لبيا تحتاج الى ادرة متحضرة لا حتواء الازمة
يترقب العالم و الليبيون الحوار الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة بمساراته الثلاثة الإقتصادية و السياسية و العسكرية ورغم كل التشويش الذي تقوم به بعض الاطراف الذين دعتهم المبعوثة الأممية سيتفاني ويليامز بالديناصورات و دعاهم غسان سلامة في السابق بشخصيات الوضع الراهن و يدعوهم الليبيون بكل التسميات في حراك مجتمعي كبير و هم للأسف محل سخط اغلب الليبيين الذين يعتقدوا أنهم كانوا سبب في تدهور الاوضاع الداخلية لانهم مارسوا الإقصاء و تاجروا بدماء شعبهم و سيادته و أصبحوا يمددوا في شرعيتهم و وجودهم بأشعال الحروب لكي يستمروا في مناصبهم و يضعوا يدهم على خزائن الثروة التي حرموا منها الليبيين حيث تم إهدار أكثر من مليار 700 دولار خلال العشر سنوات الماضية و اذا يستمر هذا النزيف ستكون تكلفة الصراع كبيرة و سيخسر الليبيون و كل الدول التي تتأثر بعدم استقرارها و لكن يبدو أن الطبقة الحاكمة هذه المرة خسرت المظلة الدولية التي كانت سبب في تثبيتهم و فرضتهم في مرحلة ما ،فهم ليس ب اقوياء كما يدعون .
اسفة لهذة الصراحة اذا كرهتموني لصراحتي افضل لي من ان تحبوني لنفاقي ….. اعتذر منكم .
الأمم المتحدة تواصلت مع اكثر من ٧٠٠٠ فئة من المكونات الليبية خلال الأربع سنوات الماضية من خلال مركز الحوار السياسي الانساني و عدة آلاف آخرين عبر الانترنت و أستمعت لرأي الليبيين الحقيقي بعيدا عن ما يبثه الاعلام المسيس و السياسيين ، و جل الليبيين يريدون المصالحة و جمع السلاح و البدء في عملية تنمية حقيقية و اعادة إعمار كبيرة كما فعلت امريكا بعد الحرب الاهلية الامريكية ، و الليبيون كشعب يريدوا ان يمارسوا دورهم التاريخي الذي مارسه أجدادهم في السابق وهو تجارة العبور ، ليبيا كموقع استراتيجي كانت منطقة عبور للقوافل بين افريقيا و البحر المتوسط فكما فعلت الصين التي أحيت مشروع طريق الحرير من جديد تستطيع ليبيا ان تعيد دورها التاريخي بفتح خط القوافل القديم و إنشاء ميناء على غرار ميناء جبل علي و ميناء غادور و السعي لتأسيس مناطق حرة و اقتصادية تربط الشمال بالجنوب لتتحول من دولة تورد الهجرة غير الشرعية و الارهاب إلى حلقة وصل بين الشمال و الجنوب ،
على الليبيين ان يستفيقوا و لا يقولون نعم للباطل من اجل مصالحهم … فاذا احترموا عقولهم سيفوزون بوطنهم ليبيا ….ليس من الواجب ان يتفق الليبيين على راي واحد … يكفي ان يفهموا بعضهم البعض…. الخوف الان من عقولهم ان تفهم …. آن الاوان للعقول ان تصحى … الان المجتمع نصفه ناظم و نصفه اليقظان هارب ….
الان حان الوقت لتوقيظ النايمين ليقفوا على اقدامهم و نعيد الفارين الى ديارهم ليبقوا …. قبل ان تنعون ليبيا الى الابد … الجنوب شعب معطاء … فليكن نقطة بداية النهايه …
فكلنا يعلم ان افريقيا قارة واعدة و ستكون سلة العالم بالغذاء و المواد الخام ناهيك عن المياه و المعادن و الطاقات المتجددة و اذا كان هناك بابا لهذه القارة سيكون ليبيا المتمثل في مدينة سرت و امتدادها الجغرافي و الإجتماعي الذي يمتد حتى الجنوب ، و هذه الجغرافيا يعتبر نسيجها الإجتماعي متماسك و لم ينخرط في جوقة الحروب و الكراهية كما ان هناك روابط تاريخية و ثقافية تربط هذا النسيج و اهل هذه المناطق بطبعهم مسالمين و عقلاء و منفتحين على الشعوب الأخرى سواء في افريقيا او اوربا و كانت مدينة سرت تستقبل كل جنسيات العالم أثناء المؤتمرات الدولية إبان نظام القذافي و يوجد فيها بنية تحتية مناسبة لهذا الدور و يمكن الاستثمار على هذه الجغرافيا لتعطي نموذجاً ناجحا لليبيا الجديدة لكي تحتذي به كل المناطق المتحاربة فكما كانت دبي مصدر إشعاع و الهام و مركز اقتصادي عالمي لكل دول الخليج و اسيا بإمكان ليبيا ان تكون مركز اقتصادي و منطقة ربط لشمال افريقيا و لكل افريقيا و تجمع التجار الليبيين و خبرتهم ليجعلوا من ليبيا مصدر الهام لكل الليبيين في الاستثمار و تكون مدن خضراء للمصالحة و السلام تجمع الليبيين و لا تفرقهم تكون منطقة منزوعة السلاح و منزوعة من الحقد و الكراهية و تستقبل المنظمات الدولية التي تعنى بالسلام لكي انشر ثقافة الحب و السلام لكل البؤر المتناحرة في المنطقة ، فكلنا يعلم ان السياسة لم تعمر اي دولة و لكن التجارة و التنمية و الإنفتاح الاقتصادي و الثقافي مع العالم هو الذي يعمر الاوطان فليبيا لا تحتاج لقائد عسكري او حزب سياسي حاكم ، ليبيا تحتاج الى محمد مهاتير باني ماليزيا و كوان لي باني سنغافورة ، تحتاج الى شخصيات تفهم السوق العالمية و على دراية و تواصل بالصناديق العالمية السمينة لكي تسوق مشروع سرت البحر المتوسط المدينة الخضراء واحة السلام و تاورغاءً ، مصراتةً تكون مناطق حرة و داعمة لهذا المشروع و بالامكان التوسع شرقا و غربا لان الاستثمار بيئة جاذبة وليست طاردة ، يبدأ الإتجاه جنوبا في مسار جديد يحتوي الشباب الليبي في عملية تنمية كبرى يكونوا هم سواعدها و هم مستقبلها بعيدا عن الارتزاق بالسلاح و بعيدا عن دهاليز السياسة التي أحرقت الاخضر و اليابس و خصوصا بعد الركود الدولي بإمكان ليبيا أن تكون شرارة البداية لمشروع مارشال عالمي جديد لإعمار أفريقيا فجنوب افريقيا و نيجيريا و زامبيا و السينغال و دول اخرى دول تمثل جنوب و وسط افريقيا و بالإمكان جعل ليبيا تكون شمالها و بوابتها و تكون سرت هي عقلها الحكيم و صندوق مالها باستثمار عالمي كبير الذي من خلاله تنهض و تبنى القارة الافريقية و يخرج العالم من حالة السبات التي يعيشها و يتم خلق تنمية جديدة تستفيد من اخطاء الماضي و تعطي نموذجا جديدا صديقا للبيئة و يفيد شعوب القارة بالتدريب و الخبرات ناهيك عن الاستفادة المادية و الاعمار و التنمية الشاملة ، كل شيء جائز و اظن ليبيا جاهزة لتلعب هذا الدور إذا ما توفرت الإرادة السياسية و الإجتماعية و القيادة الرشيدة للقيام بذلك ناهيك عن توافق دولي ودعم ليتحول تدخلهم السلبي الى تدخل ايجابي في علاقة طويلة الاجل مثمرة تكون بمبدأ الكل رابح
هل استفاد الشعب الليبي من تجربته خلال العشر سنوات … هل سيعترفون مبدا التصالح و التسامح و التعايش و يعيشون بسلام ؟
ليبيا مجتمع قبلي احترام القبيلة و دورها مهم جدا و اشراك القبايل في المصالحة الوطنية لكي ترجع ليبيا من جديد لتكون نقطة بداية الاستقرار في حوض البحر المتوسط و شمال افريقيا .
من الصعب أن تتعايش مع اُناس يرون أنهم دائماً على حق.
و كل الشعب الليبي على حق فقط يراد تقريب وجهات النظر ….
ندا صباغ
إرسال التعليق