في أول حوار له عادل محمد السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بجنيف في حوار خاص

في أول حوار له عادل محمد السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية بجنيف في حوار خاص

 

– بايدن وإدارته ستكون على تواصل مع جميع الأطراف بمن فيهم المعارضة المصرية بالخارج .
– أيمن نور ومعه الإخوان المستقرين بتركيا أفلسوا سياسيا ولم يعد أمامهم سوى المتاجرة بالملف الحقوقي والحديث عن ضحايا الإخوان .

في عام 2008 أعلن السيد/ عادل محمد السامولي تأسيس مجلس المعارضة المصرية بمجينة الصويرة بالمغرب والذي ضم شخصيات مصرية في الداخل والخارج حيث أعلن هذا المجلس رفض حكم العسكريين والإخوان وإقامة حكم مدني ، ومع وصول الرئيس السيسي إلى سدة الحكم في مصر توالت الضغوط عليه من جانب الملك محمد السادس مما اضطره إلى الانتقال إلى جنيف وطلب حق اللجوء السياسي بها لمواصلة نضاله حول المبادئ التي أعلن عنها . ومع وصول إدارة بايدن إلى الحكم والحديث عن اهتمامها بمنظمات المجتمع المدني عاد إسم محمد السامولي للظهور مرة أخرى حيث تحدث في حوار خاص أجريناه معه عن وجهة نظره للأوضاع في مصر وفيما يلي نص الحوار :

1- ماهي ملابسات انشاء مجلس المعارضة المصرية؟ ولماذا اخترتم جنيف كمقرا لها؟
اسمح لي أن أعود بذاكرتي لسنة 2008 تاريخ تأسيس مجلس المعارضة المصرية بمدينة الصويرة بالمملكة المغربية وكان ذلك في زمن الرئيس حسني مبارك.
في تلك الفترة كانت الفكرة و الضرورة اساس رغبتي في انشاء مجلس المعارضة المصرية وبدأت بالاتصالات داخل مصر والخارج وأعلنت انطلاقا من مدينة الصويرة عن اللجنة التأسيسية و بيان التأسيس ثم حظينا باعتراف دول أوروبية و لاحقا تم التواصل معنا من طرف البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما ترحيبا بالفكرة بعد اعلان انتخاب رئيسا للمجلس السياسي للمعارضة المصرية ، ومع بداية صعود السيسي للحكم توالت الضغوط على شخصي من طرف نظام محمد السادس ملك المغرب واضطررت لان أغادر باتجاه جنيف وطلب اللجوء السياسي رسميا و استئناف النضال انطلاقا من جنيف.

2- ماهي أبرز الشخصيات التي انضمت للمجلس؟ وما هي أهدافه ؟
الإسم الأبرز والاهم هو الفريق رضا محمود حافظ رئيس القوات الجوية السابق والذي أعلن عن وفاته في
ظروف مريبة في فترة السيسي وقد ثبث لاحقا ان وفاته كانت وفق تخطيط للتخلص منه . مجلس المعارضة المصرية في عهد مبارك لم يخفي ان هناك شخصيات مدنية و عسكرية موالية للمجلس السياسي للمعارضة المصرية الذي كان يتبنى علنا الدعوة لخلع مبارك ومنع التوريث و يمكنكم الرجوع للتصريحات التي نشرت في جرائد مغربية كبرى مثل هسبريس تحت عنوان : عادل السامولي ادعو لخلع مبارك قبل انتخابات ٢٠١١ وفيها إشارة واضحة لإسم الفريق طيار رضا محمود حافظ. أهداف المجلس منذ البداية كانت معلنة برفض الحكم العسكري او حكم الاخوان المسلمين ونعتبر ان نظام الحكم الأنسب لمصر هو الحكم المدني التعددي الديمقراطي.

3-ماهي مصادر تمويلكم ؟
لقد اعلنت سابقا في منابر صحفية أنني بعدما اعلنت رغبتي الترشح لرئاسة الجمهورية تلقيت عروض من جهات غربية بمبالغ ضخمة لكني اعلنت رفضي لهذا الأمر.
اما بالنسبة لتمويل المجلس السياسي للمعارضة المصرية فنحن نوفر كل الموارد اللازمة لأنشطتنا من خلال قيادات واعضاء المجلس داخل مصر وخارجها ومن خلال الإجتماع السنوي للقيادات في القاهرة يتم الإعلان بشفافية عن مصدر الموارد المالية وأوجه الإنفاق .

4- هل تنسقون مع جهات أخرى في المعارضة او منظمات المجتمع المدني ؟
مجلس المعارضة المصرية حاضر بقوة من خلال تبني ملف اصحاب المعاشات ولدينا ديوان اجتماعي مهمته التنسيق مع نقابة اصحاب المعاشات ومن خلال منظمة العدل والتنمية لحقوق الانسان نتابع الملف الحقوقي في مصر ولدينا اتصالات على المستوى الدولي للتواصل مع منظمات حقيقية دولية . بعد انتقالي للاستقرار بجنيف في 2015 عملت على نسج علاقات مع شخصيات حقوقية مصرية بالخارج وكذلك بعض الشخصيات المقربة من جماعة الإخوان المسلمين و كذلك بعض الشخصيات المعارضة لكن لدي تحفظات كثيرة على العديد منهم.

5- ماردكم على الاتهامات الموجهة للمعارضة المصرية في الخارج و المنظمات الحقوقية بأنها ممولة من الخارج وتديرها اطراف خارجية ؟
لن اخفي عليك أن اول من يخطر لي الحديث عنه هو د. أيمن نور الذي يقيم منذ سنوات بتركيا ويملك منصات اعلامية تحظى بتمويل مالي ضخم ، أيمن نور وجد في (بيزنس المعارضة و المنصات الإعلامية تجارة لاتبور) فهو لا يقوم بما يقوم به لوجه الله او الوطن.
و المحصلة ان الشعب المصري لم يستفذ شيئا مما يطلق عليه المعارضة المصرية بتركيا.
اما بشأن المنظمات الحقوقية و منظمات المجتمع المدني فالدولة المصرية هي من يمنحها الترخيص ويمكنها مراقبة تلك الموارد المالية اما ادعاء أنها تمول من الخارج فهذا كلام مردود عليه فالنظام ينتقم منها ويتهمها بأنها ممولة من الخارج بعدما تصدر تلك المنظمات تقارير تحرج النظام الحاكم.

6- لماذا فشلت المعارضة المصرية في تركيا والتي يديرها أيمن نور والإخوان في حشد التأييد الشعبي ضد السيسي ؟
لازلت أكرر ان المستفيذ الاكبر من المعارضة المصرية بتركيا هو أيمن نور الذي يراكم الأموال و الوجاهة الاجتماعية ( كزعيم مفترض للمعارضة).
الفشل هو نتيجة طبيعية لعدم وجود برنامج سياسي ولعدم تحمل الأمانة الوطنية بصدق وشرف للعمل على تحقيق تطلعات الشعب المصري.
هدف أيمن نور على المستوى الشخصي ان يحظى بإقامة ملكية فاخرة في تركيا بأموال الدعم القطري ومعه الإخوان المستقرين بتركيا الذين افلسوا سياسيا بعد وفاة مرسي وموت ما يسمى الشرعية ولم يبق أمامهم سوى المتاجرة بالملف الحقوقي والحديث عن ضحايا الاخوان وتاكدهم ان الشعب المصري لن يقبل بعودة الاخوان للحكم مجددا.

7- هل تتوقعون تغييرا في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه النظام المصري ؟
بايدن وادارته ستكون على تواصل مع جميع الأطراف بمن فيهم المعارضة المصرية بالخارج وهذا أبرز متغير بعد تسلم بايدن المسؤولية، ومن ناحية أخرى ستتعامل إدارة بايدن مع نظام السيسي بتحفظ شديد و بتدخل مباشر في ملفات حرية التعبير والرأي و المشاركة السياسية و المطالبة بالافراج عن السجناء السياسيين بإصدار عفو عام على الآلاف من شباب ثورة يناير والاهم هو وقف الاعدامات بأمر أمريكي مباشر للسيسي.

8- هناك غموض في موقف النظام المصري تجاه بعض الملفات كسد النهضة. فما هو تفسيركم لهذا الغموض؟

السر يكمن في اتفاق المبادئ الذي وقعه السيسي في الخرطوم ، البرلمان المصري والشعب المصري لايعرفون تفاصيل الاتفاق الذي جاء في توقيت كان السيسي يسعى من خلاله للاعتراف الدولي بشرعية نظامه و بالقطع ان إسرائيل والإمارات وجهوا السيسي للتوقيع على اتفاقية المبادئ و ضياع الحقوق التاريخية للشعب المصري في مياه النيل وأصبح سد النهضة الإثيوبي تهديد مباشر للامن المائي ولحياة الملايين في مصر.

9- ماهو مستقبل العلاقة بين النظام المصري وجماعة الاخوان المسلمين ؟
ثنائية الجنرالات والإخوان ستنتهي في مصر، المستقبل هو للحكم المدني التعددي الديمقراطي وهذا امر حتمي قادم
لكن اقول أن مستقبل العلاقة بين النظام المصري والإخوان المسلمين انتهت برفض كل مبادرات المصالحة التي طرحت إعلاميا و اعتماد النظام الترويج لجماعة الاخوان باعتبارها تنظيم إرهابي والعلاقة تعتبر انتهت لان الجيش المصري اتخذ القرار بإنهاء وجود الاخوان سياسيا و تنظيميا ، النظام يشعر بالخطر فعليا من الانفجار الشعبي والذي سيحظى بالدعم والقبول الدولي.
السؤال عن قبول الحوار مع الاخوان المسلمين من واقع خبرتي وتجربتي اقول بأن الاخوان المسلمين لم يستوعبوا الدرس جيدا وقياداتهم بالخارج لديها احساس (الأنا المضخمة) وهم غير مستعدين للمشاركة السياسية هم يريدون استغلال اي صوت معارض من أجل تحقيق مصالحهم والحوار معهم لن يفيد الوطن والمواطن في شيء.

10-ماهي توقعاتكم لسيناريو الاحداث في مصر في المرحلة القادمة في ظل الازمة الاقتصادية وغياب دور المعارضة الحقيقي؟
اقول ان السيسي سيواجه أسوأ ازمة خلال المرحلة المقبلة وهي الطعن في شرعية الحكم من اطراف دولية وتغير نبرة الخطاب في عدة عواصم أوروبية التي ستنتقد الجنرال السيسي بشكل علني وسيبدا التحقيق دوليا في كل البلاغات المقدمة بأوروبا ضد السيسي ونظامه والتي كانت معطلة في فترة سابقة نتيجة المصالح ووجود ترامب في السلطة.
غياب المعارضة هو شيء إيجابي وليس سلبي وهو لصالح الشعب خصوصا اننا لايمكننا الحديث عن كيانات مصارعة وشخصيات تسعى للثراء والزعامة ، المرحلة القادمة ستفرز زعامات قادرة ان تشكل البديل ويكفي أن أقول إننا لدينا شرعية الثورة مستمرة و (شرعية السجون) اقصد شباب مصر الذين دفعوا فاتورة غالية .

حاوره من جنيف
مصطفى عمارة

إرسال التعليق