زواج فتاه المعتمدية يعيد مرة أخرى فتح ملف زواج القاصرات
كتب-مصطفي عمارة
عاد ملف زواج القاصرات مرة أخرى إلى واجهة الأحداث بعد أن تداولت محكمة الأسرة قضية ياسمين فتاة المعتمدية بمحافظة الجيزة والتي تبلغ من العمر 16 عاما والتي تزوجت من شاب يكبرها بست سنوات ولأن القانون يمنع زواجها بأوراق رسمية لأنها قاصر فلقد تم زواجها بورقة عرفية على يد مأذون على أن يتم توثيق عقد الزواج لاحقا بعد بلوغها سن 18 عاما ورغم السعادة التي غلفت حياتهما في أول الأمر إلا أنه ما لبث أن تفجرت المشاكل بعد أن شاهد الزوج أمها تبيع بالأسواق فبدأت معاملته تتغير تجاهها ووصلت إلى الضرب ثم الطلاق ولم يقتصر الأمر على ذلك بل رفض الإعتراف بأبنته حتى المأذون تهرب من الإعتراف في تلك الجريمة لأن القانون الحالي ينص على الحبس مدة لا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد عن ثلاثمائة جنيها لكل من شارك في تلك الجريمة ، ومع تفجر تلك القضية طالب خبراء القانون بتغليظ العقوبة لتكون رادعا لم تسول له نفسه أن يلقي بأبنته إلى الهلاك . فيما أكدت د. رانيا يحيى عضو المجلس القومي للمرأة أن المجلس يواجه زواج القاصرات رغم الصعوبات التي تواجهه بسبب الأعداد الكبيرة التي تعاني من تلك المشكلة خاصة في القرى التي يتحكم فيها التقاليد ويتم الاعتماد على الكلام الشفوي أو المجالس العرفية ، وعن دور المجلس في مقاومة تلك الظاهرة قالت د. رانيا أن المجلس لديه 27 فرع في مختلف المحافظات يتم من خلالها توعية السيدات وعمل المبادرات والحملات وطرق الأبواب في القرى والنجوع من خلال الرائدات الريفيات ، وعن رأي علماء الإجتماع في تلك الظاهرة يرى د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسي والاجتماع أن الظروف المادية الصعبة للأسرة غالبا لذلك فهي تنتشر في القرى والنجوع والعشوائيات إلا أنها تؤدي في النهاية إلى العديد من المشكلات الإجتماعية كالإحباط والاكتئاب والإدمان ثم الخيانة في النهاية ، وعن رأي الطب قال د. أحمد أبو السعود أستاذ الجراحة أن زواج القاصرات يجعل الفتيات أشد عرضة للعنف الزوجي وتعرضهن للاغتصاب من قبل الزوج مما يؤثر على الصحة وعلى حياة الفتيات حيث أن الحمل المبكر والولادة المبكرة من الأسباب التي تؤدي الى وفاة الفتيات المراهقات كما يؤثر زواج القاصرات على حياة المواليد وليس على حياة الأم فقط ، وعن رأى الدين أكد د. سيف رجب عميد كلية الشريعة السابق أن زواج القاصرات يؤدي إلى ضياع الحقوق لأنه يتم بلا عقد زواج رسمي موثق لذلك فلقد خول الشرع لولي الأمر تحديد سن الزواج خاصة للفتاة مراعاة لنضج الأنثى وظروفها العقلية والنفسية وكانت قضية زواج القاصرات قد تفجرت منذ عدة سنوات عندما تم الكشف عن زواج مئات الفتيات من قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة من خليجيين طمعا في أموالهم وهو الأمر الذي ينتهي بمأساة لهؤلاء الفتيات اللاتي يعملن جاريات في بيوت الخليجيين لخدمة زوجاتهم الآخرين .
إرسال التعليق