المرأة السعودية المبدعة تسجل حضورًا لافتًا في المشهد الثقافي السعودي والدولي

المرأة السعودية المبدعة تسجل حضورًا لافتًا في المشهد الثقافي السعودي والدولي

 

كتب-مصطفي عمارة

سجّلت المرأة السعودية حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي الوطني بدعمٍ من سياسات وزارة الثقافة المُشجّعة على تمكين المرأة في مختلف القطاعات ، سواء بالاحتفاء بإبداعاتها الفنية والأدبية أو بإشراكها في إدارة المشروع ذات العلاقة .

وساعدت سياسات التمكين هذه على بروز أسماء مبدعات سعوديات في قطاعاتٍ ثقافيةٍ متعددةٍ بعضها جديد أو مستحدث من قبل وزارة الثقافة مثل الأزياء وفنون الطهي والمتاحف، إلى جانب القطاعات الكلاسيكية المعروفة في مجالات الأدب والأفلام والموسيقى.

وشهدت الساحة الثقافية السعودية في الفترة الماضية استمراراً لتألق صانعات الأفلام السعوديات من خلال أعمال سجلت حضوراً في صالات السينما أو في المنصات الرقمية لعرض الدراما، ويأتي في مقدمتها فيلم “سيدة البحر” للمخرجة السعودية الشابة شهد أمين وحازت على ترشيح هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة للمنافسة في سباق الترشّح لأوسكار أفضل فيلم دولي، فيما حضرت المخرجة هناء العمير بمسلسلها “وساوس” الذي عُرض عبر منصة نتفلكس العالمية في يونيو الماضي، كما فاز نصّها “شرشف” بمنحة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي مع المخرجة هند الفهاد.

ودعمت وزارة الثقافة صانعات الأفلام السعوديات عبر مسابقة “ضوء” لدعم الأفلام التي تتولى تنظيمها هيئة الأفلام، حيث حصلت المخرجات دانيا نصيف، وأفنان باويان، ونورة أبو شوشة، وريما الماجد، ومها الساعاتي، ودانيا الحمراني، ومريم خياط على دعمٍ لتمويل أفلامهن الطويلة والقصيرة ضمن المسارات المتعددة للمسابقة.

وعلى مستوى الإنجازات الدولية في صناعة الأفلام، حصل فيلمان لمخرجتين سعوديتين على جائزتين دوليتين هما؛ فيلم “من يحرقن الليل” للمخرجة سارة مسفر الذي حاز على تنويه وشهادة تقدير من الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي، وفيلم “هِج لديزني” للمخرجة مها الساعاتي وحصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الجونة السينمائي.

وشهد قطاع الأزياء الذي أدرجته وزارة الثقافة ضمن قطاعاتها الثقافية الحضور الأبرز للمرأة السعودية في مسابقة “كأس السعودية” التي تجلّت فيها اللمسة النسائية السعودية المبدعة في تصميم الأزياء، وذلك من خلال دليل “لباس كأس السعودية” المتضمن قواعد اللباس وأساليبه، وشاركت فيه خبيرة الأزياء الدكتورة ليلى البسام، والرسامة نورة السمحان تحت إشراف هيئة الأزياء، وكان للدليل دور في ظهور الأزياء السعودية التقليدية بمظهر متألق في السباق العالمي الكبير الذي استضافته مدينة الرياض في شهر فبراير المنصرم.

وفي قطاعات الأدب والنشر والترجمة واصلت المرأة السعودية حضورها المتميز في التأليف وفي حصد الجوائز الأدبية محلياً ودولياً، وسجلت الفترة الأخيرة نمواً مطرداً لمساهمة السعوديات في التأليف والنشر في الرواية والشعر والدراسات الفكرية، إلى جانب منافستهن على جوائز مهمة، ومن بينهن الدكتورة أسماء الأحمدي التي رشحت لجائزة الشيخ زايد للكتاب عن دراستها النقدية “إشكاليات الذات الساردة في الرواية النسائية السعودية”، والأديبة لطيفة الشلوي التي رشحت لذات الجائزة عن عملها “صانع القبعات” ضمن مسار أدب الأطفال.

كما فازت الشاعرة هيفاء الجبري بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي ضمن مسار الشعر المُغنى وذلك عن قصيدتها “دمشق”. فيما حصدت المؤلفة الدكتورة الريم الفواز المرتبة الأولى في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عن دراستها النقدية “موضوع التقاطب المكاني، وحركة المعنى في رواية أرق النار والماء”.

وإذا كان قطاع الموسيقى قد سجّل في السنوات الماضية تألقاً للمرأة السعودية من خلال كتابة كلمات الأغنية عبر شاعرات سعوديات مبدعات، أو من خلال الغناء بأصواتٍ سعودية مبدعة، إلا أنه سجل حضوراً مُغايراً في الفترة الأخيرة لموسيقيات سعوديات تألقن في العزف والتأليف الموسيقي الصرف، في مسار يبدو جديداً على الساحة الموسيقية السعودية، وبفضل إبداعاتهن أصبح لهذا النوع الموسيقي حضور مستمر في فعاليات وأنشطة تنظمها عدة جهات داخل مدن المملكة، ومن أبرزهن عازفات البيانو دالين الخالد، ونوف توفيق، وروان الدريس، إلى جانب عازفة العود “غلا”، التي قدمت أيضاً دورات تدريبية في فن العزف على آلة العود.

أما في قطاع الفنون البصرية فقد كان الحضور الأهم في هذا السياق هو ظهور لوحة الفنانة السعودية لولوة الحمود في مكتب سمو ولي العهد –حفظه الله- في شهر مايو الماضي، وهو الظهور الذي وصف بتكريم للفن السعودي، وتأكيداً على ما تحظى به الفنانات السعوديات من دعم وتمكين تحت مظلة رؤية المملكة 2030، التي ركّزت في جوانبها الثقافية على دعم الإبداع السعودي وتمكينه لكي يعبّر عن ثقافة المملكة ويترجم تاريخها وهويتها وثقافتها العريقة.

ويعكس الحضور المتنامي للسعوديات في المجالات الثقافية، كماً ونوعاً، وتميزاً وإنجازاً، حجم التطور الذي طال القطاعات الثقافية المحلية الذي وفر لها مساحة كبيرة للحضور في الفضاء الاجتماعي العام، الأمر الذي أحسنت استثماره المبدعة السعودية ووظفته للتعبير عن صوتها وذاتها وإبداعاتها بصورة ترجمت من خلالها واقع القطاع الثقافي الغني والمتنوع الذي تُشرف عليه وزارة الثقافة وفق الرؤية المستقبلية للمملكة.

إرسال التعليق