ . الرسائل القادمة من بايدن بضرورة إحتواء إيران و إعادة الإتفاق النووي معها تثير القلق في إسرائيل
٤ . تستطيع إسرائيل أن تكون أقرب للسلام مع بعض الأنظمة العربية إذا قلصت أو قضت على الدور الإيراني في المنطقة و هذا يصب في إقامة علاقات و إبرام اتفاقيات سلام جديدة
٥ . إلتقاء مصلحة إسرائيل مع مصلحة إدارة ترمب الذي يريد أن يترك لبايدن حرائق كبيرة يصعب عليه التغلب عليها و بفشل في حل المشاكل ما يؤدي لخسارته في الإنتخابات المقبلة التي ينوي ترمب الترشح لها
المهم أن فرص ضربة اسرائلية لإيران كثيرة و ممكنة
فهل نعيش ألآن فترة الهدوء الذي يسبق العاصفة أم أن للدول حسابات اخرى مرة ثانية علينا إنتظار الأسابيع القليلة القادمة

8- بعد المعارك الأخيرة ضد تنظيم داعش في دير الزور هل تتوقعون عودة التنظيم مرة أخرى إلى المناطق التي أنسحب منها ؟
لقد انتهى تنظيم داعش إلى الأبد بعد أن كان أكبر و أقوى الأشكال التي انتجتها التنظيمات الجهادية . لكن الفكر الجهادي لم ينتهي بعد و هو قادر أن يطل برأسه في أي مكان و أي زمان و بأسماء جديدة المهم أن سورية تخلصت نهائيا من التنظيم و لكن كغيرها من دول المنطقة لا تخلو من خلايا نائمة أو نشطة أو ذئاب منفردة .. إن عودة التنظيم أمر مستحيل في الظروف الحالية بسبب الضبط الأمني و العسكري لقسد و إصرار التحالف الدولي على متابعة المساعدة لتلك القوات في ملاحقة التنظيم و القضاء عليه .

9- في النهاية كيف ترى مستقبل التسوية السياسية في سوريا ؟ وهل سيسعى الأكراد إلى حكم ذاتي في أي تسوية مقبلة ؟
التسوية السياسية في سورية رهن للإتفاق بين الدول الكبرى و قد قيل سابقا أن في عام 2020 تنتهي الحروب و قد صدقت تقريبا هذه التسريبات و أعتقد أن عام 2021 هو عام الحل السياسي لأن الإستحقاق الرئاسي فرض على اللاعبين الدوليين أن يجدوا مخرجا للأزمة فإعادة إنتخاب رأس النظام أمر صعب و ترك البلد بلا رئيس أمر أصعب و خصوصا على روسيا التي تحتمي بالشرعية الأمر الذي سيدفعها للإستجابة للمطالب الدولية و تنفيذ مقرارت مؤتمر جنيف و القرار 2254 ، أما فيما يتعلق بمشروع الإدارة الذاتية فهو الآن قائم على الأرض و سيبقى مطلب مشروع و هدف أساسي لنا في شمال شرق الفرات سنعمل على تحقيقه ضمن أية تسوية قادمة و نؤكد أن المشروع ضمن مفهوم الدولة الوطنية و ليس انفصال أو إستقلال كما يروج أعداء المشروع .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق