عقب ترأسها اللقاء التشاوري للشباب اليمني بالقاهرة الناشطة الحقوقية والسياسية اليمنية المعروفة السيدة/ ليلى لطف الثور رئيسة مبادرة سام للسلام وحقوق الانسان في حوار خاص

عقب ترأسها اللقاء التشاوري للشباب اليمني بالقاهرة الناشطة الحقوقية والسياسية اليمنية المعروفة السيدة/ ليلى لطف الثور رئيسة مبادرة سام للسلام وحقوق الانسان في حوار خاص

– مؤتمر الشباب اليمني هو رساله إلى العالم بضرورة إشراك الشباب في صنع مستقبل بلاده في اطار القرار الاممي 2250.
– اليمن يعاني من الفقر رغم تلقيه مساعدات تزيد عن 64 مليار دولار بسبب الفساد والجامعة العربية ليس لها أي دور سياسي أو اقتصادي في اليمن.

في بادرة تعد الأولى من نوعها نحو تفعيل دور الشباب اليمني لإيجاد حل للأزمة التي تمر بها اليمن عقد في الأيام الماضية عدة لقاءات تشاورية للشباب اليمني في جمهورية مصر واليمن وعدة دول أخرى في إطار المؤتمر الشبابي الأول ، وعلى الرغم من أهمية اللقاءات التي عقدت إلا أن اللقاء التشاوري في مصر و الذي قادته السيدة/ ليلى لطف الثور استأثرت باهتمام المراقبين في ظل الإعداد الجيد والتنظيم الرائع الذي قامت به في القاهرة التي تضم أكبر جالية يمنية في المنطقة نتيجة للحرب في اليمن وعقب انتهاء هذا اللقاء كان لنا معها هذا الحوار :
– نريد أن نعرف أولا ملابسات عقد هذا المؤتمر واللقاءات في هذا التوقيت والنتائج التي تمخض عنها؟
هذا المؤتمر سبقته عدة لقاءات تمهيدية هنا في مصر عبر برامج ال zoom في اليمن وعدة دول إقليمية شملت السعودية وتركيا وماليزيا وألمانيا والتي جاءت في ذكرى القرار الأممي 2250 الداعم لدور الشباب في بناء الدولة و تعزيز السلام وذلك بدعم من الأمم المتحدة لشئون المرأة ( UNWOMEN) و مشاركة عدد من المنظمات النسوية و المكونات الشبابية اليمنية المساندة لتفعيل دور الشباب اليمني و بحضور دولي كبير ،هذا و قد عقدت لقاءات تشاورية مكثفة في مختلف الدول كما ذكرنا الا انه و على الرغم من أهميتها إلا أن لقاء القاهرة كان له اهمية خاصة نظرا لأن مصر بها أكبر جالية يمنية تضم أكثر من 500 ألف ومن هذا المنطلق قمت بإعداد وتنظيم هذا اللقاء بالمشاركة مع منظمة سام للحقوق و التنمية واستضافة السفارة اليمنية بالقاهرة, حيث أنطلق من هذا اللقاء حملة سلام من الشباب تحت مسمى(رسالة شباب) والتي تعبر عن رأي الشباب اليمني فيما يحدث في اليمن وتصميمهم على لعب دور فاعل في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة, و قد وجدنا تجاوبا كبيرا من صناع القرار مع هذه المبادرة و لذلك فنحن نسعى لاستمرارها بل وتطويرها هؤلاء الشباب حتى لا يقف هذا الدور عند انتهاء هذا المؤتمر بل لتأهيل مجموعة من الشباب للعب دور أكبر في المفاوضات .

– وما هي آلية تطبيق القرارات التي اتخذت على أرض الواقع؟
لم يتم وضع آليات محددة ولكن هناك توافق شبابي تم وضعه لتشكيل نواه للشباب تضم مجموعة من الشباب برعاية اممية والذي نأمل من يتهم تفعيل دورهم بشكل حقيقي بالتعاون مع كافة الشباب من مختلف المكونات والاطياف لتعزيز هذا الدور في المرحلة المقبلة.

– بما ان اهم مشاكل الشباب هي اقتصادية هل تمت وضع معالجات للآثار السلبية التي تمخضت عن الحرب كالبطالة والمشاكل الاجتماعية الأخرى أثناء المؤتمر؟
بالطبع تم نقاش العديد من النقاط الهامة فلم تقتصر المناقشات على الجوانب المتعلقة بالحرب بل امتدت إلى مناقشة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية الأخرى حيث اعطينا فرصة لشرائح مختلفة من الشباب من سن 18 – 30 عاما للتعبير عن وجهة نظره ونسعى لتقديم المساندة لهم عبر مشاريع حقيقية تعبر عن احتياجاتهم.

– ما هو تقييمك للدور الذي تلعبه الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في الأزمة اليمنية؟
رغم المساعدات التي قدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ودول خليجية لليمن والتي وصلت إلى ما يقارب 64 مليار دولار أي ضعف ميزانية اليمن الفعلية إلا أن آثار تلك المساعدات لم يظهر على أرض الواقع نظرا للفساد الكبير المستشري في اليمن كما أن الكثير من المشاريع التي أعلن عنها هي في الحقيقة مشاريع وهمية لا ترقى لمستوى الاحتياج و حجم الدعم المخصص لها، اما فيما يتعلق بدور الجامعة العربية فللأسف لا يوجد لها دور سياسي أو اقتصادي حقيقي في انهاء الحرب رغم أهمية اليمن في استقرار المنطقة .

– في ضوء الاهتمام العالمي بحقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها. كيف تبدو حاليا وضعية المرأة اليمنية؟
للأسف هناك تهميش كامل للمرأة اليمنية رغم أن هناك 9 ملكات حكمن اليمن قبل و بعد الإسلام آخرهم الملكة أروى ورغم المكانة التي تتمتع بها المرأة اليمنية طوال تاريخها إلا أن أطراف الصراع تبارت في اهانتها ووصل الأمر إلى الاعتداء عليها بالضرب و الاعتقال بل والقتل وتلك كارثة مسئولة عنها كل الأطراف, كما لا ننسى الكارثة القائمة حاليا و هي الإقصاء الكامل للمرأة من العملية السياسية و التي لها تأثيرا سلبيا كبيرا في ارتفاع مستوى الانتهاكات حيث لا توجد الأن حتى وزيرة واحدة في الحكومة الجديدة رغم الدور الهام والجوهري الذي تقوم به النساء منذ بداية الصراع ,وللأسف فإن المجتمع الدولي تجاهل أيضا حقوق المرأة اليمنية التيس لم تجد أي دعم حقيقي لتفعيل هذا الدور رغم أن القرار 1325 يدعم المرأة في الوقت الذي حصلت فيه المرأة في مناطق أخرى كالعراق على دعم كبير و قرارات مساندة من مجلس الامن لتفعيل هذا القرار.

– وما هي أبعاد مبادرتكم للإفراج عن النساء السجينات؟
ساهمنا بدور كبير عندما كنت في اليمن في ديسمبر عام 2018 في الإفراج عن عدد من النساء كن معتقلات في سجون صنعاء بعد تدخلي بشكل مباشر في تلك القضية رغم إنني تعرضت للحبس 4 ساعات وتم إطلاق الرصاص على سيارتي إلا إنني اعتبر ذلك وسام على صدري وحتى الآن أتلقى تهديدات وأعتقد أن ذلك الأمر خف إلى حد كبير بسبب الضغوط التي تمارسها منظمات حقوق الإنسان على أطراف الصراع لإيقاف العنف ضد النساء.

– إذا انتقلنا من الجانب الاجتماعي إلى الجانب السياسي، كيف تفسرين فشل قوات التحالف العربي حتى الان في إعادة السلام لليمن؟
للأسف فإن ذلك يرجع إلى الأخطاء التي ارتكبت منذ عام 2011 وحتى الآن حيث تم التركيز فقط على الأطراف التي تحمل السلاح فقط دون سماع الأطراف الأخرى المدنية وهو ما أدى إلى ظهور جماعات جديدة تحمل السلاح لكي يتم الاعتراف بها، ورغم أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة والتي وضعت عام 2011 كانت إيجابية حيث تشكلت حكومة توافق وكان هناك فترة انتقالية إلا أن تلك الفترة تم تمديدها دون وجود أي مبرر مما تسبب في تفاقم الخلافات السياسية الى صراعات مسلحة.

– وما هو تقييمك للاتفاق الذي تم مؤخرا بين الحكومة الشرعية والانتقالي طبقا للمبادرة السعودية؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى حل الأزمة؟
الاتفاق ممتاز حيث وضع قاعدة مبدئية للتوافق بين الطرفين يمكن أن يمهد لانضمام أطراف أخرى لأن الواقع أثبت أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع ويجب أن يكون الاحتكام إلى الصندوق الذي يمثل رأي الشعب حتى يحدد الشعب من يحكمه، في ضل إمكانية طرح حكم محلي واسع او كامل الصلاحية تحت مسمى محافظات او أقاليم في إطار الحفاظ على وحدة اليمن وامنه واستقلاله، أما نظام المحاصصة وتهميش دور النساء فهو نظام فاشل أدى إلى تدمير كثير من البلاد وإحداث الفوضى بها وهذا ما يجب ان يتم تجنبه في اليمن.

حاورها/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق